أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم بن احمد - في تونس : الإذاعة الدينية توحد من فرّقتهم السياسة














المزيد.....

في تونس : الإذاعة الدينية توحد من فرّقتهم السياسة


كريم بن احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 04:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سارعت على الأقل أربعة أحزاب معارضة إلى التهليل والتكبير بمناسبة انطلاق أول إذاعة دينية بتونس "بمبادرة من رئيس الدولة". وإن كنت لا أدري لماذا يُنسب كل ما يعتبر إنجازا إلى رئيس الدولة ، لا سيما وأن الإذاعة وحسب علمي على ملك أحد الخواص ولم يتم إنشائها من المال العام .

و لئن كانت تهاني حركة النهضة الإسلامية المحظورة للسيد الماطري صاحب المحطة الإذاعية غير متوقعة لقرب الأخير من السلطة ، فإن ما كان متوقعا أكثر هو ردة فعل الأحزاب الأخرى التي تنافست في إصدار البلاغات بهذه المناسبة . فمن حركة الديمقراطيين الإشتراكيين (يساري ) ، إ لى حزب الوحدة الشعبية (قومي اشتراكي) ، والحزب الإجتماعي التحرري (ليبرالي) مرورا بحزب الخضر للتقدم (إيكولوجي) ، لم تدع اتجاهات المعارضة الفرصة تمر دون تذكير العام والخاص بولائها الدائم للنظام . وغني عن التذكيرا أن بعض هذه الأحزاب إن لم يكن كلها تعتمد مرجعيات فكرية علمانية ولعل بعض النشطين داخل هذه الأحزاب من الماركسيين الملحدين المقتنعين بمقولة "الدين أفيون الشعوب". لكن القناعات الشخصية تسقط حتما لدى هؤلاء عندما يتعلق الأمر بتقديم فروض الطاعة والولاء لولي الأمر.

وبغض النظر عن المبادرات الإنبطاحية لأحزاب المعارضة المذكورة أعلاه ، فلسائل أن يسأل ماذا ستجني تونس من بعث إذاعة دينية ؟ ثم ماذا جنينا من بعث قرابة العشر إذاعات في 20 سنة ؟ هل تقوم هذه الإذاعات بواجبها الإعلامي ثم هل يستمع إليها الناس أصلا ؟ وما الفائدة من إهدار الوقت والطاقات في إنجازات نفرح بها يوم تدشن لننساها في اليوم الموالي ؟ لست ضد المبادرة الفردية وحرية الإنتصاب للمؤسسات الخاصة ، لكن ما يبعث على القلق في قضية الحال هو كون الإذاعة انطلقت "بمبادرة رئاسية" كما برز في تغطية الصحافة للحدث وفي بلاغات أحزاب المعارضة ، أي أن السلطة الأولى في البلاد قد دعمت وباركت هذه المبادرة الخاصة ففقدت بذلك طابعها الخاص وأصبحت بشكل أو بآخر في ضمن المنجزات العمومية ، ولعل بعثها في هذا التوقيت وبهذه الضجة الإعلامية دليل على أن السلطة تركب ركاب الموجة الدينية التي اعترت البلاد في السنوات الأخيرة مراهنة في ذلك على أن القيم الإسلامية المعتدلة هي الضامن الأمثل ضد ثقافة التطرف والعنف . إلا أنها مراهنة قد تكون خاسرة في نهاية الأمر. إذ يحق لنا أن نتسائل :

ـ هل أن الفهم العقلاني والمعتدل للدين الإسلامي الحنيف يمكنه أن يصمد أمام أنماط فهم متكلسة ناتجة عن خمس قرون من الجمود ؟ هل أن الأدبيات الإسلامية المعتدلة (كتابات الشيخ بن عاشور مثلا) متوفرة للعموم وفهمها في متناول الجميع أم أن الأدبيات الوهابية والإخوانية أقرب لأفئدة المؤمنين ؟

ـ كيف تعول الدولة (أو من يمثلها) على نسخة من الإسلام تسوقها بنفسها في حين اعتاد المواطن العادي عدم الثقة بمصادر المعلومات الرسمية ؟ ألا يكون ذلك دافعا للمواطن البسيط للبحث في مصادر المعلومة الأخرى مثلما اعتاد استقاء أخبار بلده من قناة الجزيرة ؟

ـ هل يمكن لهذه السياسة أن تنجح في حين أن مثيلاتها قد أثبتت فشلها في المغرب مثلا ، حيث الإسلام دين رسمي والملك أمير المؤمنين لكن ذلك لم يمنع شرائح كاملة من المجتمع من التحول إلى التطرف ؟

من الواضح أن موجة التدين الأخيرة ساعدت ممثلي الإسلام السياسي حتى يجرجروا الدولة ومسؤوليها إلى حلبتهم. أتذكرون كيف ضحك البعض من وزير الشؤون الدينية لعدم اطلاعه على أقوال بعض الفقهاء في الحجاب ؟ هذا ما ستجنيه علينا مثل هذه السياسات : المزيد من المهازل لمسؤولي دولة حديثة كان من المفروض أن يكونوا بعيدين تماما عن المجال الديني. لكن في تونس اليوم يشرف المسؤولون الكبارعلى المناسبات الدينية في حين يعرف الكثيرون حولهم أنهم يشربون الخمر ولا يقيمون الصلاة.

في الوقت الذي كان من المفروض أن يطرح فيه موضوع الإنتاجية في رمضان وأن تتجند طاقات البلاد لمناقشة معضلة الركود الإقتصادي خلال هذا الشهر ، تنبري صحفنا ووسائل إعلامنا إلى التنويه بإنطلاق الإذاعة الجديدة وكأن اقتصاد بلدنا ليس قضية ذات أولوية. أما بعض الملفات الإقتصادية المخصصة لبداية الشهر الفضيل فهي تركز على ضرورة عدم اللهفة على السلع لأن السلطات المختصة قد اتخذت كل الإجراء ات اللازمة لضمان تزويد الأسواق بما يلزم. وهذه "الإجراء ات الحكيمة" تتكلف طبعا بالعملة الصعبة التي نجنيها من سواح فعلنا المستحيل حتى نجلبهم لشواطئنا. إذن اللهفة هي مصدر كل داء خلال شهر رمضان ، والمواطن طبعا هو السبب في غلاء الأسعار ، أما انخفاض الإنتاجية فلا أحد يتحدث عنه. ربما لأن بركة رمضان تتنزل في الشيء القليل الذي ننتجه خلال هذا الشهر، أليس هذا خيرا بألف مرة من الكثرة وقلة البركة ؟

"إقحام الدين في السياسة يضر بالدين ويضر بالسياسة" كما يقول سيد القمني. لكن يبدو أن الجميع اليوم في تونس مصرون على إقحام الدين في السياسة حتى لو كلفنا ذلك الإبتعاد أكثر فأكثر عن العلمانية وعن الديمقراطية الحقة.



#كريم_بن_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المعارضة في تونس حكر على الحركات الإسلاموية ؟


المزيد.....




- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم بن احمد - في تونس : الإذاعة الدينية توحد من فرّقتهم السياسة