|
العراق والدكتاتور القادم
خضير حسين
الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 04:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ انهيار النظام البعثي في العراق في 9/ 4/ 2003 وبدا العملية السياسية تحت اشراف الادارة الامريكية وهي تبحث عن نظام حكم في العراق يؤمن مصالحها في المنطقة ويكافئها على عملها باسقاط النظام السابق---والذي مات سريريا بعد انتفاضة اذار عام 1991التي أثبتت ان النظام كان نمرا من ورق حيث انهارت جميع اجهزته القمعية امام ارادة الجماهير الغاضبة التي كسرت حاجز الخوف من الدكتاتور وما زرعه من خوف في قلوب الشعب منذ انقلاب عام 1968 ومجيء البعث الى السلطة للمرة الثانية وتصفيته لمعارضيه بقسوة متناهيه حيث بدا بتخريب الجبهة الوطنية التي انبثقت عام 1973 بتحالف القوي الوطنية في ثاني جبهة وطنية بعد جبهة عام 1957 والتي مهدت لثورة 14 تموز عام 1958 ومما يلاحظ ان القوى الوطنية في العراق وخاصة ذات الثقل الجماهيري كالحزب الشيوعي العراقي لم تتعظ بالماضي القريب حينما اصدرالبعثيون قرارا بعد انقلاب عام 1963 بابادة الشيوعيين لكن حزب البعث خدع القوى الوطنية حينما ظهر بمظهر الحمل الوديع تحت شعار ((( تمسكن حتى تتمكن ))) وبالفعل عندما تمكن لم يسلم فصيل من الفصائل الوطنية سواء كان هذا الفصيل علمانيا او دينيا عربيا كان ام كرديا لم يسلم من بطش الدكتاتورية لقد كانت الفترة من 1973 وحتى عام 1979 مخاض هاديء لاعداد دكتاتور توفرت له كل المستلزمات........... من مساندة القوى الوطنية في الداخل والتي انخدعت بالشعارات البراقة للعمل الجبهوي والدعم الخارجي المتمثل بالدعم السوفيتي والمعسكر الاشتراكي اقتصاديا وعسكريا اضافة الى المعاهدة العسكرية مع الاتحاد السوفيتي وتجهيز الجيش العراقي باحدث الاسلحة واطلاع النظام على التجربة الاستالينية في قمع المعارضين من خلال الدورات التي حصل عليها ضباط المخابرات العراقية في الاتحاد السوفيتي----وبالفعل ما ان حل عام 1979حتى برز صدام حسين ليعلن رسميا وبشكل علني انه القائد الاوحد بعد ان تخلص من رفاقه بابشع جريمة حين تم اعدام ما يقارب من 50من كوادر حزب البعث--------- اما الان وقد سقطت الدكتاتوريةتحت سرفة الدبابات الامريكية و منذ اربع سنوات والا دارة الامريكية لم تجد النظام السياسي الذي تطمئن اليه----فارادة الشارع العراقي غير ارادة الامريكان وفوز الائتلاف والاتحاد الكردستاني ولاكثر من مرة اصابت الادارة الامريكية بخيبة امل في تحقيق ما تصبواليه حيث كان معول على السنة العرب والتي تمتلك تجربة في الحكم الا ان الانتخابات اظهرت ان السنة العرب اقلية عددية في نظام من المفروض ان يكون ديمقراطيا تكون فيه صناديق الاقتراع هي الفيصل. لذلك اذعنت للامر الواقع وبمرارة ان تدعم حكومة عراقية وطنية باغلبية شيعية--- في الوقت الذي اخذت فيه الادارة الامريكية بمغازلة القوى المسلحة من بقابا النظام السابق وتحت حجة المصالحة الوطنية والضغط على الحكومة الحالية بارجاع البعثيين الى الوظائف ونجحت بالغاء قانون اجتثاث البعث والذي كان بلسما لذوي الضحايا والمظلومين من النظام السابق كما ان الادارة الامريكية ايضا نجحت في اعادة افراد الجيش السابق وتسعى لارجاع ضباط الامن والمخابرات كذلك اخذت تغض الطرف عن الجماعات المسلحة وهي تربك الامن وتفجرفي الداخل اضافة الى ذلك انها لم تسرع باعداد جيش مسلح تسليح جيد يستطيع ان يقف بوجه العصابات التي تربك الامن في داخل البلاد لهذا نلاحظ ان الادارة الامريكية نجحت في جعل الجماهير تفقد الثقة بالحكومة التي صوتت لها في تحقيق ما تصبو اليه من الامن والازدهار الاقتصادي وتقديم الخدمات وخاصة للمناطق التي استهدفت من قبل النظام السابق. لقد بدأ التململ الجماهيري واضحا من ان الحكومة الحالية عاجزة تماما في ايجاد مخرجا للوضع القائم رغم الخطط الامنية المتكررة لقد وقفت الحكومة عاجزة امام مشكلة البطالة لمئات الالاف من الشباب العاطلين عن العمل. وضع سياسي مرتبك تهجير قسري على قدم وساق فساد اداري حتى النخاع تقوده النخب التي كان من المفروض ان تكون اخرمن يستفيد وخاصة النخب التي عانت من النظام السابق وحملت السلاح ضد النظام-----كل هذه العوامل تخلق الارضية المناسبه لظهور دكتاتور منقذ حتى لو كان على شاكلة صدام حسين وهذا ماخططت له الادارة الامريكية----ان الاشهر المقبلة باتت ليس في صالح الائتلاف الموحد والذي بات عقده ينفرط مما يتيح للادارة الامريكية ان تاتى بالدكتاتور الموعود تسنده القوات الامريكية ويحضى برضا بعض الفصائل الوطنية على شاكلة د- اياد علاوي يستطيع ان يعيد الامن كبعثي سابق له الخبرة في البطش والقسوة اضافة الى مساندته من قبل التنظيمات البعثية واجهزة الامن والمخابرات والتي تقود الفوضى الامنية واهم ميزة يمتلكها د- اياد علاوي هي بغضه لايران واستعداده لشن حرب ضد ايران نيابة عن امريكا كما قام بها سلفه صدام حسين
#خضير_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|