أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبير قبطي - للمقاومة أيضًا، حدود أخلاقية














المزيد.....

للمقاومة أيضًا، حدود أخلاقية


عبير قبطي

الحوار المتمدن-العدد: 617 - 2003 / 10 / 10 - 04:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الاربعاء 8/ 10/ 2003
*يجب القول إن هذه ليست أخلاق شعبنا ولا يمكننا أن نناضل ضد قتل الأبرياء في طرف، ونشرعن أو على الأقل نبرر قتل الأبرياء في الطرف الآخر*
أذكر أني ناقشت مرة متطرفًا يمينيًا أيد بشدة الاغتيالات التي ينتهجها جيش الاحتلال الاسرائيلي، وكانت حجته أن الجيش يقوم بقتل اناس مرشحين لتنفيذ عمليات تفجيرية في داخل إسرائيل، حينها اجبته "هذا يعني انك تشرعن العمليات التفجيرية لأنه إذا كنا سنسير بحسب نفس المنطق فان الانتحاريين يقومون بقتل أشخاص مرشحين للإلتحاق بجيش الإحتلال وإرتكاب جرائم بحق الشعب الفلسطيني!".

لقد صادف يوم السبت أنني كنت في حيفا وقد ذهبت مساء العملية التفجيرية الى منزل عائلتي كركبي ونجار، اللتين فقدتا ولديهما في العملية، كان موقفًا غريبًا وصعبًا في نفس الوقت. العائلتان تنتظران الجواب النهائي من أفرادها الذين ذهبوا للتعرف على الجثة، كان هذا بعد الإنتظار ساعات طويلة في المستشفى ليتحققوا من أمر إبنيهما، كغيرهم من العائلات الإخرى، كان الإنتظار أشبه بقشة أمل تعلقوا بها، رغم أنهم على إدراك ان أمر وفاتهما كان شبه حتمي بحكم عملهما في المطعم.

الأم في عائلة كركبي كانت تنتظر التعرف على الجثة، مع أنها قبل ذلك او بعده لن تصدق أنها فقدت إبنها.
مطانس كركبي إبن الثلاثين تزوج قبل حوالي السنتين، لم ينجب الاولاد بعد. في ذلك اليوم كان على وشك ان يقتنع بمرافقة صديقه في نزهة الى القدس، ليته فعل!
أسامة نجار إبن التاسعة والعشرين متزوج وأب لطفلة (3 سنوات)، كان يعمل طاهيًا في المطعم، ومما سمعته انه قرر يومها او حينها تبديل نادل والعمل خارج المطبخ.
حين وصل خبر التعرف على الجثة وتأكد الامر كنت في ساحة عائلة نجار، وقف الجميع عاجزًا أمام صراخ الأهل الذي ملأ فضاء حيفا.

حيفا وفسوطة عرفتا في ذلك اليوم ألمًا وحزنًا شديدين، ففسوطة ايضًا فقدت إثنين من أبنائها، حنا فرنسيس وشربل مطر.
عملية قذرة بكل المقاييس، قذرة تمامًا كالإغتيالات، كهدم البيوت كجرائم لانهائية سواء نوعًا أو كمًا يرتكبها الإحتلال.
ولكن حان الوقت لان لا نتردد في رفضنا لهذا الاسلوب القذر من المقاومة، هذه ليست أخلاق شعبنا ولا يمكننا أن نناضل ضد قتل الأبرياء في طرف ونشرعن أو على الأقل نبرر قتل الأبرياء في الطرف الآخر، وإذا كنا سنفعل ذلك فهذا يعني أننا نفقد إنسانيتنا ونتحول الى انصاف بشر نتحرك بواسطة الكراهية والحقد والعنصرية، فلنحذر من خلط الاوراق بين التضامن الوطني المشروع وحماسنا لمقاومة الاحتلال البشع وجرائمه، وبين إعتبار كل من لا يوافقنا عدوًا لنا لا يهم إن قُتل.

من يُقتل في العمليات التفجيرية ليسوا جنودًا على الاغلب، بل هم أشخاص قد يكونون يساريين يناضلون ضد الاحتلال، أو حتى رافضين للخدمة العسكرية، قد يكونون أطفالا لا يعرفون شيئًا عن الاحتلال، ومن الممكن أن يكونوا عربا من مواطني الدولة. إذا كنا نبرر هذا بانه ثمن لا بد منه فالسؤال هو: هل أصحاب هذا الادعاء على إستعداد لدفع هذا الثمن بأنفسهم، ام يقولون ما يقولون في حين أن من يُقتل هم آخرون؟!

نقلا عن موقع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
http://www.aljabha.org/



#عبير_قبطي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبير قبطي - للمقاومة أيضًا، حدود أخلاقية