أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الجباريد - طبقة الاوزون العراقية















المزيد.....

طبقة الاوزون العراقية


كامل الجباريد

الحوار المتمدن-العدد: 2048 - 2007 / 9 / 24 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على سطح الذاكرة المتعبة , طفت نكته طالما أضحكتنا عندما كنا في مقتبل العمر مفادها أن كذابا بارعا تحدى من ينافسه على لقب (الكذاب الاكبر) وحتى يكتسب الشرعية, فقد نظم أستفتاءا ديمقرطيا في المحلة , ولكونه (شقاوة المحلة) ويده والسكين كما يقال , كما أن له عصابة كبيرة تأتمر بأمره, لذا فقد جائت نتيجة الاستفتاء لصالحه بنسبة 99.99% المعروفة والشائعة في ديمقراطياتنا العربية والمعبرة عن خصوصيتنا وليست كما في الديمقراطيات الاوربية المزيفة التي يشقى فيها المرشح ويكدح حتى يسيل عرق جبينه ويفرغ جيبه من النقود على الاعلانات والندوات التلفزيونية , وشراء الذمم للشرائح الاجتماعية الممكنة بوعود عرقوبا أخاه بيثرب, وأذا حصل على نسبة 50% من الاصوات , أفتخر ولافخر على كل من حضر وغبر وحكم وأمر من البدو والحضر والعرب والعجم والبربر , بفوزه التاريخي الذي يحصل في العمر مرة أو لايحصل , وعذرا فكلمة التاريخي لايستعملها الاوربيون وأن كانوا يفعلونها في الواقع , والانسان أبن بيئته كما يقولونه علماء الاجتماع وقد اثرت في هذه الكلمة كما أثرت في غيري,وأنطبعت في ذاكرتي منذ الصغر , والتعلم في الصغر كالنقش على الحجر كما يقال , فمنذ صغرنا وكل شيء عندنا تاريخي , حتى دخول الزعماء والقادة الى الحمام , الى أن أصبحنا وأمسينا لانعرف من معنى (التاريخي) سوى شيء واحد , فأذا كان هناك شيء تاريخي , فأن مصيبة أوعدة مصائب ستقع على رؤوسنا ورؤوس من خلفونا .
المهم غير أن الفرحة لم تكتمل رغم أن الناس قد زينوا المحلة ورفعوا صورة (الكذاب الاكبر) في كل مكان ليطالعنا بنظراته الصارمه وكأنه يذكرنا ويهددنا دوما. غير أن أحد (البايعين روحهم) أفسد عليه متعته وزهوه مخبرا أياه عن وجود (كذاب أگشر) كما نسميه بالهجة العراقية , يسكن في المحلة المجاورة .
أستثيرت كرامة صاحبنا وأصر على أصطحاب عدد كبير من الشهود ليشهدوا له بالفوز المحتوم , عندما يناظر (الكذاب الاگشر) في مناظرة تلفزيونية تتفوق على مناظرة السيدين (بوش و كيري) الشهيرة في الكذب على الشعب الامريكي والعالم بأنهما يختلفان في تأييد أو عدم تأييد قانون ((تنهيب العراق)) والحمد لله الذي نقلنا الى الزمن الامريكي , والذي لا يحمد على مكروه سواه .
بعد أن أذاع الكذاب الاكبر بيانا شديد اللهجة متوعدا المحلات المعادية بالويل و الثبور وعظائم الامور , مبشرا محلته بالنصر الكبير كما أنتصرنا في أم المعارك وحرب حزيران عام 1967م . ثم سار أخونا ومن معه من الشهود الى المحلة المجاورة طارقين باب منزله ليخرج لهم فتى في مقتبل العمر سائليه عن أبيه فأجاب : لقد حدث فتق في السماء وذهب أبي لرتقه . فما كان من الكذاب الاكبر ألا أن بهت وسكت فقد كان الفتى ((أضرب)) منه ومن أبيه .
كانت قوة النكته في أستحالة أن يحدث شرخ في السماء الى أن جائتنا الرأسمالية المعولمة بأحدى أنجازاتها عندما شرخت وثقبت طبقة ألاوزون بفعل الاحتباس الحراري , لتندفع لنا من ذلك الثقب الاشعة الضارة رافعة درجة الحرارة المرتفعة عندنا أصلا في الوقت الذي نشهد فيه دخول الكهرباء عندنا متحف التاريخ , ألا من سويعات قليلة لتذكرنا بنفسها بين اونة وأخرى ((كي لا نسسى )) مع الاعتذار لبرنامج بهذا الاسم كان يعرضه التلفزيون العراقي , بعد أنتهاء الحرب العراقية ألايرانية بأستمرار ليذكرنا بالموت والدمار والاشلاء المقطعة وما تعرضه آلان الفضائيات بتشف لاوصالنا التي تتفجر هنا وهناك وكأن الموت لعنة فرعونية حلت علينا ولا مناص منها , مادامت سود وقائعنا وحياتنا وحمر مواضينا و أشداقنا وما دمنا نصفق , هذه العادة اللعينة التي تعودنا عليها , حتى أن أحد الخبثاء ذكر لي أنه أبتلي بمرض خطير فهو يصفق كثيرا في نومه بل ويهتف رافسا الارض تحت رجله وكانت الارض زوجته المسكينه, مسببا لها ((البهتة والخرعة)) مما أضطرني الى أستدعاء ما قرئته من علم النفس لاثبت له أن كل من يمارس عملا روتينيا وكريها بأستمرار ينعكس في المنام كأضغاث أحلام .
قال لي صاحبي ((على الخبير سقطت)) ويبدوا أنه قد ذهل من معلوماتي الطبية وطالبني ((بوصفة)) علاجية لانقاذه من هذا االمرض . أجبته علاجك الوحيد ياصاحبي أن تمتنع عن التصفيق والهتاف . وهنا وجم صاحبي وأرتعب قائلا هل تريد أن ترمل زوجتي وتقطع عيش أطفالي ؟ فسوف أصنف في خانة أعداء الثورة وأنت تعرف ماالذي يحصل لهؤلاء .
ويبدوا أن رائدة الحرية في العالم , أمريكا قد سمعت بحكاية صاحبي عندما صرخ (وابوشاه) فجيشت جيوشها وعزمت على تحرير صاحبي من البهتة والخرعة والقطع المبرمج للكهرباء والحياة بعدما حاصرته ومعه مواطنيه طويلا , ومنعت عنهم السلع والمواد ((المزدوجة الاستعمال)) ومن جملتها الدواء والبطيخ وأبر ماكنة الخياطة والماء الصالح للشرب ولكن بدل من القطع المبرمج للكهرباء (طارت) الكهرباء وبدل من القطع المبرمج للحياة جائتنا بالقطع المبرمج وغير المبرمج للحياة حيث نتحول الى أشلاء في أي مكان و زمان , سواء بسيارة مفخخة أو طلقة طائشة أو قنبرة هاون أو نيران صديقة عن طريق الخطأ . فبدلا من الشعب الواحد , وأن كان بالقسر لابالرضى وبالتسلط وألاخضاع لا بالاقناع , وتحولنا الى شعوب وقبائل حسب وصفة السيد بريمر لالنتعارف ولكن لنتقاتل ليذبح بعضنا البعض على الهوية والجنسية وشهادة الجنسية المدققة بالختم المثلث سابقا أو الفسفورية حاليا أو البارافسفورية مستقبلا وعلى غير ذلك , فقد تعددت الاسباب والذبح واحد . ويبدوا أن الوصفة الرأسمالية المتعددة الجنسيات كانت لعينة فقد فجرت فينا كل ماهو قبل المدنية والدولة الحديثة , ودفعته الى أقصى مدياته , محدثة ثقوبا كبيرة في طبقة الاوزون العراقية مهددة النسيج العراقي الاجتماعي بالتمزق حتى صار الوضع من الخطورة بمكان . وكعادتنا ألقينا الوم كله على المحتل البغيض بأعتباره متخصصا في ثقب طبقة الاوزون والعياذ بالله , فقد سحرنا نعوذ بالله وجعلنا نساهم معه في أفعاله المشينة مساهمة فعالة وأخذ بعضنا يهدم بيت الاخر لمجرد كونه ..... الاخر .
لقد قامت الرأسمالية المتعددة الجنسيات بأخذ المواد الاولية من نسيجنا وصنعتها ووضعتها في مرجل كبير , بما لها من خبرة عميقة وطويلة , أنبعثت وتنبعث منه الغازات السامة من طائفية وعرفية وعشائرية ونفطو-غازية (نسبة الى قانون النفط والغاز) ووووووالله أعلم بما سيأتي .
أننا بحاجة الى ((معاهدة كيوتو)) عراقية لتخيط ثقوب الاوزون العراقي العديدة التي حدثت بشرط ألا تكون كاذبة ووهمية كمهمة ((الكذاب الاگشر)) الذي ذهب ليخيط فتوق السماء .



#كامل_الجباريد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الجباريد - طبقة الاوزون العراقية