أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مهدي الحسيني - حوار وملاحظات حول المرجعية الفكرية لليسار















المزيد.....

حوار وملاحظات حول المرجعية الفكرية لليسار


مهدي الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2047 - 2007 / 9 / 23 - 10:13
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



نشرت مجلة الحرية العدد الثاني سنة 2007 مقال للسيد كريم هاشم بعنوان ( المرجعية الفكرية لليسار ) كان المقال مكرس لإعادة قراءة التجربة الاشتراكية بعد انهيار اليسار حسب قوله وحدد ثلاثة اتجاهات لتفسير هذا الانهيار وقبل ان أناقش الاتجاهات اسأل السيد كاتب المقال من أي يسار يتحدث ؟ هل عن اليسار الماركسي تحديدا أم عن اليسار بشكل عام ؟ يبدو من مجرى حديثه ان يعتبر الماركسية واليسار بكل انتماءاتها الطبقية هما وجهان لعملة واحدة أو انه يريد دمجها في كتله تنظيمية وفكرية ومرجعية واحدة فهو لم يوضح ماذا يريد فكل ما طرحه كان عموميات غير محدده .
وعلى كل حال سواء كان يعتبر الماركسية وكل اليسار شيء واحد أو انه يريد دمجها في كيان واحد فهو خطأ واضح ليس من الناحية النظرية فقط بل أيضا من الناحية العملية التطبيقية. فاليسار كمصطلح عام ينقسم الى قسمين رئيسيين هما : -
أولا :- اليسار البرجوازي , وهو نسبي وغير ثابت حيث توجد شخصيات وشرائح من البرجوازية تكون يسارية في ظروف معينه وتتحول الى اليمين في ظروف أخرى . وهذه تكاد تكون صفة عامة لليسار البرجوازي في الدول المستعمرة وشبه المستعمرة أو في ضل الحكومات الفاشية تكون يسارية وتتحالف مع اليسار الماركسي ولكن عندما تصل الى السلطة تصبح يمينيه معادية للشيوعية فكرا وتنظيما وتطلب من الشيوعيين ان يتبنوا فكرها وأطروحاتها ويتخلوا عن فكرهم ومبادئهم ويحتفظوا بالاسم فقط . وإما ان تصفيهم جسديا وتنظيميا وقد جربنا ذلك ضد ثورة 14 تموز لحد ألان .
ثانيا :- اليسار الماركسي . بداية أقول ان الماركسية ليست لقبا أو نسبا عشائريا أو قوميا يبقى ملازما طيلة حياته وحتى بعد مماته بل هي التزام فكري وعملي وأخلاقي وهي ليست كالنظرية المثالية المبنية على أساس تصورات ذاتيه بل هي مبنية ومستخرجة من قوانين تطور الطبيعة والمجتمع التي اكتشفها ماركس وبني نظريته استنادا عليها المتمثلة بالمقومات الأساسية للماركسية وهي :-
1- الفلسفة المادية 2- دكتاتورية البرولتاريا 3- الاشتراكية العلمية . وهذه المقومات الثلاث مترابطة ترابط دايلكتيكي إذا حذفنا واحدة منها يستحيل تطبيق المقومات الأخرى . فمثلا إذا انتزعنا منها دكتاتورية البرولتاريا انتقلنا تلقائيا الى الاشتراكية الطوبائية البرجوازية , حيث لا يمكن لعاقل ان يتصور إمكانية إقامة الاشتراكية العلمية في ضل السلطة البرجوازية والماركسية كما قلت في مقال أخر , هي نتاج فكري لها صفتين في ان واحد صفة الملكية العامة حيث يحق لكل شخص أو حزب سياسي ان يتبناها وينشرها بين الجماهير .
إما الصفة الثانية فهي صفة الملكية الفكرية شأنها شأن النتاج الأدبي والفني فلا يحق لأحد ان يحرفها أو يختزل منها مل يتلاءم مع فكره ومصلحته وينبذ ويهاجم الجوانب التي لا تلاؤمه . ان الماركسية هي نظرة التطور فهي غير جامدة وهذه كما يقال كلمة حق أريد بها باطل فقد سبق ان كتبت موضوعها بعنوان ( المجالات الثابتة والمجالات غير الملزمة في الوقت الحاضر ) نشر في جريدة بلاغ الشيوعية العدد 26 سنة 2005 شرحت فيه المجالات الثابتة وهي المقومات الأساسية للماركسية وقوانين الديالكتيك إما الجوانب أو المجالات غير الملزمة حاليا فهي نشاطات ماركس الآخرة فمن المعروف ان نشاط ماركس لم يقتصر على وضع النظرية الماركسية بل أفنى حياته في نشاط شاق ومرير منذ تخرجه من الجامعة حتى وفاته فقد تصدى للأعداء الطبقيين من الرأسماليين والرجعيين وضد الفوضوية والانتهازية وناقش كل النظريات والمنظرين في زمانه كل تلك النشاطات والآراء كانت صحيحة في وقتها ولكن ليس كلها تتلاءم مع ما يجري في الوقت الحاضر . لذلك لا ينبغي التمسك بها وفي رأيي ان الماركسيين ألان ينقسمون الى ثلاثة اتهاجات هي 1- الذين يعتبرون المجالات الثابتة والمتغيرة كلها ثابتة ويجب الالتزام بها . وهذا هو الجمود العقائدي 2- الذين يعتبرون الثابت والمتغير كلها قابلة للتغيير حتى المقومات الأساسية وقوانين الديالكتيك . وهؤلاء هم المحرفون والانتهازيون . 3- الذين يميزون بين الثابت والمتغير فيلتزمون بالثوابت مثل المقومات الأساسية وقوانين الديالكتيك والصراع الطبقي ولم يقيدوا أنفسهم بما لا يتلاءم مع الظروف الحالية . وهؤلاء هم الماركسيون الحقيقيون .
الاتجاه الأول :- الذي يصفه صاحب المقال ( القديم الجديد ) الذي يوعز كل الإشكال التي مرت بها التجارب الاشتراكية الى الأخطاء والانحرافات ويقول عنه ( رغم نسبة صحة هذه الأمور إلا انه يبقى قاصر عن تفسير هذا الانهيار ولا يستطيع الإجابة عن السؤال المهم . لماذا تتكرر هذه الأخطاء والانحرافات ؟
في اعتقادي وحسب المنطق العلمي ان هذا الاتجاه هو الصحيح فكل انتكاسه أو فشل في العمل السياسي بالنسبة للماركسيين يعتبره أعداء الماركسية نتيجة خطأ النظرية ويعتبره الماركسيون خطأ في التطبيق.ويوجد رأي ثالث خاص بعلماء اللاهوت وإتباعهم وهو(القضاء والقدر) ولأاعتقد ان هذا موضع نقاش بالنسبة لنا.
أما قوله ان هذا الاتجاه قاصر عن تفسير الانهيار وعن سبب تكرار هذه الأخطاء والانحرافات فهذا مبرر غير واقعي. فإذا كان المقصود بانهيار هو انهيار الكتلة السوفيتية وتداعياتها فان الإجابات عنها بدأت منذ بداية الردة الخروشوفية في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي سنة 1956 إما عدم اطلاع الكاتب عليها فهذا لايعني عدم وجودها.
الاتجاه الثاني الذي يدعو الى تعدد المرجعيات فهو اتجاه من الخطأ ان نعتبره ضمن الاتجاهات اليسارية.
الاتجاه الثالث الذي يتبناه السيد كريم هاشم ويقول عنه (له رؤية أخرى بعد الإخفاقات الكبرى للمشاريع والرسالات الخالدة على اختلافها وما أنتجته من مآسي وكوارث على المجتمعات الإنسانية)
ان هذا الاتجاه كما طرحه السيد كريم هاشم فيه تناقضات ومفارقات كثيرة .فهو يعترف بحيوية المنهج الماركسي وفي نفس الوقت يعتبر الايدولوجية مرادفة للجمود العقائدي ويسميها فيروس الادلجة والجمود العقائدي. ان هذا نقض للماركسية إذا لم نقل طعن بها بطرق غير مباشرة والامامعنى تأييد المنهج الماركسي ومهاجمة ايدولوجيتها. فكل من يعر ألف باء الماركسية لابد يعرف ان المنهج هو وليد الايدولوجيا. لان الايدولوجيا مكتسب موضوعي لكل إنسان عاقل فهي تتكون من التراكمات المعرفية التي يكتسبها الإنسان من محيطه وبيئته ومجتمعه بما فيه من علوم واديان وتقاليد ومؤثرات أخرى اقتصادية واجتماعية .كل هذه المؤثرات تختزن في دماغ الإنسان ويبدأ صراع بين المؤثرات الايجابية والسلبية فتتكون لديهم ايدولوجية أكثر شمولية وموضوعية من الايدولوجيات الأخرى فيعرضوها على المجتمع فيقبلها أناس ويعارضها آخرون وهكذا تتكون عدة ايدولوجيات جمعية منها عشائرية ومنها دينية وأخرى قومية أو طبقية.
فايدولوجيا ماركس هي ايدولوجيا الطبقة العاملة وكل شغيلة اليد والفكر من المثقفين الثوريين اللذين أكثر إحساسا بمعاناتهم ومعانات المضطهدين فينصهرون في بودقة الطبقة العاملة ويربطون مستقبلهم بمستقبلها . إما المثقفين وغير المثقفين اللذين يجدون تعارضا بين فكرهم ومصالحهم وطموحهم مع فكر وطموح الطبقة العاملة لهم تحريف الماركسية أو اختزال مايلائمهم ومهاجمة مالا ينفس مع فكرهم ومصالحتهم وتحويل الماركسية من نظرية ثورية تسعى الى نقل السلطة من أيدي البرجوازية الطائفية الى الطبقة العاملة وتغيير القاعدة الاقتصادية والبناء الفوقي للدولة والمجتمع .
بينما يريد المحرفون والانتهازيون ان يحولوها الى نظرية إصلاحية تجري بعض التعديلات على النظام الرأسمالي مع الاحتفاظ بسلطته كل تلك المحاولات تجري بذريعة تغير الظروف. فما الذي تغير هل تغيرت الرأسمالية من وحش مفترس الى حمل وديع؟
وهل المفروض بالماركسية ان تتغير مع الظروف ، أم هي التي تغير الظروف ؟
ان تغير الظروف وموازين القوى لصالح الأعداء الطبقيين في فترة ما أمام القوى المعادية ونسمح لها باستدراجنا الى مستنقع الانتهازية ثم الفضاء علينا سلميا كما حصل للاتحاد السوفيتي وأعوانه.
إما قول السيد كريم هاشم ، (ان الحياة أثبتت فشل النموذج السوفيتي للاشتراكية وبالتالي فشل الجماعات والعناوين المنشقة عنه ، ويمكن القول إنها اخفت باختفاء نقيضها ) فهذا خطا فاضح يتعارض مع قانون التناقض الذي استند عليه، لان الاتحاد السوفيتي منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي بزعامة خروشوف، ارتد عن الماركسية واستدار بمقدار 180 درجة وانتهج فكر وسياسة رأسمالية الدولة ولم يعد بمثل نموذجا للاشتراكية ، بل نموذجا لرأسمالية الدولة .
فالذي فشل ليس نموذجا للاشتراكية بل نموذجا لرأسمالية الدولة ولذلك فان الصراع بين مؤيديه من القيادات والكتل الانتهازية معارضيه من المتمسكين بالماركسية اللينينة ، لم يكن حول نموذجا معينا للاشتراكية ، بل حول ارتداده الى رأسمالية الدولة التي أدت الى عودنه الى الرأسمالية التقليدية في سنة 1991.
إما قوله بان الاحتراف المعارض للتجربة السوفيتية اخفت باختفاء نقيضها... فبدل على التباس لدى السيد كاتب المقال حول قانون التناقض وتفرعاته. لان قانون التناقض الذي هو احد قوانين الديالكتيك الماركسي ، تتفرع ستة قوانين ، كل منها ينطبق على حالة معينة فاختفاء التناقض في فكرها ومصلحتها وفي نفس الوقت مجبره على العمل سوية ، مثل علاقة الطبقة العاملة والرأسمالية في ظل النظام الرأسمالي. لذلك فان هذا القانون لاينطبق على المعارضين والمؤيدين للتجربة الخروشوفية لأنهم لم يكونوا مرتبطين مع النظام الاشتراكي الذي أسسته ثورة أكتوبر وفق قانون وحدة الأضداد بل على أساس وحدة الهدف والمصلحة المشتركة. فلما حصلت الردة الخروشوفية انفصمت تلك الوحدة وتحولت العلاقة بينهما الى مرحلة التعادي وهو الشكل السادس من إشكال التناقض عندما تصل التراكمات الكمية الى الحد الذي يفرض التحول النوعي.والتحول النوعي هنا حصل بتحول العلاقة بين الطرفين من وحدة الهدف والمصير الى تناقض الهدف والمصير. لذلك يعتبر انهيار التجربة الخروشوفية نصرا لمعارضيها وقوة لهم وليس انهيارا كما يعتقد السيد كريم هاشم .

مهدي الحسيني



#مهدي_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رفح.. العدو على أبواب مصر
- “أمن الدولة” تجدد حبس معتقلي “بانر التضامن مع فلسطين” 15 يوم ...
- طلاب العالم اتحدوا ضد الصهيونية وداعميها الرأسماليين
- غزة: السابع من أكتوبر في المنظور التاريخي
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...


المزيد.....

- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مهدي الحسيني - حوار وملاحظات حول المرجعية الفكرية لليسار