أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجيه عباس - ياحامد المالكي....لعنة الله عليك!!!















المزيد.....

ياحامد المالكي....لعنة الله عليك!!!


وجيه عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2062 - 2007 / 10 / 8 - 12:22
المحور: الادب والفن
    


غريب مثل وجهك بين جدران دمشق،اسحل ظلي مثل أمراة تتسول في باب الآغا...أحمل ظلي الذي لايشبهني وأقول متى نجتمع ايها الغريب عن بغدادك التي تبحث عن رأسك المقطوع بين ضلوع جسر الصرافية؟....

أيها المحارب.... متى تلج الى حديقة الموت، وبغداد تبحث عن خطاك في قوائم الممنوعين من دخولك إليها؟ هل أصبحت مجرم حرف مثلي؟ إذن نحن ممنوعان من الحرث في دجلة ياابن طينتي الأولى...

انا في بغداد...موزّع بين التهجير وبين المنفى الساكن بين جلدي وجلدك...نحمل شمعة التاريخ...صرختنا عاقر.... والأنكى من هذا أنها تضع لولب النسيان حتى لاتعود إلينا بغداد.... بغداد الآن ياحامد مطلّقة يطعنها اولادها بشرفها وهي تركض منهم وتصرخ بهم....

لأركض وراهم حافي....وعبيّتي إعله جتافي....

ويأتيها الجواب من بنيها...كسرات من طابوق أثري يشج جبينها الذي سجدنا عليه أنا وأنت ذات مرة....

أكتب لك وانا اتنقل بين نشرات الأخبار...العرض واحد ...وشفاه المذيعات تنتفخ بحجم شدّات الدولارات التي يزايد عليها أصحاب القنوات....لامزاد سوى اعمارنا التي تحفر قبرها قرب قبر الجواهري ونحن نردد....يادجلة الخير ياأم المساكينِ....

هل قلت موعدنا القيامة وأنت تختار حياة أشبه بموت نبيل؟

ولماذا تتركني وحدي ياابن طينتي؟

لماذا لم توف دَينَك بمرقة السمك التي كانت أمك تجيد طبخها لك يامدللها الأثير على عطر شيلتها...هل تتذكر رائحة العنبر وأنت تمشي وحيدا في الحسكة غريبا إلا من ظل فلاّح شاطرك الغربة وحيدا مثل بلاد تشترينا بالمفرد وتبيعنا بسعر الجملة؟

حامد...أيها المالكي...ياصاحب الحوار الموشّى بدمع المنفى....لماذا تسرق دمعاتي اليتامى وأنت تتراقص فوق أوراقك البيضاء مثل كفن الأمهات.... لماذا تقطّع أنفاسي وكانك تقرأ لي غربة السياب على خليط الأوطان التي لم يرها فوق خدود الحوريات؟ ...

دعنا نبتكر حوارا يكون الشيطان او العراق ثالثنا...ماذا ستؤسس ايها السينارست في هذا الزمن الآرتيست؟ ماتبقيه الكلمات ننطقه بنص مهموس ياصاحب غربة حي الأمانة...لا أمانة بعد الآن في زمن يتسابق أبناؤه على السقوط فوق جدران برلين البغدادية....ماذا ستقترح لي من إسم في فوبيا الوطن الذي ضاع فاضاعنا بين دفّتي غربته في عالم البشر الفانين؟ سأسمي نفسي طاسة ماء تلقيها أمك وهي تسكن مقبرة السلام ...سأسكب دمعاتي خلف خطاك وأقول لك أني جبان لاأملك من أمري شيئاً إلا رفع يدي بالدعاء وأقول ...آآآآآآآآآمين على جراحك أيها الملعون حد البكاء...ياذئب حروف النكسات...لاحرب لدينا نخسرها بعد أن ودّعنا أوطاننا ونحن فيها!!! لاغربة مثل غربتنا ياصديقي...نحن رعايا وطنٍ أصبحنا فيه غرباء...بغداد تودّعكم كل مساء على شفاه المذيعات المملوءة بلحم السيلكون....إنفجرت عبوة حزن ففاض النهر بآلاف الحلاّجين فتساقط قطن الجثث المجهولين بباب الطب العدلي....

في كل ليلة، وحين تعبر قدماي عتبة القبر، وأعني به باب بيتي، ذلك الأسودُ المضيء مثل صلعة العالم،أضحك في سري، وأقول مضى يوم فانتظر سواه،أهجم بروحي على الفراش كما يهجم دب على الماء،أنام ليس مثل الناس،وأصحو حين ينام الناس،حين يغزل النعاس أهدابه بين عيون أطفالي هناك في غربتهم،أجد غربتي ،بودي أن أدخل إلى جنة الأسئلة التي حرمونا من دخولها...من الذي قال"الأجوبة عمياء...وحدها الأسئلة التي ترى)؟

ملعون أيها المالكي وأنت تودّع عمراً مجهولاً بين قنوات الموتى....هل تحمدُ أم تخمدُ نارا أشعلتَ زفير دخانها بين الأوراق؟ كيف لأوراق بيض أن تحمل صوتي فوق الكيلو 160 ؟وذباحونا ينتظرون رقاب الناس حتى يرسموا تل الجماجم في لوحة العشاء الأخير في العراق؟

ياحامد المالكي...أيها الإرهابي الذي سرق من بغداد جنونها...لماذا تريد الحكومات أن تلاحق القلم الباكي في منفاه؟ ياماقلنا لك: لاتمش في حوارك مثل الظل على الماء...لامسيح ليصلبه الأخوة في محرقة اخرى....هاهنا ألف حسين نرسل إليه رسائل حب حتى يأتي لنقتله مرة أخرى لنبكي عليه...هل تريدنا أن نبكي بدون مأتم نقيمه لقتلانا الذين نقتلهم بأيدينا؟

سأجرب ان أحاورك بنفسي...

ماأسمك ايها الغريب؟ ستقول حامد...ومن تحمد ايها الشاكر؟ سأشكر ظلي الذي تبعني مثل كلبٍ على طرقات الحسكة طمعاً بعظم القص...وكيف ستقصص رؤياك على أخوتك؟ وأخوتك مدفونون في جب النسيان...أو الإنسان...لنبحث عن إنسان يعثر فينا حتى نرشده ليبيعنا بدراهم مذخورة لدفنٍ مؤجل في بغداد.. انظر الى احلامٍ مؤجلة، عصافير كانت تزقزق هنا، ارواح تحمل اغصاناً على هيئة ضحكات، الى اوراق بيضٍ حملت دمعاتنا ونفثة غاضبة... الى هواجس غلّفها الرماد تحت الجدار الساقط فوق برلين بغداد.... انظر الى الخطى وهي تتنقل بين وجوهنا، هنا جلس فلان... وهناك شرب ظلُّك القهوة....هنا.. هنا.. وهنا.. من يملك سلطته على الذكريات ياحامد؟، شعرت اليوم كيف يبكي الرجل حين يهجر بغداده، انظر الى وطن صغيرٍ لايكبر ، ربما انظر إليك....الى روحي ....وهي تتشح بالسواد الان.

إثمنا الكبير الذي لاتستطيع الآلهة الجدد غفرانه أن أقلامنا وألسنتنا يشتركان في اطلاق صواريخ الكلمات صوبهم، انهم اصحاب الـ(بم) ....هذه الاطلاقة التي تنتقل من المسدس... الى المدفع... الى السيارة المفخخة... الى العبوة ، كلهم مفخخون بالماضي والحاضر والمستقبل ، لا اخفيك كل منا في ذمته ميتة لله فقط الحق في تقاضيها ...لهذا سنبقى نصرخ فيهم حتى تنطبق العيون ويمتلئ الفم بالتراب .....حينها فقط نعلم ان الوطن اشبعنا من ترابه لنموت سوية في بغداد، لقد كثر المعتدون علينا، انهم يرهبون اقلامنا... يرهبون احلامنا، يرهبون اسماءنا، يرهبون المستقبل الذي ننظره بعين اليقين، هي حياة من نوع آخر هذه التي نحياها ياحامد، انها شبكة نحمل فيها اسماء الماضي ...واسماك الله الحسنى، نحن لانحرث البحر حين نرسل برقية الى الملائكة نخبرهم اننا قادمون، تصور ان محمداً العظيم سيهيئ لنا مائدة الجنة لاستقباله ...وربما نتصور في حوارنا ان جبرئيل وميكائيل سيدقون لنا الدفوف وهم يقودوننا نحو الحور العين أو العور الحين!!.

سنفتح عينينا الزجاجيتين.... لكننا لن نغلق مذياع الضمير...

ستمر سنة، ووراها سنة،... ومابينهما ملح تحمله هذه اللغة ...فاكهة السور الاولى بين موائدنا، وقميص ترفعه سمرة هذا الوجه الغافي في مقبرة الغرباء...

..... اي لغة توجب جلد الاوراق اذا اجنب القلم وتنصل عن عراقيته ؟

سنمرُّ على الاوراق البيض... لا يوقفنا ضمير يلبس ثوب شرطي أعمى ...ولا يوقفنا قطرة عرق تتساقط من جبين الله تعالى في عالم التكوين....سيقولون مر من هنا العراقيون، كل منا يحمل كل عبير الـ(جا)، وغزل الانثى التي تتباهى بلقب (النثية) ...سنهزأ من شارب أطولنا ....ومن طول شواربنا، سنهزأ من فحولتنا، سنة كاملة ستمر، و مازلنا نشرب فنجان الشعر فوق شفاه الملحاوات، نغمز هذي، ونرسل شرطة أشعارنا كي تقبض جمرة قلب يتساقط مثل الرطب البرحي فوق شفاه الورق الأبيض....




#وجيه_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عولمة بالدهن الحر/ آلهة البطنج!!!!
- عولمة بالدهن الحر - المسيار الوطني العراقي
- أي زبزبا تزبزبي
- حديقة حياة
- عولمة بالدهن الحر ..مصالخة وطنية
- عولمة بالدهن الحر- التانغو الأخير لمحمد جبير
- سيciaعولمة بالدهن الحر تحليل بوليـ
- عولمة بالدهن الحر- قيطان الكلام


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجيه عباس - ياحامد المالكي....لعنة الله عليك!!!