برنامج ( لنتحاور ) في سنته الرابعة

مهى عبدالسلام الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 11:39
المحور: الصحافة والاعلام
    

في العاشر من ايلول/سبتمبر عام 2004 انطلق برنامج لنتحاور من قناة فضائية كوردستان العراقية ليحمل نمطا جديدا في فن الحوار والمحادثة في عراق ما بعد صدام حسين الذي اعتاد حوارا دمويا عبر اكثر من ثمان عقود من تأسيسه في مطلع القرن الماضي، وليحمل رسالة هادئة ودافئة الى الرأي العام العربي والكردي على حد سواء لمرحلة تودع لغة البنادق والمدافع والقنابل في التعامل مع الكورد او مع العرب من قبل من يحكم بغداد.
ان برنامج لنتحاور باسلوبه وطريقة طرحه وامكانية معده ومقدمه الاعلامي الكردي المعروف كفاح محمود كريم تجاوز محليته خلال السنوات الثلاث الماضيه من عمره وأصبح بحق واحدا من أهم برامج الفضائيات العراقية على الاطلاق وربما تجاوز الكثير من البرامج الشبيه في الفضائيات العربية المعروفة كالعربية والجزيرة، اذ أنه ينأى بنفسه عن التشنجات والعصابيات التي تخدش حياء المشاهد والتي تتدنى الى مستوياتها المعروفة في برامج مثل الاتجاه المعاكس النموذج الأسوء في لغة الحوار البذيئ.
لقد أضاف برنامج لنتحاور للاعلام العراقي والعربي نموذجا يحتذى به في رقي لغته واسلوبه وذكاء معده ومقدمه في حوار للبناء وتقريب وجهات النظر بدلا من ابعادها او تكريه الناس لبعظهم واشاعة الكراهية والحقد بين المتعارضين في الرأي، بينما كان برنامج لنتحاور يعطي العكس من ذلك تماما في تقريب وجهات النظر بين العرب والكورد وبقية مكونات الشعب العراقي.
إن مرور ثلاث سنوات على تقديم هذا البرنامج دليل على نجاحه وتألق معده ومقدمه وانتشاره خارج العراق ليمتد الى الجالية العربية والكردية في اوربا والعالم العربي في حلقات تناولت اهم ما يتعلق بحياة العراقيين عربا واكرادا وغيرهم من اقليات عرقية ودينية ومذهبية بما يقرب وجهات النظر فيما بينهم بخطاب متحضر وراق يهدف الى تخفيف دوامة التشنجات والصراعات ومن ثم اشاعة لغة رفيعة في الحوار وقبول الرأي الآخر.
حقا انه واحد من ابدع البرامج التي يقدمها الاعلام الكردي باللغة العربية مخاطبا الرأي العام العربي رغم ما يعانيه االبرنامج في ضعف ببعض مفاصله الفنية كضعف الاخراج والديكور واحيانا كثيرة انقطاع الصوت او عدم وضوحه، مما يفقد البرنامج حيويته ونجاحه.
لقد استضاف خلال سنواته الثلاثة المنصرمة العشرات من رجال الفكر والسياسة العرب والعراقيين من امثال الدكتور سعدالدين ابراهيم ورجائي فايد وفريدة النقاش وعصام الخفاجي وكاظم حبيب وكريم مروة وحمادة الفراعنة وآخرين لا يتسع هذا المقال لذكرهم جميعا، اضافة الى العشرات من رجال السياسة وقادة الفعاليات السياسية في العراق والعالم العربي، مما يؤكد نجاح البرنامج في رسالته ومكانته لدى النخب الثقافية والسياسية عراقيا وعربيا.
في سنته الرابعة لابد من التأكيد على نجاح البرنامج وتألق معده ومقدمه السيد كفاح محمود كريم لما يتمتع به من ثقافة موسوعية وامكانية عالية في فن الحوار وادارة الجلسات الحوارية وامتلاكه اليات جميلة في استنباط الاسئلة واستخراج الاجوبة التي يبحث عنها دونما احراج او استفزاز لضيوفه.
في السنة الرابعة للبرنامج تحية لفضائية كردستان الصوت الكردي المتألق وتحية لفريق برنامج لنتحاور ومعده ومقدمه، وكل عام وانتم في تقدم وازدهار.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل