فريد أمعضشو
الحوار المتمدن-العدد: 2062 - 2007 / 10 / 8 - 10:41
المحور:
مقابلات و حوارات
على هامش الانتخابات الرئاسية في جمهورية القُمُر المتحدة*
(حوار مع على إبراهيم مزيمبا)
ترجمة: فريد أمعضــــــشو.
نقدم فيما يأتي ترجمةً لنص الحوار المركّز الذي أجرتْه المجلة الفرنسية المعروفة "الديبلوماسية" ، و نشرته في عددها السادس و العشرين، مع المحامي على إبراهيم مزيمبا، الذي شغل سابقا منصب وزير الشؤون الخارحية، و أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية الأخيرة في جزر القمر. و قد تركز الحوار ،بالأساس، على أكبر هذه الجزر و أهمها.
+ أين تكمن أهمية اقتراع الانتخابات الرئاسية ،التي ستشهدها جزر اتحاد القمر في الفترة الممتدة ما بين 10 و 24 يونيو 2007، بالنسبة إلى جزيرة "نكازيدجا" (Ngazidja)؛ أكبر جزر أرخبيل القمر؟
- هذا الاقتراعُ تأييدٌ للاستقلال الذاتي للجزيرة الذي تقرَّر العام 2002. إنه يسمح لها بإدارة شؤونها الخاصة بنفسها، و بكل حرية.
+ بمناسبة هذا الاقتراع، ما المواضيع الأساسية التي تم إعدادها و تطويرها؟
- إن البرامج و المواضيع تختلف من مرشح إلى آخر. فبعض المرشحين يلح على التشبث دائما بفكرة وحدة جزر القمر، و يطالب بعودة جزيرة مايوتّ (Mayotte) ،التي ما زالت تابعة للإدارة الفرنسية، إلى حظيرة البلد المتحد. و يُبلور آخرون خطابا راديكالياً يضع نصب عينيه هدفا واحدا و وحيدا هو تحقيق الاستقلال الذاتي التام لجزر الاتحاد. و بالنسبة إلىّ، فإني أعُدُّ هذه الانتخابات غير ذي معنى إلا بقدر ما تستهدف تحصيل التنمية في الأرخبيل، و لاسيما من خلال التركيز على الجوانب الاقتصادية و السياحية لجزيرة اتحاد القمر الكبير. إن هذه الاستحقاقات ستتيح ،تماماً، تنقية مفهوم المنافسة و تقويمه بين دولة الاتحاد و أهم جزر الاتحاد و أكبرها (القمر الكبرى/ La Grande Comore).
+ بمَ تفسرون ارتفاع عدد المرشحين في جزيرة نكازيدجا؟
- ثمة عشرون مرشحاً يتنافسون في هذا الاستحقاق الرئاسي. و هذا التّكوْثر في عدد الترشحات يلائم ،في جانبٍ كبير منه، التسْييس المبالَغ فيه للمجتمع القمُري، و انعدام الثقة في الحياة السياسية. و من هنا، فالأولوية ينبغي أن تُعْطى للاقتصاد.
+ لا ريب في أن لجزيرة نكازيدجا مميزاتٍ أساسيةً. فهل بالإمكان تقديم بعض هذه المميزات؟
- تتسم نكازيدجا (أو القمر الكبرى) بتعدد خصائصها، و تنوع ميزاتها مقارنة مع صنْواتها؛ الجزرِ الأخرى المشكِّلةِ للاتحاد القمري. فهي أكبرها مساحة، تتموقع قبالة جزر مايوت، و أنجوان (Anjouan)، و مويلي (Mohéli). و تتوفر الجزيرة ،اقتصاديا، على 85% من ثروات الأرخبيل... و لو تولّى أمر تسييرها فريق سياسي متكامل و شريف و واعٍ من الناحية التقنية، لأمكنها منافسة جزيرة لاريونيون (La Reunion) أو موريس (Maurice)؛ لأنها ،بكل وضوح، تختزن إمكانات هائلة و مهمة جداً.
+ في مجال المحيط الهندي، ما هو الدور الذي يمكن أن يضطلع به اتحاد جزر القمر فيه، و بالأخص جزيرة نكازيدجا؟ و كيف تواجهون مستقبلها؟
- يشكل أرخبيل القمر جزءاً من ائتلاف المحيط الهندي (COI)، بحيث يتحرك و يتطور إلى جانب الجزر الصديقة له: موريس، و السيشلّ (Seychelles)، و ريونيون، و مدغشقر. و يوحد هذه المجموعةَ من الدول الطموحُ إلى تأسيس صداقة متينة بينها، و تتبنى سياسة تبادلية فعّالة. و مستقبلاً، من المحتمَل أن ينشأ بين هذه الجزر تنطيمٌ يقوم على حرية المرور، و نقل الخدمات، و تحرك الأشخاص. و ستنتهز القمر الكبرى هذه الفرصة الثمينة المرتقَبة للتعاون من أجل ترقية إمكاناتها الذاتية، و تطوير علاقاتها مع كِيانات خارجية للتعرف إلى أقاليم و محافظات و مقاولات أخرى. و سيكون للقمر الكبرى مستقبل زاهر و واعد إذا استقرّت سياسياً، و سُيِّرت ،حقاً، انطلاقا من مناهج الحَكامة الجيدة.
* ورقة تعريفٍ مقتضَبة بجمهورية القمر المتحدة:
- تَعداد السكان: 798000 نسمة (حسب تقديرات 2006).
- المساحة الإجمالية: 1862 كلم2.
- العملة الرسمية: الفرنك القمري (KMF).
- سنة الحصول على الاستقلال: 06/07/1975.
- العاصمة: موروني.
- سنة الانضمام إلى جامعة الدول العربية: 1993.
- الرئيس: أحمد عبد الله محمد سامبي. (منذ 26/05/2006)
- الوضعية السياسية: غياب الاستقرار- أزمة مضاعَفة- خلل مؤسساتي- حركة انفصال داخل الاتحاد (إعلان جزيرة أنجوان الاستقلال من جانب واحد سنة 1997)- السعي إلى خلق مجموعة قُمُرية جديدة معترَف بها على أساس استفتاء 23/12/2001- تحول الجمهورية الفيدرالية الإسلامية سابقاً إلى جمهورية القمر المتحدة، تخضع إلى نظام حكم رئاسي متغير- قوام الاتحاد ثلاثُ جزر (القمر الكبرى/ أنجوان/ مويلي) تتمتع بحكم ذاتي موسَّع، و يوجد على رأس كل منها رئيس منتخَب بالاقتراع العام المباشر، و لها سلطة التشريع و التنفيذ.
- الجالية القمرية في فرنسا: يعيش في الشتات عدد هام من القمُريين، و خاصة في فرنسا أو في المناطق التابعة لها (ما بين 150000 و 200000 نسمة في الميتروبول- 55000 نسمة في مايوتّ- 40000 نسمة في لاريونيون). [مصدر المعطيات: MAE]
المرجع: Revue "DIPLOMATIE", N 26, Mai-Juin 2007,P 15.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟