أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الوافي مدفون - جدل التقليد والحداثة ومسألة - المقدس-














المزيد.....

جدل التقليد والحداثة ومسألة - المقدس-


عبد الوافي مدفون

الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 09:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن تداخل التقليد بالحداثة على مستوى القيم، قد سمح ببروز وضعية صراعية بين الرموز التقليدية التي تأخذ صبغة القداسة والمعايير الجديدة التي أعادت النظر في هاته الرموز باعتبارها محافظة ولا تخضع لزمن. والملاحظ أن التقاليد قد أبدت مقاومة شديدة أمام تهديدات التجديد، خصوصا على مستوى العقليات والتمثلات وهو ما يفسر ظهور ردود أفعال ذات طابع محافظ، رغم التطورات الحاصلة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وتتجلى ظاهرة المقاومة هاته بالخصوص في مجال المعتقدات الدينية أو الخرافية التي تنتسب (بغير حق) إلى الدين. وعلى اعتبار أن ثبات واستمرارية هاته المعتقدات أمر سهل الملاحظة، فإننا نتساءل: كيف يتمثلها الفاعلون الاجتماعيون وما مدى تأثيرها على سلوكاتهم وعلى الحياة الاجتماعية بصفة عامة؟ وبتعبير آخر، أما زال نسق الرموز الذي حدد من طرف القيم والمعايير الدينية، يلعب دور الضابط للممارسات وللسلوكات الاجتماعية؟ لا بأس قبل تناول هاته المسألة بالتحليل، من الوقوف عند مفهوم (الواقعية الدينية) وكذلك عند البعد السوسيو ثقافي بهاته الواقعة، ما دامت أولوية المعطى الديني على مستوى الحياة المعيشة، حقيقة يؤكدها تاريخ المجتمع المغربي والمغاربي عموما.
لقد سمحت الأعمال والبحوث المنجزة في إطار السوسيولوجيا الدينية، بتناول (الظاهرة الدينية) كظاهرة اجتماعية وأيضا كنسق منظم لسلوكات ولتمثلات الأفراد داخل المجتمع.
من هنا تبدو أهمية الطقوس والشعائر الدينية التي تعكس خضوع الأفراد للعلاقات الاجتماعية الموجودة، وتبرز عبر لغة المقدس قبول الواقع القائم.
غير أننا نلاحظ في مدن المغرب وقراه، تنوعا للممارسات الطقوسية وتعدادا بل وانتقائية على مستوى التصورات والتمثلات الدينية والأخلاقية، إن التعامل مع (الظاهرة الدينية) والمقدسة عموما، ليس واحدا بالنسبة لكل فئات المجتمع، وكما يؤكد بول باسكون: "إن نسق الأساطير والمعتقدات بالمغرب، القائم على التلفيقية أو على احترام السجلات المتوازية المتواجدة والمتعايشة في تحالفها وفي تنافسها، ليس، بطبيعة الحال، هو نفس النسق بالنسبة للصوفي، أو لرجل دين الحضري، أو للفلاح أو لطالب كلية العلوم أو للعالم المتخصص. إن كل نمط من أنماط السذاجة ينفي عن الآخر قيمته العلمية. وإن كان الأكثر تدينا في العمق، هو الذي ينجح دائما...لدى عموم الناس".
بإمكاننا إذن أن نميز بين ممارسات وشعائر مستمدة من الإسلام السني المرتبط بالمذهب المالكي، وممارسات تخللتها مجموعة من البدع بحيث ترجع إلى معتقدات وطقوس قبل اسلامية، ويمكن تصنيف هاته الممارسات والطقوس في خانة (الديانة الشعبية) ويشمل هذا المفهوم كل الطقوس العلاجية والاحتفالات المقترنة بظواهر الجذبة والحال، والتي يعتبر بعضها مخالفا للتعاليم الدينية لكونها بقايا للوثنية وللخرافات المقترنة بها.
ويمكن ملاحظة هاته المظاهر الطقوسية ضمن شعائر زيارة الأضرحة والمزارات؛ ولعله يكون مستحيلا أن تمر ظاهرة زيارة الأضرحة والأولياء بصمت دون أن تحرك البواطن المتسائلة، وخاصة في الآونة الأخيرة حيث عرفت انتشارا ونموا تصاعديا شكلا ومضمونا.
هذا العمل الذي أقدمه أعده كل من بوشوك عبد الرحيم، ومفضل محمد، واليعقوبي عبد الفتاح، واليعقوبي عائشة، باحثين أنتروبولوجيين بوحدة مستقبل الأديان والمذاهب الدينية في حوض البحر الأبيض المتوسط، سنحاول من خلال هذا الركن تقديم حلقات عن هذه الظاهرة بعيون متخصصين لإبراز الطقوس الممارسة بها والإمكانيات التنموية التي سادت بجوارها في السنوات الأخيرة، نختار نموذج منطقة دكالة التي اشتغلوا عليها والتي تعرف أضرحتها إشعاعا وحضورا كبيرين.



#عبد_الوافي_مدفون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الوافي مدفون - جدل التقليد والحداثة ومسألة - المقدس-