-حلم- أصبحت حقيقة!

علي عمر توما

الحوار المتمدن-العدد: 2025 - 2007 / 9 / 1 - 11:13
المحور: حقوق مثليي الجنس
    

اعرف إن لغتي ليست كاملة، ولكن حتى أنا لا ارتكب مثل هذا الخطأ، نعم "حلم" أصبحت حقيقة، لمن لا يعرفون ما هي "حلم" إنها أول منظمة للدفاع عن حقوق مثليي الجنس في دولة عربية، وبالتأكيد إنها لبنان، بعد سنوات من التحضير أثمرت جهود مثليي لبنان بافتتاح مركز "حلم".

مجرد فكرة منظمة للدفاع عن حقوقي في العراق تبدُ وهم، ولكن لو نظرنا إلى تاريخ "حلم"، وتاريخ المدافعين عن حقوق المثليين في لبنان، بدأت من نادي ليلي خاص بمثلي الجنس بعد ان داهمته الشرطة اللبنانية، اعتقلوا اللبنانيين وتركوا الأجانب والخليجيين من الحضور، مما زرع البذرة الأولى لحركة حقوق المثليين في لبنان.

كمعظم الدول العربية ودول الكومنولث إن بقايا الدستور الانكليزي فيما يتعلق بالمثلية الجنسية ما زال العمل بها، مثل الهند حيث ان الدين الهندوسي وفر الحماية لمتحولي الجنس والمثليين "الهدرا" حيث إنهم يستطيعون أن يلعنوا من يضايقهم، والأكثر من ذلك ان "اردهاناري" هي الآلهة "شيفا" و"شاتكي" في جسد واحد. ولكن بسبب الاحتلال البريطاني تم ملاحقة وقمع من يقومون بعملية التحويل، وتدريجيا تغيرت نظرة المجتمع الهندي عن متحولي الجنس.

على عكس تايلاند التي فيها متحولي الجنس "كوتوي" محميين من قبل المجتمع والدين، حيث يعتقدون بالحياة السابقة، وإذا كان الشخص إنسان صالح في حياته السابقة، ولديه "كارما" جيدة، فانه يولد بجنس ويموت بالجنس الآخر، وهذا دليل على التأثير البريطاني أو الغربي بصورة عامة على المجتمعات الشرقية.

وبعودة إلى "حلم" حيث في عام 2002 تشكلت منضمة "حريات شخصية"، والتي قامت بحملة لتغيير المادة 534 من القانون الجنائي والذي بموجبه يتم تجريم "أي فعل مخالف للطبيعة" وكالقانون البريطاني السابق يحرم المثلية بين الرجال ولا يحرم المثلية بين النساء "لان الملكة فيكتوريا لم تستطع أن تستوعب كيف يمكن لامرأتين أن تمارسا الجنس، فوقعت على القانون الذي يحرم المثلية بين الرجال فقط!!!"، ليسمح القانون الجديد أي نوع من الاتصال الجنسي بين البالينغ في الأماكن المغلقة الخاصة.

ومن ثم أتت "حلم" التي تخطت "حريات شخصية"، لتقوم بمحاضرات وتوعية عن رهاب المثلية والايدز وإصدار أول مجلة عربية باللغة العربية مخصصة لمثلي الجنس اسمها "برا" والتي تعني Out اختصارا لـ"Out of the closet" وتعني خارج الخزانة، وإصدار كتاب "رهاب المثلية: مواقف وشهادات"، والاحتفال باليوم العالمي ضد رهاب المثلية في الثاني عشر من أيار.

ان هذه الحركات لم تتكون بسهولة، وتتطلب من مؤسسيها الكثير من التضحيات، من عزلة عن الأهل وحتى التهديد بالقتل، ولكن بالرغم من هذه الصعوبات تم تأسيس "حلم".

من المؤكد أن التغيير قادم، يبدأ من موقع يساري عراقي فيه قسم خاص بحقوق مثليي الجنس، أب وأم يقرؤون المقالات في هذا القسم ويجبرون أن يفكروا مرتين قبل طرد ابنهم أو ابنتهم من البيت بسبب ميولهم المثلية، ولكن السؤال الحقيقي ماذا سيكون موقفك عندما نُعامل نحن المثليين بمساواة، هل ستكون متفرج غاضب، أو ستقول لقد كنت جزءا من التغيير.


المصادر

http://helem.net
http://en.wikipedia.org/wiki/LGBT_rights_in_Lebanon
http://www.shaivam.org/siddhanta/maardh.html
http://en.wikipedia.org/wiki/Kathoey
http://en.wikipedia.org/wiki/Hijra_%28South_Asia%29

#علي_عمر_توما (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل