أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - هادي أبو نضال - بوكرين محمد .. صلابة في الموقف واستماتة على المبدا














المزيد.....

بوكرين محمد .. صلابة في الموقف واستماتة على المبدا


هادي أبو نضال

الحوار المتمدن-العدد: 2044 - 2007 / 9 / 20 - 07:07
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


بعناد سيزيفي يواصل الرفيق بوكرين محمد من داخل السجن المدني ببني ملال منذ 06/06/2007 ذات المعركة التي تكرر اعتقاله عنها في ستينيات وسبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي. تتعدد التهم و يتلاحق عليه الإضطهاد كأن طرده من العمل و حرمانه من مصدر الرزق منذ 1973 و خمسة عشر سنة من الإعتقال السياسي لا تكفي، خبر خلالها تضاريس السجون السرية و العلنية و وشم الجلادون و جلاوزة النظام جسده بندوب يشيب من فظاعتها الأسوياء من البشر. لكن سادية الجلاد لايسد نهمها إلا أن يسحق كليا بما يمثله ليس كشخص يكابر على جراح الذات و آلامها مما قاساه و عاناه فحسب،وإنما لما يرمز إليه في وجدان و ضمائر رفاقه و الكادحين عموما, و ما يقدمه من أروع آيات الصمود و يجسده من نكران الذات و قيمة أخلاقية عالية تتعفف عن صغائر الأمور و لا تحوم حوله شبهة المساومة أبدا. و إذا كان السجن كمؤسسة قمعية توظفها الدولة المستبدة لتدمير الصحة البدنية للمناضلين و إحباط معناوياتهم ، فإن الشرط الأخير قلما تحقق و مع مناضلنا بالذات يستحيل تحققه, لأنه لم يمني نفسه في أي يوم بأوهام "المصالحة" و" العهد الجديد " – كحال أصحاب تلقف الإشارات القوية من المتزلفين شوقا لفتات تغدقه عليهم السلطة - و كأن لسان حاله في تطابق مع ما نقل عن المقاوم الراحل زايد أوميدو بلكنة أمازيغية : "أن ما تغير من المنجل هو القبضة التي تمسك به،فيما المنجل هو هو لم يطرأ عليه أي تغيير! ".
يتموقع بوكرين ضمن نهج وطني يمتد من عبد الكريم الخطابي فيتأصل مع الشهيد المهدي بن بركة و يتوج مع الشهيد عمر بن جلون ،ليشكل هو بإسهامه الكفاحي بِؤرة إشعاع وإلتقاء و تفاعل جيل الرواد بأجيال مناضلة لا مناص لها أن تستقـرئ تجـــاربهـــم فتستفيد منها على ضوء إسترشــادها بالنظــرية الاشتــراكــية العلمية لتحــدد أفقا لاتفقد فيه إلا أغــلالها. و لنا في الســلوك البروليتاري لرفيقنا أروع نموذج حي في التحام الوعي الثوري بالممارسة الثورية الهادفة للتغيير من موقع الطبقة العاملة مع حلفائها الموضوعيين , و العمل لبناء أداتها السياسية بعيدا عن حذلقة الشعارات التي لا تؤثر في الواقع القائم شيئا و لا تسهم في فهم حركته و تناقضاته لتقويضه. هنا ايمانه الدائم بالتنظيم كرافعة لاذكاء النضال الطبقي وأداة لتسليح المناضلين و الجماهيربالوعي العلمي الناجع والذي يحافض على تمايزه كنقيض للدولة البورجوازية، على عكس من بعض الرفقاء الذين يستهويهم أن يغازلوا مناسبا تيا العمال بعبارات لها مسحة إشتراكية في الشكل ليبقى رنينها صدى لذاكرة معطوبة سرعان ما يلتهمها النسيان، أو يتبدد حلم التغيير في ممارستها لعجز فيها عن الأخذ بأسبابه المادية ليعوض "بنضال" مؤسساتي ملفوف بمبررات قوامها التلفيق و التضليل.
تتحدد المواقف السياسية لبوكرين، كما يستقرأ من سيرته السياسية المديدة و يفهم من العروض و الندوات التي أطرها و هي كثيرة، على الطرف النقيض لدولة استبدادية تقضم كرامة الشعب الذي لا تريده إلا رعية و مرآبا للخدام الأوفياء, بما ينفي عنه معاير المواطنة و أساسها الديمقراطية و إعمال تشريعات حقوق الإنسان في شموليتها و كونيتها. هنا منبت التهمة العفنة: "المس بالمقدسات" التي توظف لاضطهاد المعارضين و اجتثات كل رأي حر نقدي يمتنع عن الوعي القطيعي و الاجماع المخزني .تستدعى "التهمة"، و هي حمالة أوجه، لإضفاء مسحة تأبد المصالح الإقتصادية و السياسية للطبقة المسيطرة و لإستبشاع وإستفظاع كل موقف لايذعن ولا يخضع لهذه السيطرة , بما يعيدنا إلى محاكم التفتيش و مجامع الكهنوت . حيث السلطة السياسية تتماهى بالمقدس/المطلق الذي باسم حمايته و الذود عن حياضه قتل و اضطهد كبار الفلاسفة و قادة الحركات الإجتماعية المعارضة ( ذبح الجعد بن درهم ( 120 هـ ) أسفل المنبر بعد صلاة العيد و قتل معبد الجهني و غيلان الدمشقي، أما الحلاج الشهيد الصوفي الذي صلب في بغداد و رفض محاكمته و صاح في قاتليه صيحته المدوية :لستم قضاتي ؛ و بنفس السيف المقدس قتل السهروردي و اضطهد ابن رشد و أحرقت كتبه ...). و وظفت الطبقة الإقطاعية المتحالفة مع الكنيسة ذات التهمة في أوروبا عصر الظلام لملاحقة العلماء (كوبيرنيك – غاليليو ...) . و يكاد هذا المخزون الرجعي أن يشكل آخر الطلقات في رشاش الإرهاب السياسي و الفكري للطبقة الحاكمة في مواجهة مطالب الجماهير في الخبز و الحرية و تقرير المصير.
لكن مهما تكن أساليب القمع الذي توظفه الدكتاتورية الحاكمة في محاولة للجم نضالات الجماهير ، فلا عاصم لنا جميعا إلا أن نرقى إلى مستوى العطاء الفكري و السياسي للرفيق بوكرين و ما يتمتع به من عمق في الرؤية و وضوح الهدف, و ما ينطلق فيه من إيمانية راسخة في أن الإستبداد إلى زوال و إن تأجل موته، فهكذا جرى وعد التاريخ و أقامت نضالات الشعوب على صحته البرهان.



#هادي_أبو_نضال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الطليعة و مهزلة انتخابات2007


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - هادي أبو نضال - بوكرين محمد .. صلابة في الموقف واستماتة على المبدا