السمّاح عبد الله
شاعر
(Alsammah Abdollah)
الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:56
المحور:
الادب والفن
ألمرأةُ التي أتتْ إلى حجرته في الليلِ
بعثرتْ ملاءةَ السريرْ
ورسمته عاريًا على زجاج النافذة
كان البخارُ أبيضَا
وكان جسمُها العاري
له روائحُ المدائنِ الدخانية
شدته من دموعه
كأنه يعودُ مرَّةً أخرى إلى بدايةِ الخُطَا
كأنه يشبه أشجارَ القرى
يطلع مبلولا ومخضرَّا
ورفعته
حتى كاد يلمسُ الأشياءَ من حوافّها
كأنه يلقى ذويه فجأةً
ويملأ القلبَ اليتيمَ بارتجافة اللقا
كأنه يلمُّ وجدَهم في راحتيه وهْوَ في عُلُوّه
كأنه ينثره على دفء الذّرى
وسيَّجته بافتضاح عُريها
وشعرها الطويل
وتركته ذاهلا
في قلق الذكرى .
....................
يبتديُْ الشفيفُ قوله المُرَّا
ينظر للخلائقِ المعادة
كإلهٍ
ساخطٍ على يديه وهما تجربان الطين مرَّةً أخرى
يسيرُ هادئا
منكسرَا
يكره أن تبصره الأشياءُ هكذا
فيستعيضُ عن دموعه بفرحة الصوفيّّ
حين يمسي أعزلا في وحشة الليلِ العريضِ
لا يردّ دمه لدمه
ويجتاح الثرى
ويقبض الهواءَ كله في راحتيه
يشمّه
كأنْ به روائحُ المدائنِ الدخانية
كأنه
يشبه أشجارَ القرى .
ــــــــــ
السمَّاح عبد الله
ــــــــــ
#السمّاح_عبد_الله (هاشتاغ)
Alsammah_Abdollah#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟