أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقي مسلماني - -شجرة الحروف- للشاعر أديب كمال الدين / نبتة الذات التي ترى الشمس














المزيد.....

-شجرة الحروف- للشاعر أديب كمال الدين / نبتة الذات التي ترى الشمس


شوقي مسلماني

الحوار المتمدن-العدد: 2009 - 2007 / 8 / 16 - 08:21
المحور: الادب والفن
    



لا حدود جغرافيّة أو زمانيّة لدنيا الشعر، حتى يمكن القول من دون تحفّظ أنّ حيِّزاً محفوظ لكلّ قائل، من دون أن يعني ذلك أن الطبيعة شأنها نافذ على كائنات دون أخرى.
وشخصيّاً لم يتسنّ لي أن أقرأ أيّاً من مجموعات الشاعر أديب كمال الدين بدءاً من مجموعة "تفاصيل" ـ 1976 حتى مجموعة "ما قبل الحرف .. ما بعد النقطة" ـ 2006 وما بينهما من مجموعات تشي عناوينها بمحفّزات الأحرف العربيّة وإيحاءاتها وأشكال رسمها على الخلق الشعري مثل مجموعة "جيم" ـ 1989 ومجموعة "نون" ـ 1993 ومجموعة "حاء" ـ 2002 وغيرها من المجموعات. إنّما أخيراً وجدتُني فجأةً بصحبة "شجرة الحروف" وهي أحدث مجموعة للشاعر كمال الدين العراقي المولد والنشأة والهوى والألم والتيه، ويخفق قلبها بأكثر من أربعين لوناً وقصيدة تمتح من ميثولوجيا التوحيد كما وصلتْ إلى الإسلام من اليهوديّة والمسيحيّة، ومن تعابير قرآنيّة واضحة، وأحداث السيرة النبويّة، ومأساة الحسين بن علي، مثلما تمتح من تجربة خاصّة تتعلّق بالطفولة والشباب والحبّ والمرأة والأماني والآمال ضمن سرد صبور يسيل من قلب يصرّ على قول كلّ شيء ومن كلّ سبيل، فهو يفيض في لحظة بعينها كأنّما الذات تبثّ الذات في العالم المشظّى والمرعوب.
ها هو يتسلّق "شجرة الطفولة / بعينين فرحتين" تحت أنظار الأرواح السماويّة، لتنقصف هذه ويسقط هو مِنْ شجرتِه ويتسلّق "شجرة ثانية / تُدعى: شجرة الحبّ". ويطوف فيها وحيداً، وليسقط منها، ثمّ بجبريّة ليرى ذاته يتسلّق شجرة "تُدعى: شجرة الموت"، أو يصعد طريق الجلجلة "هكذا أُلقيْتُ في الطوفان / كان نوح يهيء مركبه لوحاً لوحاً / ويُدخلُ فيه من كلّ زوجين إثنين / كنتُ أصرخ: / يا رجلاً صالحاً / يا رجلاً مبحِراً إلى الله / خذني معك" إلاّ أن نوح الذي ظلّ يدعو الناس إلى مركبه وحمل "مِنْ كلّ زوجين إثنين" حالَ دونه، وأوصدَ البابَ بوجهه. ومرّة أُلقي في النار مع إبراهيم الذي يحبّ لتكون "النار على إبراهيم برداً وسلاماً" أمّا عليه هو فسعير حرمان وقهر وأحقاد. ومرّة هو يوسف، وأُلقي في البئر "قالوا: يا أبانا قد أكله الذئب / فبكى أبي وكان شيخاً جليلاً / حتى اخضلّتْ لحيتُه بالأسى والحروف / لكن السيّارة إذ وصلوا إلى البئر / ما قالوا: يا بشرى هذا غلام / بل قالوا: وا أسفاه هذا هلام / وتركوني في البئر / يمزّقني الظلام ... ". ومرّة احتمى بالقصيدة التي خالها تنجو فإذا بها في قبضة وحش " ... أخذ يضربها بأخمص المسدّس / على رأسها / حتى نزفت القصيدة حروفاً كثيرة / ونقاطاً أكثر / دون أن تعترف بسرّها ومعناها" لأنّها الأوّل والأخير، ولها الإنتصار.
الشاعر أديب كمال الدين في المجموعة الجديدة: "شجرة الحروف" ـ دار أزمنة، غلافها للفنان الياس فركوح، هو المبتعد أبداً، قائلاً الشقاء والعسف، قائلاً بغداد التي تتداولها المخالب وتدمِّر في روحها الهمجيّة، قائلاً شجرة الذات التي ترى الشمس حتى وهي في جوف الليل.
ـ شوقي مسلماني



#شوقي_مسلماني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمال سبتي في المنفى الأسترالي أيضاً


المزيد.....




- في جميع أدوار السينما المصرية .. فيلم الشاطر رسميًا يعرض في ...
- لمى الأمين.. المخرجة اللبنانية ترفع صوتها من في وجه العنصرية ...
- وصية المطرب أحمد عامر بحذف أغانيه تدفع فنانين لمحو أعمالهم ع ...
- قانون التوازن المفقود.. قراءة ثقافية في صعود وسقوط الحضارة ا ...
- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟
- فيديوهات وتسجيلات صوتية تكشف تفاصيل صادمة من العالم الخفي لم ...
- مونديال الأندية: هل يصنع بونو -مشاهد سينمائية- مجددا لانتزاع ...
- الشاعرة نداء يونس لـ-القدس-: أن تكون فلسطين ضيف شرف في حدث ث ...
- هكذا تفعل الحداثة.. بدو سيناء خارج الخيمة


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقي مسلماني - -شجرة الحروف- للشاعر أديب كمال الدين / نبتة الذات التي ترى الشمس