أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمود حبيبي - شهوة التخريب














المزيد.....

شهوة التخريب


حمود حبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2026 - 2007 / 9 / 2 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تنطق فوهات البنادق فلا مجال للكلام ولا وقت للتشاور.. تلك هي القاعدة.. والتخريب لدى الكثيرين ـ على ما يبدو ـ حاجة شهوية وتعبير عن مكنون ذات شديدة التعقيد شديدة السذاجة على حد سواء. ويلعب الجهل المركب دوره الفعال في إذكاء جذوة العنف والإرهاب ودعم السلوك العدواني.
لاحظنا ذلك خلال الحملة المسعورة لتخريب العتبات المقدسة في كربلاء حيث اندفع العشرات من المغرر بهم والمعتوهين تقودهم شهواتهم التخريبية لتحطيم كل ما يجدونه أمامهم في لذة كاملة.
وقد كان مشهداً مثيراً إلى أبعد الحدود ومرعباً في الوقت نفسه. أفواج من البشر اللامتعقل كأنهم الوحوش الضارية تطارد فرائسها بشرهٍ كبير وهم يحاولون تسطير واحدة من ملاحم الوهم التي صورها لهم قادتهم الحاقدين الحانقين الذين يستفزهم الانسجام والهدوء والبناء والإعمار ويدعوهم إلى التعبير السريع عما يعتمل في دواخلهم من صراع بفعل الإحساس المرير بعقدة النقص والشعور المفرط بالدونية والاحتقار.
تنفلت هذه الوحوش البشرية الكاسرة من عقالها لتنقض على طرائدها فتمزقها دون رحمة وتلتها بلعاب ريق ناشف تمهيداً لابتلاعها إلى الأبد. مشهد الطيش هذا يسترجع للطفولة البائسة والعبثية المقموعة قدرها ويبعث على الاستزادة لإثبات الذات المقهورة المهزومة من الأعماق.
جراد يقضم كل شيء.. أخضرَ كان أم يابساً في حركة تتارية حقيقية تحفز الذهن على استباق الأحداث قبل وقوعها. ولكن ما الذي يريده هؤلاء؟!
إنهم يريدون إثبات ذواتهم المنكسرة المذبوحة من الوريد إلى الوريد.. هكذا قال البعض. ووصفهم آخرون بالهمج الرعاع الذين يبحثون عن دور بارز على مسرح الحياة ولا شك أن أدوار الجريمة وأعمال العنف هي الأبرز والأكثر إثارة للجمهور.
فئة ثالثة راعها الهيجان والفورة السادية التي ألقت بظلالها على الصورة بتمام تفاصيلها وجدت أن الدافع الأساس للتخريب والقتل والدمار هو فقدان الهدف وغياب القيادة الحقيقية ونشوز المطامح على الحد المألوف.
ورابعة رأت في غليان النزوة والجنوح إلى التخريب تجسيماً لحالات كبت وقهر وفقر نفسي وبحث دائم لامستقر عن سبل التحرر من طوطمية غائرة بل مطمورة في قعر الأنا أو الأنا القعرية على حد زعمهم.
مراقبون ظاهريون عزوا الأمر إلى مناشئ ظاهرة وعوامل سياسية اعتيادية لا علاقة لها بالنفس الشخصية أو الاجتماعية أو التركيبة المجتمعية بشكل عام واعتبروا ذلك فلسفة فارغة. والصحيح ـ برأيهم ـ هو أن هذه الموجة المتلاطمة من البشر قد تم انتاجها وتسويقها في ظروف الأزمات لتكون أداة طيعة بأيدي صانعيها بغية تنفيذ مخططات وإصابة أهداف مرسومة سياسية واقتصادية وحزبية فئوية ضيقة ومحدودة ساعدت الفوضى على بلورتها كما ساهمت قبل الآن في إنتاج قيادات واهمة اصطنعها الفراغ السياسي والأزمات التي مر بها الوطن.
وأياً كان الأمر فإن الذي حصل في كربلاء يمثل ـ بنظر السياسيين والعسكريين ـ انتكاسة كبرى في الأداء الحكومي بصورة عامة وضعفاً مشيناً في الإدارة المحلية ودليلاً واقعياً على تخاذل هذه الإدارة في طريق المواجهة الفعلية لمشكلات الراهن العراقي.
أما اجتماعياً فإن النظرة إلى هؤلاء التخريبيين سوف تفرز نتائج أكيدة ومعطيات سلبية لثقافة (الفرهود) وتغذي الملمح النفسي بمزيد من الفاعلية إزاء حالة (العسكرة الاجتماعية) المتمظهرة بالارتكاز الذهني والتعبير القولي والسلوك الفعلي للعنف والتطرف التي أسست قواعدها على أيدي النظام البائد وارتفعت قوائمها في فترة ما بعد سقوط الصنم وينتظر أن تأتي الأيام بالمزيد من التدهور والانفلات وبالتالي الدمار الشامل.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تامر حسني في مواعيد مرتقبة مع رضا البحرواي و-كزبرة- و-الشامي ...
- الأمن العام السوري يداهم وكر مجموعة خارجة عن القانون في ريف ...
- بن غفير: نتنياهو يرتكب خطأ فادحا
- الحوثيون يوجهون إنذارا لإسرائيل: سنقصف مطار بن غوريون وعلى ا ...
- سوريا: قتلى وجرحى في انفجار استهدف مخفر شرطة مدينة الميادين ...
- ميرتس: أربعة زعماء أوروبيين يسعون للتنسيق مع ترامب قبل محادث ...
- توتر بحري جديد في البلطيق: روسيا تحتجز ناقلة نفط يونانية ترف ...
- انتحار وهروب من الخدمة.. الجيش الإسرائيلي يستدعي -المصابين ن ...
- فيديو - مع بدء -العملية البرية الواسعة- للجيش الإسرائيلي.. ن ...
- واشنطن تعتبر تخصيب اليورانيوم -خط أحمر- وطهران تصر على التخص ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمود حبيبي - شهوة التخريب