عبد الرحمن عبد الخالق
الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 06:53
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
النبوغ أعلن عنده عن حاله مبكرا.. فتى – كان عبد الله – لم يتجاوز العشرين عاما عندما خاض غمار الكتابة، وتصدى باقتدار لقضايا أدبية وثقافية رفيعة من خلال (المستقبل) الصادرة في 1949م، المجلة التي سجلت بأعدادها القليلة حضورا لافتا في الحياة الثقافية والأدبية في عدن.
بشرت (المستقبل) بمستقبل زاهر للفتى عبد الله عبد الرزاق باذيب، وبآت جديد بكل معنى الكلمة وجلالها.
وكان الرائد لا يَكذِبُ أهله...
وككل العظماء لم يرتهن عبد الله باذيب للسكون ولم يسلم بالثابت، بل راح يبحث عن طريق يفضي به لتفسير ما حوله وتغيره فكان إن اهتدى إلى الفكر الاشتراكي العلمي؛ هذا الفكر الإنساني الخلاق، الذي قاده إلى تجنيد قلمه وتوظيفه لمصلحة السواد من الناس التواقين لحياة كريمة (ماذا أريد؟ ولمن أكتب؟ وفي سبيل أن أجد الجواب على هذه الأسئلة كلها أمضيت سنة لم أكتب فيها شيئا).. سنة وبعض سنة راح عبد الله باذيب يقرأ فيها الكتب الجذرية حسب وصفه (كنت أبحث عن نفسي حتى وجدتها، وأريد اليوم أن أحققها) هذا ما كتبه في صحيفة (البعث) عام 1955م...
حدد عبد الله باذيب خياره بالانحياز إلى (الجموع الكادحة العاملة من أجل الحرية والعدل والسلام).. وبقى وفيا لها إلى أن توقف قلبه عن الخفقان في 6 أغسطس 1976م...
عبد الله باذيب.. رجل استثنائي ومثقف عضوي.. لا فصل عنده بين الممارسة والتطبيق، بين القول والعمل.. كتب قائلا: (إن المبادئ معزولة عن الأشخاص مجرد جثث هامدة، وأطياف غير منظورة تتحرك في اللاشيء)...
وعبد الله باذيب.. كاتب قل نظيره من حيث سلاسة العبارة وعمق الفكرة ووضوحها وجمال اللغة وطراوة الأسلوب.. هو القائد الفذ...
نعم يوجد رجل كهذا.. فلنتعلم منه.. لنتذكره دوما...
#عبد_الرحمن_عبد_الخالق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟