رداً على منتقدي الحزب الشيوعي اللبناني

فكتوريا نعمان الشهال

الحوار المتمدن-العدد: 88 - 2002 / 3 / 12 - 22:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

في التقرير الذي نشره المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني في جريدة السفير الشهر الماضي، اراد الحزب تفسير نهجه السياسي وتمسكه بمبادئه الثورية في عالم ينوء بصراع ثقيل مع قوى الهيمنة الاستعمارية الجديدة التي يكابد لبنان والوطن العربي من ويلاتها الكثير.
لقد انتقد البعض هذا التقرير بردود حملت الكثير من الاساءة والتشنج بعيدا عن التحليل السياسي والمبدئي.
وقد حفزتني بعض هذه الردود، وابعادها وتوجهاتها، على ايراد بعض ما فات هؤلاء، او تجاهلوه عمدا:
1 ان الحزب الشيوعي يختلف عن سائر الاحزاب القائمة في البلد كونه يقوم على نظرية فلسفية وسياسية لها قواعدها ومرتكزاتها. هذه القواعد يتمسك بها جميع المنتمين اليه بل هي تشكل اساس انتمائهم. وبهذا المعنى، فلا يمكن للمرء ان يكون عضوا في الحزب الشيوعي وان يختار التخلي عن الماركسية الثورية، او ان يطعن بمبادئها. والحزب نفسه محكوم بقواعد نظريته وملزم بالسير بها، وإلا فإننا نكون بصدد احزاب وتشكيلات اخرى وليس بصدد حزب شيوعي.
2 الحزب الشيوعي يؤمن بالديمقراطية لكنه لا يمكن ان يقبل بأن يتحول هذا المفهوم الى انفلات في التصرفات مما يؤدي الى تشتت الآراء وتعدد المشارب وفقدان الفعالية المرجوة.
3 اما ((التيارات)) فهي عقدة الانحباس عن التصريح بكثير من الحقائق الخفية التي يحتج بها المعارضون. وأني اعترف بعدم قدرتي على فهم المقصود منها، وأرى انها توجهات متناقضة ضمن كيان الحزب الواحد، بينما يتمسك هذا الحزب بوحدة الرأي واجماع التوجه من اجل التوصل الى تحقيق اهدافه. فإذا سمح الحزب بقيام ((التيارات)) ضمن صفوفه فسيصبح الحزب مجمعا تشكيليا لكثير من الرسوم والألوان واللغات التي يستعصي فهمها ويستحيل توحيدها والاندماج مع طبيعة الحزب من خلالها، وهي خير طريقة لتفتيت الحزب وارتهانه الى جهات وغايات ونوازع غير معروفة المصادر والاهداف. وهو توجه بائس لاقتلاع تجذر الحزب وتهميش مركزه ودوره وتشتيت معناه وضرب فعاليته.
ارى ان هذه النقاط الثلاث متداخلة وهي تشكل معا تصورا يتبناه البعض الا انه لا يضيف شيئا الى ملامح الحزب الشيوعي بل هو يحوله الى اشتراكية ديمقراطية باهتة ولا مكان لها. ولنا في الوهن الذي اصاب من تبنى هذا التوجه من الاحزاب الشيوعية عبر العالم خير دليل.

©2002 جريدة السفير

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل