لين ميرو
الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 08:58
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كتاب ( المعرفة البهيجة ) ، المؤلف فردريك نيتشه :
فتاة كانت في الحمام ، وكانت أمها تقول لها : ( ن الله يرى كل شيء ، إن الله يراك ) . فأجابت الفتاة (( لكن هذا قلة في الأدب ) . أجل ، -----بأي حق ينظر الله إلي وأنا في الحمام .
جان بول سارتر ، يروي خبرة عاشها في أيام مراهقته :
(( الله رآني ، شعرت بنظرته في داخل رأسي ويدي . رأيته وهو مُرعب وأنا طريدة روحية . لكن استيائي أنقذني : غضبت وثرت على هذا الفضول الفظ . وتمتمت مجدفاً مثل جدي : (( ملعون اسم الله ! لن يرى وجهي أبداً )) .
المعرفة البهيجة :
نيتشه يتكلم عن يهوذا الذي نظر اليه الرب مرتين :
- في ليلة العشاء السري ، حين ناوله اللقمة ، نظر اليه نظرة ثاقبة وقال : (( إفعل بسرعة ما أنت فاعله )).
- ثم حين دخل يهوذا الى بستان جتسماني ليُسلمه ، نظر اليه يسوع مرة أخرى وقال : (( يا صاحبي ، أبقُبلة تسلم ابن البشر ؟))
يرى نيتشه أن نظرة يسوع هذه هي السبب الذي جعل يهوذا يُسلمه . فبقتله كان يريد أن يلغي النظرة التي لا تطاق .
وفي تعليق على أقوال نيتشه يقول اللاهوتي لا كروا :
(( وصل زرادشت في أثناء رحلاته ، إلى وادي الموت الحزين ، وادي الأفاعي ، حيث تعرف الى أقبح إنسان وهو يهوذا . وأخبره هذا عن سبب ارتكاب جريمته )) .
-- (( كان على المسيح أن يموت ، لأنه كان يرى بعينيه كل شيء، كان يرى عمق أعماق الانسان : كل ما هو مخجل فيه وكل القبح المتخفي . إن رحمته بدون عفاف . كان يدخل في الأركان الأكثر قبحاً ونجاسة . هذا الفضولي ، هذا المهووس في الرحمة ، كان لا يكف عن النظر الي . فأردت أن أنتقم من هذا الشاهد أو أموت . فالإله الذي يرى كل شيء، حتى الانسان ، يجب أن يموت . والإنسان لا يحتمل بتاتاً أن يبقى شاهد مثل هذا على قيد الحياة )) .
بين الحاد سارتر ونيتشه ، وتسليم يهوذا ليسوع ومن ثم انتحاره ، كان هناك عين تراقب .
للمقال بقية
القامشلي
11-10-2007
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟