أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزدار صلاح الدين البزاز - البحث عن الخلاص














المزيد.....

البحث عن الخلاص


نوزدار صلاح الدين البزاز

الحوار المتمدن-العدد: 2071 - 2007 / 10 / 17 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


حينَما يَعُمُّ الهُدوءُ في اللَّيل. . يَستيقظُ سيروان لِيرسمَ أحلاماً. . . أساطيرَ غابرةً في الزمن، و شَواخِصُ الحضاراتِ بكافةِ ألوانها منتصبةٌ كأنها في حوار، و حِمَمُ العُصور تجري و تجرفُ الماضي و الحاضر و المستقبل إلى وحدة الأصول و الأفكار، و سيمفونية الأعاصير تُدَوّي لتنذرنا من مَجهولِ مصيرنا كَبشر. . . و لتنجليَ في النهاية ضَوءاً خافتاً و أمَلاً مُشرقاً. . .

1
البحث عن الخلاص

السواد في اللوحات تدعونا الى التامل و ان نغمض أعيننا و نبحث في أعماقنا عن السر الذي من أجله نحيا ، وهذا التدرج في الألوان يشير إلى التعدد في الافكار و المذاهب و الهموم و المشاكل التي يجب التخلص منها لنصل الى الرقي المنشود و الحرية المرجوة لفهم الكون، وغياب العناصر الحية أو عدم وجودها إلا كآثار بالية يودي بنا أنه يجب علينا ان نتجرد من كل شيء و ربما حتى من الحياة نفسها لندرك الخلاص و كأن سيروان يخبرنا بأنه لا خلاص إلا بالخلاص و التجرد من الحياة نفسها .

هذه الاجواء الصوفية الذي نشعر به و نحن نتأمل لوحات سيروان يدعونا الى مفاهيم فكرية عديدة، فرغم الهدوء الذي يسود اللوحة أول وهلة حينما يقع النظر عليها إلا انها تبدأ بشدك شيئاً فشيئاً إلى داخلها لتخبرك قصة الخليقة و كيف ان كل شيء خلق في البداية من الماء لأنك ترى النهر كوحدة تتكرر غالباً إن لم نقل دائماً بين صخور او بقايا صروح طبيعية أو بشرية ، فتراه ساكناً و أحياناً صاخباً لأن النفس البشرية بتقلباتها تشبه المياه في جميع حالاتها الفيزيائية ، فتراها أحياناً جامدة و متصلبة ومتطرفة في شكلها و افكارها لا تقبل التغير و ان الححت عليها او ضغطت عليهل تجد انها تنكسر او تتفتت ، أو تكون أحياناً مائعة متقلبة تأخذ شكل أي إناء تحتويه حينما تكون ساكنة و أحياناً تتهيج أو تغضب تجرف كل شيء و تضرب وتعصف وتكسر وتغرق ، او احياناً اخرى تكون على هيئة غازية تعلو نحو السماء لتفنى في جمال الكون وتحس بوحدة الوجود ، و كذلك النفس البشرية تمر بجميع هذه الحالات ولكن لتسمو نحو الخلاص تحتاج إلى التجرد من هذه العوائق التي تشدها الى الارض.

فالفن هو وحده يعطي الانسان الحرية كي يخرج عن مألوف الحياة اليومية و المشاكل المادية و السلطوية و المذهبية ليعبر عن فكرة موحدة للوجود ، وتصل الى عمق الوجدان الانساني الذي لا يحتاج الى لغة لنفهمها وانما نحس بها بدون اية كلمات.

ولكن لكي يصل اي انسان الى هذه الدرجة من التوغل في الوجدان البشري يحتاج إلى التامل العميق و التوحد و الموهبة على التخلص من الروتين والتدريب المستمر و ذلك بالاطلاع على أغلب المفاهيم الفكرية والتزود من الإرث الفلسفي للبشرية و الإطلاع المستمر على السيرة الفكرية و ليست السير الذاتية للمفكرين لأنهم أيضاً كانوا بشراً يعانون مادياً و سلطوياً ، و لكن خلاصات افكارهم التي كتبوها بحرية ذهنية تامة هي القناديل على طريق التأمل في هذه الحياة .



2
الأسلوب الفني

الاسلوب الفني لا يمكن أن يأتي عشوائياً أو بالمرور بتجارب تلو أخرى بحثاً عن أسلوب فني لم يتطرقه أحد قبلاً ،أي ليس فناً أن يقرر الفنان ماذا سيرسم بل أن تناديه الفرشاة و تخرج الالوان بسلاسة و عفوية معبرة عن لحظات توحده و اندماجه في العمق الانساني وتعبر عن ذلك العالم الذي استغرقه التبحر فيه إلى أن تنتهي رحلته و يرجع بزورقه من هذه الامواج العاتية و العواصف القوية التي مر بها و عبّر بها لنا على شكل لوحة ناطقة بل صارخة أحياناً ، فالفنان لا يخاف أن يقلده أحد في أسلوبه لأنه يعلم مسبقاً أنه لم يكن أحد معه في رحلته و المواطن التي مر بها و المناظر التي نقلها من خياله .

فالاسلوب الفني يأتي من التشبع الكثيف بالثقافة الفنية والفلسفة الإنسانية أولا والتدريب و العمل المستمر ثانياً و محاولة التعبير بصدق و أمانة عن مكنونات النفس ثالثاً.

و هذا ما نراه جلياً في لوحات سيروان حيث نرى أن المضمون واحد و لكن النظر إليها من زوايا مختلفة وكل لوحة تجربة أو مغامرة تختلف عن الاخرى فتجد في بعضها و كأن الصراخ و صوت زمجرات الامواج على شواطئ غريبة يصم اذنيك و في بعضها الآخر الهدوء والرياح الخفيفة تدعوك إلى التأمل و الصلاة ، حقاً إنه أسلوب تميز به سيروان .

فالقدرة على التعبير عن المشاعر و العواطف لا يأتي به إلا من مر بتجارب في حياته اليومية و له القدرة أن يلخصها للبشر كافة فيفهمها كل من له ذوق فني و نفس مرهفة و يستغرق في تأملها و حينما تسأله لما يستغرقك الوقت في تأمل هذه اللوحة أو تلك لا يعرف الجواب و لكنه يشعر بتوحده مع التجربة التي مر بها الفنان .

فالفن هو لغة الوجدان و هو القدرة على إصابة الهدف الذي ليس بمقدور الآخرين حتى أن يروه ، و هو ما يشعرنا بالغبطة و الفرح حينما نرى مآسينا و أحزاننا مرسومة على لوحة أو معبراً عنها على شكل أغنية أو موسيقى أو حتى نص مسرحي أو تمثيل متقن .



--------------------------------------------------------------------------------






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزدار صلاح الدين البزاز - البحث عن الخلاص