أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صابر خورشيد شابي - الداومة مسرحية














المزيد.....

الداومة مسرحية


صابر خورشيد شابي

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 03:45
المحور: الادب والفن
    


الشخوص: مجهولة الهوية..
المكان: غرفة قذرة..
الزمان: من الان.... الى ما يشاء الله
ملاحظة سخيفة: هذا النص لا يصلح للتمثيل او العرض..
(شخص جالس في وسط المنظر واضاءة خافتة مسلطة عليه وقد وضع امامه بطلا و قدحا)
ما الجديد لديك ايها القابع على روحك المكتظة بالتمرد والانتفاض.. ايها الجسد النتن كنتانة الخوف والانكسار.. قل لي ما الجديد؟ (صمت.. ثم يضحك بجنون) حسن لربما هو يوم نضال جديد تتبناه من اجل حياتك المهددة بالزوال ستضطر ان تدرس فيه كل السبل التي تبقيك بعيدا عن الوداع. لابأس بذلك اشهد لك بكل جوارحي بانجازك الفذ هذا فلا تيأس لربما سألقاك غدا ايضا وبعد غد ومن الممكن لسنين قادمة. وما المانع ما دمت قد ادركت اللعبة وحفظت متاهاتها المرعبة. بعد ان ايقنت ان الاكتفاء قد جاءك بنتيجة جيدة. (يلتفت حواليه) وحدك في غرفة موبوءة قذرة وليل مظلم طويل والرعب يلف جنباتك كأنها النهاية (صمت) هون عليك فلا زلت معك. استرخ في جلستك وكفاك تحفزا واستنفارا وهل يعقل ان يعيش المرء هكذا مشغولا بعقم التساؤلات (يمد قدميه على الارض) حسن هكذا افضل. خذ اشرب.. في صحتك. (ينظر للكأس بتمعن) اشرب قدر ما تستطيع ولا تقلق فما احوجنا في هكذا ظروف لتخدير اعصابنا وافراغ ذاكرتنا لتنشيط خيالنا الذي اصابه الصدأ (صمت. لا يسمع خلاله سوى جرعات الخمر التي تدخل البطن الخاوية) ما اتعس المكان الذي تسكن فيه خرب الى ابعد حد ومليء بالحيوانات الغريبة هل تشعر بالحزن كونك يئست وجودك فيه (صمت) عموما وما الحل؟ في صحتك. ولعل هذا يزيدك احساسا بعدم الانتماء لهذه البيئة التي افنيت عمرك فيها (صمت) وماذا بايدينا لنفعله.. اشرب. (يفرغ الكأس في جوفه دفعة واحدة ويتلفت حواليه ) خيالك الشاحب ينعكس داخل تلك المرآة المكسورة. قد يشعرك هذا ببعض الوجود ويعطيك مددا بالحياة. (يضحك.. ضحكة خفيفة) ما بك يا رجل ابتسم فانت حي ولا تعتبر نفسك من الاموات (صمت... يهم بتحريك جسده) هيه .. ماذا تفعل؟ لاتقترب من تلك المرآة فعليها اثار قد لا تعجبك (يرجع الى وضعه السابق ويحملق بصره كأنه يركز على شيء ما.. يسمع خلالها موسيقى بصوت خفيض جميل) في الخارج اصوات الحان رائعة تعيد اليك اطياف سعادة غابرة انقضت تحت وطأة من مزامير شيطانية دندنت لك الرعب والقلق دون ان يعي غاياتها الى ان ضاعت عنك سبل العودة لتلك اللحظات الفائقة الجمال (صمت) هل ترغب في المشاهدة؟ قد يكون زفافا او حفلة تنكرية. هيا انهض لنذهب فالليل لا يزال في اوله وعلينا انهائه في المتعة والطرب (يهز رأسه) ماذا ؟! لا تستطيع.. وما المانع؟ (ثم بنبرة قاسية) ايها الوقح كيف تخاف العقارب السامة وانت الذي اودعتها سرك حين تركت غرفتك هذه ملآى بالشقوق والحفر فغدت مرتعا لتلك الحشرات وكأنها من بقية اهلك. لاتشح ببصرك تحلى بشجاعة الهزيمة وانظر حولك (لا يحرك ساكنا) حسنا لك ما تريد لا تعر بالا لما موجود واكتفي بالشهيق والزفير وامضغ فتافيت افراح قديمة علها توحد فيك اجزاءك المبعثرة بين شظايا الاحزان (صمت) هل نفذ مشروبك؟ خذ املآ وحدتك بالنسيان هذا هو الحل واقرع طبول البهجة الصامتة على ضريح ايامك الغابرة(صوت قرع طبول خفيف يتصاعد تدريجيا) (يفرغ الكأس في جوفه دفعة واحدة ويصغي لصوت الطبول) ارقص.. ارقص.. ايها الملعون بالخذلان (يتلوى بجسده على ايقاع الطبول وينهض متحمسا بحركات راقصة) ها.. ها... ها.. هكذا اجل. ودع اساطير المدن القديمة وابني لنفسك هياكل مدائن جديدة تفقه لمعنى شهقاتك المتهاوية. ارقص ايها الملعون وابلع كل قيح الرياء المتجسد فيك منذ الازل لقد سئمت وداعتك الزائفة تمرغ على ارضك الموبوءة بحيض الرجال (يزداد الايقاع صخبا وتزداد معها حركاته المجنونة) يكفي ..يكفي.. (لا يسمع يرقص) حذار من الاقتراب من تلك المرآة (يرقص بعنف الى ان يقترب من المرآة) توقف يا حيوان (يقف مذهولا وينقطع صوت الطبول وتنعكس صورته على المرآة) يا الهي: لقد حذرتك ايها المشؤوم (يتأمل صورته يتحسس المرآة موسيقى حزينة.. ثم يسمع صوت بكاء) كيف يعقل ان يتبناك الذبول دون ان تعلم؟ ام تراك راكد في خبايا الويلات متسترا على شحوب المرايا. يا لك من مغتر وقح (صراخ) كفى.. لن اسمح لك باستمالة غضبي ايها الخبيث الساكن بعيدا عن الالم ولم يذق عذاباته. كفاك تراودني في كل لحظة سكينة اختلي بها لنفسي (صمت .. صمت ثم يضحك بهستيرية) كم انت جبان مرائي أي فخر تتجمل به امام قباحة فرجتك الدائمة منذ عهود وهذه الصفة الشاذة لم تتخل عنك.
- لن ارد عليك.
- هذا هو عهدي بك تختزل الكوارث المقيتة ببعض ادعاءات جوفاء تداري بها عورة المذلة المتلبسة بك
- قل ما شئت فانت لاتفقه شيئا.
(يلكم نفسه).
- انا لا افقه شيئا ايها المتهور.. يا خنثي هل ترغب القتال؟ ام بالمضاجعة؟ ام باجترار الخيالات المريضة؟ ها..؟
(يلكم مرة اخرى وهذه المرة بقوة مضاعفة) هل تدرك معنى الالم؟
خذ.. (يلكم) يقولون ان في الالم حكمة للعقلاء فهل تحسب نفسك منهم؟ (يلكم).
- توقف يا ابن العاهرة.
هل تعلم ان للعذاب درجات فأي درجة ستمنح نفسك ايها المتباهي .
(يلكم نفسه بعنف فيسقط ارضا).
- آآآآ اه.
- انتفض هيا قم وقاتلني ولا تدع العقارب تتولاك ويذهب ذكرك بحادثة تافهة.
- دعني ارجوك.
- يا جبان يا ابن الجبان مد يدك مد يدك وقاتلني.
يتلوى على ارض المسرح واصوات صراخ القتال تتابع ثم تنقطع بصراخ طويل يعم ارجاء المسرح.. صمت.. صمت... صمت (تغلق الستارة).
وما لم اعلمه هو هل طعن نفسه ام لدغه عقرب.
وهل مازال حيا؟! ربما..



#صابر_خورشيد_شابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
- “برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب ...
- “الإعلان الثاني “مسلسل المؤسس عثمان الحلقه 164 مترجمة كاملة ...
- اختتام أعمال منتدى -الساحة الحمراء- للكتاب في موسكو
- عثمان 164 الاعلان 3 مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 الم ...
- فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد ...
- نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا
- الحرب والغرب، والثقافة
- -الإله والمعنى في زمن الحداثة-.. رفيق عبد السلام: هزيمتنا سي ...
- مصر.. قرار من جهات التحقيق بخصوص صاحب واقعة الصفع من عمرو دي ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صابر خورشيد شابي - الداومة مسرحية