بلاغ حول دخول الجيش التركي الى العراق

جمعية الثقافة التركمانية لكوردستان العراق

الحوار المتمدن-العدد: 631 - 2003 / 10 / 24 - 02:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

" بــــــلاغ "

إلى.... جميع محبي الأمن والاستقرار

التركمان الاصلاء في كل مكان

بعد قرار البرلمان التركي بالموافقة على إرسال قوات تركية للمشاركة في حفظ أمن وسلام العراق إلى جانب قوات التحالف , برزت مخاوف عراقية عامة من أن يأخذ الموضوع أبعادا خطيرة اكثر مما هو مرسوم لها مما سيؤثر بالتالي على السلام العراقي الذي ينشده جميع العراقيين والذي يأملون بترسيخه فعلا ليعيشوا في ظل استقرار دائم .

أيها الاخوة :-

قد يكون دخول الجيش التركي إلى العراق وفي هذا الظرف بالذات أمر سهل , ولكن من تراه يضمن خروجهم بالسهولة ذاتها .. , نقول ذلك ونحن على يقين بان الظرف العراقي الحالي مليء بالمفاجآت , وان العراقيين مثخنون بالجراح أصلا جراء سياسات النظام البائد , ولا نرغب في أن تدخل الجارة تركيا نفسها في معمعة يصعب الخروج منها . ويصعب معها تكوين علاقات جيدة تحافظ على مصالح الطرفين في المستقبل .. نحن التركمان وجميع العراقيين نرغب في توطيد علاقاتنا مع الجارة تركيا ومع جميع بقية جيراننا المتاخمة حدودهم لحدودنا , وقد لا يتأتى ذلك عبثا إنما نتيجة احترام متبادل وباع طويل من تبادل المصالح الثنائية التي تخدم الطرفين , وليس افضل من دولة جارة تتبادل معها المصالح في حالة من احترام المقابل لظرف الآخر , مهما كان هذا الظرف … وطالما ان العراقيين عبروا عن عدم تجاوبهم مع إدخال هذه القوات , وعبّروا عن حساسيتهم تجاه الموضوع فان المسالة ستظل الحاجز الأكثر صلابة بين العراق والجارة تركيا في تحسين علاقاتهما في المستقبل , نقول ذلك في الوقت الذي يرفض الشعب التركي نفسه دخول قواته إلى العراق لاسباب عديدة يدركوها ربّما اكثر من قادتهم , ويدركون أن أي ربح سيحصلون عليه جراء دخول قواتهم العراق لهو اقل بكثير من التضحيات التي سيكون عليهم تقديمها في هذا المجال .

يا محبي السلام في كل مكان :-

نحن التركمان نرغب في استقرار العراق ونرغب في الوقت نفسه الاستقرار للجارة تركيا بعيدا عن تدخلات قد لا تكون نتائجها إيجابية كما تعتقدها , وكنا نتمنى ان تتخذ جارتنا قرارات اكثر حكمة تؤدي بها إلى التطور والازدهار بعيدا عن الشأن العراقي وظروفه المعقدة التي تمثل بلا شك مسؤولية عراقية صرفة دون تدخلات خارجية أو تعقيدات إضافية , ونتمنى في نفس الوقت أن يكون للجارة تركيا مستقبل أوفر حظا مما هو عليه الحاضر في دخولها الاتحاد الأوروبي لاصلاح اقتصادها و إعطائه دفعة جديدة لدخول عالم جديد يحقق نتائج افضل لشعبها , ولكننا لن نرضى أن يتم ذلك على حساب مصالحنا الخاصة ومستقبلنا الذي نستميت من اجل استقراره ونفهم جيدا أن لتركيا مصالح في العراق مرتبطة بدول التحالف ولكن لمصالحنا ومصالح العراق أولويات لا يمكن تأجيلها أو تأخيرها, خاصة ونحن ندخل عالم تغير جديد بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان جادة .ولا نتصور بان أي عراقي أو كوردستاني سيمكنه التفريط في مصلحته لاجل تحقيق مصالح دولة أخرى حتى ولو كانت اقرب إلينا من سواها … !! ومن ناحية أخرى فان كوردستان العراق عانت بما فيه الكفاية من الاتفاقات اللامسؤولة بين النظام البائد وجارتنا هذه ليعملا معا بالتنكيل بأبناء كوردستان في غياب الدور الإنساني للعالم وصمت مؤسسات حقوق الإنسان في العالم امام الماسي التي مرَّ بها أبناء كوردستان بتركمانه وكورده وكلده واشورييه , وليس على هذه القوميات أن تعاني من جديد جراء سياسات تركيا بمجرد تحقيق مصالحها في ظرف يبغي فيه كل العراقيين تحقيق العدالة والمساواة في ظل حكومة ديمقراطية تنتخب وفق دستور عراقي ثابت يحقق أمل جميع العراقيين في استقرار حقيقي .

أيها الأعزاء … يا أبناءنا التركمان في كل المكان

نهيب بجميع الأحزاب والتنظيمات التركمانية في كل مكان بالتفكير جديا بالموضوع بعيدا عن المصالح المرتبطة بشكل أو بآخر بهذا الطرف أو ذاك , وان يكون شجبهم لدخول القوات التركية بشكل سلمي يرتقي إلى مستوى العقل والمفاهيم الكوردستانية التي عبرا دائما عن وجهات نظر سليمة تلائم الواقع الكوردستاني المسالم والتعبير عن الآراء بهذا الشان بما يتناسب وحجم الحدث وحجم الظرف العراقي . نتمنى أن لا تستجد أمور تؤخر عملية تطوير العلاقات الكوردستانية والعراقية بتركيا والتي نتطلع إلى تحقيقها بشكل جاد كما نتطلع الى تحقيقها مع جميع الدول الجارة .

وفق الله الجميع بما فيه الخير لبلادنا , وسدد الله خطى كل من يساهم في ترسيخ السلام والمحبة في ايّه بقعة من العالم .

جمعية الثقافة التركمانية لكوردستان العراق

اربيل في 23 / 10 / 2003

 

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل