أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجيد محسن - القيادة الاستراتيجية والقضية العراقية















المزيد.....

القيادة الاستراتيجية والقضية العراقية


مجيد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2047 - 2007 / 9 / 23 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان اهم مايميز القيادة الاستراتيجية هي القدرة على استشراق جميع القيم المحتملة في البيئة الخارجية والعمل على تحقيق الاستجابة الفاعلة لذلك في البيئة الداخلية وهذا لايعني ان هذا النمط من القيادة تبعي اذ ان التبعية تفقد القيادة استقلاليتها وبالتالي تدفعها الى تبني خيارات لاتعبر عنها بما يجعل من القيادة بوجه عام برنامج لقوى اخرى وهذا ماينفي صفة الاسترتيجية عن القيادة ويجعل منهامجرد موظف تنفيذي لتلك القوى من هنا نجد ان الاستقلالية لبنة اساسية باتجاه الابداع بما يجعل سلوك القيادة معبرا عن اصالتها وانسجامها الذاتي قدرتها على تطويع ممكناتها وتطويرها لتحقيق وصيانة هدفي البقاء والنمو وهذا يعني ان هناك اشكالية حقيقية تتمثل في التعارض بيبن الاستقلالية والاستجابةباعتبارها مظهر من مظاهر التبعية؟
لعل الاجابة الحقيقة والتي قد تكون اكثر صرامة في الفصل بين ماهي تبعي وماهي لاتبعي هي قدرة القيادة الاستراتيجية على خلق مجالها الحيوي الذي يحقق البقاء والنمو من خلال القدرة على خلق الطاقة في البيئة الداخلية وتطوير متغيراتها وعلى النحو التالي:
اولا ان هناك ممكنات في البيئة الداخلية تكتنف قدرات محددة بمعنى اخر ان هناك ميزة نسبيةوان القيادة الاستراتيجية بحكم البصيرة الثاقبة تستطيع ان تميز هذه الممكنات وتختارها كبدائل قائمة او محتملة قابلة للتفاعل بينها لخلق مستويات من الطاقة تحقق الاستجابة لمتغيرات البيئة االخارجيةوتدفع الكيان الحيوي الذي تقوده الى البقاء والنمو ومن ثم تعمل على تحقيق هذا التفاعل او على وجه التحديدتفعيله بخصوصية لايمكن لاي نمط قيادي اخر ان يحققها وهنا تتحقق استقلاليتها في تبني خياراتها وتفعيلها وان الاستجابة هنا هي لاجل البقاء والنمو وليس هدفا بحد ذاته مما ينفي صفة التبعية ويحقق التوجه الابداعي بحيث تكون القيادة مظهر من مظاهر حيوية الكيان وان زوال هذا المظهر او تدهوره سيدفع هذا الكيان الى خلق قيادة استراتيجية بديلة وهذا اصلا تعبير عن حيوية الكيان لان الكيانات اللاحيوية هي كيانات جامدة وقابلة للزوال ومن هنا تنشا ضرورة القيادة الاستراتيجية بحيث لابقاء بدون قيادة ومن ثم لانمو وان التدهور والزوال هو النتيجة المتوقعة بعد ذلك
ثانيا: ان ممكنات البيئة الداخليةتتصف بالمحدودية ولذلك تتجه القيادة الاستراتيجية الى تخصيص الموارد وان هذا التخصيص يتطلب قدرا عاليا من الكفاءة لان الاخقاق يقود الى تضاؤل الطاقة وبالتالي يقود الى التدهور ومن هنا فان كفاءة التخصيص تعبير عن اسلوب القيادة الاستراتيجية الذي يحقق لها التفرد والناجم عن قدرتها العالية في تحديد القيم الضرورية والمتاتية اي قدرتها العالية من فهمها الحقيقي لخصوصية الكيان الذي تقوده وهذا مما يخلق لها مجالا حيويا حقيقا لان غير الاستراتيجين لن يحقوا ذلك
ثالثا ان ممكنات البيئة الداخلية غير متوفرة بصورة مباشرة وان القيادة الاستراتيجية قادرة على ادراك الفضاء المعلوماتي المتعلق بخصوصية الكيان الحيوي الذي تقوده تلك القيادة وهي قادر على امتصاص الموارد من البيئة الخارجية لمزجها وخلق الطاقة اللازمة للبقاء والنمو وهي بذلك قادرة على خلق الميزة التنافسية التي تجعلها قادرة على الدفاع عن وجود الكيان الحيوي وتحق بقاؤه ونموه وبهذا تكون قد حققت مجالها الحيوي غير الممكن للاختراق في المدى القصيرعلى الاقل وبذلك تكون قد حققت شرط استقلاليتها وقدراتها الابداعية.
في جميع الحالات نجد ان:
اولا ان القيادة الاستراتيجية حقيقة تاريخية وان التعامل مع هذه الحقيقة ليس على نحو مجرد بل هي وجدت في ابسط التكوينات الاجتماعية والتي لاتتعدى الاثنين بشكلها المبسط وان تجاهل ذلك يقود الى فوضى عارمة تودي بالنظام الى الزوال بسبب الاضراب الداخلي من جهة وعدم القدرة على التفاعل مع البيئة الخارجية مما يجعل من النظام صورة للتخلف والذي تسعى البيئة الخارجية الى تفتيه وتحليله ومن ثم تمثيل جزئياته كمدخل في انظمة اخرى وبالتالي زواله لانه لم يعد نظاما
ثانيا تاسيسا على النقطة اعلاه فان القيادة الاستراتيجية ضرورة تاريخية لان وجود النظام سوف يصبح مهددامن جميع قوى واحداث البيئتين الداخلية والخارجية بسبب التعارض بين قوى الداخل ومن ثم غياب وحدة الهدف وكذلك بسب عدم اهلية النظام كنتيجة لذلك البقاء في البيئة الخارجية وهذا لاينطبق على مفهوم القائد الضرورة لانه يعبر عن نموذج لالغاء القيادة الاستراتيجية لان مفهوم القائد الضرورة لايعبر عن حقيقة موضوعية كونه الغاء للديالكتيك ويقف بالضد من منطق التطور باعتماده على الفردية الملهمة التي يكون الاخرون بالنسبة لها قطيع ينبغى ادارته وان غيابها يعني غياب الكارزم مما يؤدي الى تحلل السلطات وتقاسمها بين القطيع وبذلك فهي تعبر عن منطق بطرياركي تجاوزه الزمن في حين ان القيادة الاستراتيجية وان كانت تشترط خصائص ابداعية فعلا ولكن هذه الخصائص نتاج لمبدأ التنمية التي هى الاخرى لاتتاتى الامن المراس الطويل والخبرة الموقفية فضلا عن كونها لاترى في الاخرون الا مدى واسع من الخبرات ونظام كامل للتفاعل ينبغي التعامل معه بمسوؤلية لانه بمثابة البنية التحية للقيادة الاستراتيجية وان الاختلاف بين الاثنين يقود الى تغير في احدهما وفقا للمعطيات والعوامل الحاكمة.
ثالثا ان القيادة الاسترايجية تشكل عامل توحيد لجميع الموارد لان هيكل السلطات الذي تبنيه لتفعيل الموارد سوف ينتهي بها اصلا بما يخلق منها انموذجا للمحاكاة من قبل المستويات الادنى وتبني خياراتهاوهو مايعطي القيادة اهلية الاتصال في البيئة الخارجية وتشخيص متغيراها ومن ثم تقويمها لتحديد ااسبقيات التعامل معها, كما ان وحدة الهدف التي تسعى اليها القيادة الاستراتيجية سوف تخلق نمطا ثقافيا داخل الكيان الحيوي – النظام-ينبغي تفعيله كاداة لتحقيق التفاعل بين مكونات البيئة الداخلية لخلق الطاقة التي تنتهي الى هدف البقاء ومن ثم النمو لان زوال اي نظام يعني زوال مكوناته لذلك فبدون السعي الى هدف البقاء سيجعل من جميع االقيم والتي تشكل الثقافة واحدة من اهمهاعرضة للزوال والثقافة هنا لاتنصرف الى المفهوم المجرد بل تمثل بنيه تحتية من بنى النظام وهي نتاج التفكير الجمعى للافراد وتجاربهم بحيث تمثل محتوى معلوماتي واطار مرجعي لهم وهي عندما تتعارض مع مخرجات النظام سوف تستجيب لخلق فن جديد في العلاقات
اذن فان القيادة الاستراتيجية مزيج من القدرات التي خلقها نظام التفاعل الاجتماعي وصقلها لكي تكون له ممثلة له في البيئةالخارجة ومنظمة لحركته في الداخل وفقا لاشتراطات البقاء والنمو وبمستوى معين من الطاقة فهل ان القيادة العراقية الان كذلك ؟سوف نتوقف عن الاسترسال في البحث املين ان تنبرى الاقلام المثقة وخصوصا الاكاديمية لمناقشة واقع الحال ولكي لانبتعد كثيرا نرى ان المناقشة الغنية تتطلب استعراض وتحليل الواقع العراقي والاقليمي اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وتقنيا مبتدئين بالعراق كبيئة داخلية وتشخيص نواحي القوة والضعف ومحيطه كبيئة خارجية لتحري الفرص والتهديدات بقدر تعلق الامر بموضوع الدراسة.



#مجيد_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجيد محسن - القيادة الاستراتيجية والقضية العراقية