أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الهاشم - محنة الشيعة ام محنة الائتلاف















المزيد.....

محنة الشيعة ام محنة الائتلاف


ضياء الهاشم

الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 05:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عدد كبير من المهتمين بالوضع السياسي العراقي الراهن يستطيع اليوم أن يطرح أسئلة مهمة قد لا يتخيلها عقل
وفهم القائمين على الشأن السياسي العراقي أنفسهم . من بين تلك الأسئلة ، يتبادر في ذهن بعض المحلليّن السؤال
الذي طالما تردد على خلفية التقليد العقيم في مسيرة العمل السياسي لأحزاب الحكومة العراقية عامة والأحزاب الشيعية خاصة والمتمثل في السبب من انتهاج نفس الطريق الذي رسم خطواته الحاكم المدني الأمريكي الذي كان يتحكم مدنيا وعسكريا بالعراق .
فمنذ تأسيس مجلس الحكم عام 2003 على أسس طائفية وعنصرية ، وحلقة الدوران في فلك الإرادة الأمريكية ،
والجري وراء ما يطلبه المحتل والسعي الحثيث لإرضائه هي غاية ما يمكن تقديمه من قبل الأطراف التي وقعت
على الدستور رغم الاختلافات التي أثيرت بصدده وزوبعة الاعتراضات التي برزت وطفح صداها في وسائل
الأعلام المختلفة وكان تحفظ البعض على جزء من فقراته شاهدا على التخبط الذي نتج من تلك السياسة المهينة
التي وضع القائمين على الشأن السياسي أنفسهم في وسطها ، متعثرين بين التردد في قبول شروط المحتل للالتحاق بركب العملية السياسية وأن يكونوا جزءا منها وبين خسارة المواقع التي حصلوا عليها من خلال ذلك
القبول الذي جعلهم يخسروا الثقة بالنفس قبل ثقة الناخب .

وإذا كان قبول الأطراف المتنازعة فكريا قبل تنازعها على ما ستظفر به من مكاسب مادية ومعنوية بجملة شروط
المحتل ، حتى دون نقاشها ، وأسلوب التعاطي مع مفردات العمل السياسي وكيفية التعامل مع كل المتغيرات التي
تنشأ علاقة غير متوازنة بين تلك الأطراف ، أمرا مسلم به من أجل الاستمرار في عدم ترك الساحة السياسية العراقية والحراك القائم فيها ، حكرا على المحتل ومن يرتضيه من أطراف دون أخرى ، وسببا في السعي الحثيث من قبل الأحزاب الشيعية لعدم تكرار خطأ الأمس الذي تمثل في الانطواء والابتعاد عن مجريات العمل
السياسي والمشاركة المؤثرة فيه عندما ارتضت الشيعة متمثلة برأي علماء الدين في النجف الانكفاء على حالة
المراقب للعملية السياسية دون التدخل في الإمساك بزمام أمورها والتحكم فيها زاهدة بالسعي وراء الاحتفاظ
بمواقع القرار الرسمي في الدولة العراقية الناشئة عام 1921 ، وسببا رئيسيا في التمسك بمواقع رئيسية لحين
إتاحة الفرصة كاملة للعب دورا مؤثرا وكسب المزيد من الخبرات في المجال السياسي الذي تفتقر الشيعة فيه إلى
الكثير من التجارب العملية خصوصا في إدارة العملية السياسية لواقع متنوع الانتماءات والارادات مثل العراق ،فأن لهذا القبول ثمنا يدفع من قبل الجهات التي عملت على أن تكون تحت تأثير الضغط المباشر للهيمنة الأمريكية والمحركة لكل مفاصل الحياة السياسية في بلد محتل تنقصه السيادة الوطنية مثل العراق.

والسؤال الذي يبدو انه يطرح نفسه أكثر إلحاحا في كل مرة تتعثر فيها العملية السياسية ، هو متى يضع قادة أحزاب الائتلاف الشيعي تجربة تقسيم المناصب الرئاسية الفاشلة تلك التي عليها يقوم الوضع الحالي في إدارة مفاصل الدولة العراقية نصب أعينهم ، لأحداث تغييرات ضرورية في توزيع المناصب والوزارات في الحكومة
بين أحزاب الكتلة ؟ والى متى سيبقى اعتماد رئيس وزراء في أي حكومة في العراق من نصيب حزب الدعوة
دون غيره من الأحزاب في حالة فوز التكتل الشيعي في أي انتخابات برلمانية قادمة في المستقبل.؟

ألا يبدو ذلك عجزا في التفكير بحالة العراق وما ستؤول إليه الأحداث السياسية في وصول من لا يستحق أن يكون
مؤهلا لمنصب رئيس الوزراء لحكومة عراقية تظم بين صفوفها الكثير من الكتل السياسية والأحزاب الدينية والعلمانية ؟والجميع يعلم ما لذلك المنصب من أهمية سياسية واعتبارية كون الآلية التي يعتمدها الائتلاف العراقي الموحد في تحديد سمات الشخصية المناسبة لتولي مهام ذلك المنصب تفتقر إلى ابسط شروط الوطنية في تقديم المصلحة العراقية العامة كأولوية سياسية ، ناهيك عن ردود الأفعال التي يتبناها الائتلاف في حالة غياب
نظام وبرنامج عمل مشترك يجتمع تحت لواءه جميع الأحزاب المكونة له في حالات الأزمات الطارئة التي تعصف بمكوناته وتؤدي إلى خلخلة بنيته وكما حصل في تبني فكرة الاقتراع السري الداخلي حينما أضطر جميع
أعضاء الائتلاف للالتزام بذلك لاختيار مرشحهم لمنصب رئيس الوزراء والذي كان يمثل من قبل العديد من أعضاء أحزاب الائتلاف مسألة خلاف وزاد الخلاف اعتماد تلك الآلية كونها جاءت تحديا فرض نفسه داخل جسم
ذلك الائتلاف الموحد ، وجاءت النتيجة لتكشف وتعري عمق الخلافات المستشرية فيما تلاحقت توابع تلك النتيجة
لتشكل عبئا أضافيا سلبيا على مسيرته المتعثرة .

ووسط الخلافات العلنية بين مكونات الائتلاف الموحد وما نتج عنها من انسحاب بعض الأحزاب المكونة لهذا التكتل من الحكومة ومقاطعة جلسات اجتماعاتها وتهديد البعض بالانسحاب من الائتلاف ذاته ، تدب الآن خلافات
جديدة بين أعضاء الحزب الواحد من أحزاب كتلة الائتلاف على التسابق في الوصول لنيل كرسي رئاسة الحكومة وبطرق لم يعرف لا العالم الديمقراطي ولا عالم الأنظمة الشمولية مثيل لها داخل الحزب الواحد حيث
يعتمد فيها رئيس حزب الدعوة ورئيس وزراء العراق سابقا إبراهيم الاشيقر أقذر وسائل التحالف مع خصوم ألامس للنيل من الرئيس المنتخب بدله في الحزب ورئيس وزراء العراق الحالي نوري المالكي .قد يكون الطمع
وحب التسلط والأنانية وراء ظهور هكذا سلوك من شخصية كان ينظر لها والى وقت قريب أنها مميزة ويصفها البعض بالقيادية ، ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد ، بل يتعداه لجملة من الأمور قد يكون أولها الخواء الفكري
والمنهجي والتعنت بعنجهية وخيلاء لا يعرف له حدود . أول ضحايا نتائج تلك الفرقعة العبقرية ليس أتباع ومحبي
الجعفري ممن كانوا يلتفون حوله في زمن المعارضة أيام الطاغية المقبور ومن أصحاب الدكاكين وطبقة التجار الصغار في أوروبا ، حيث كانوا يلوذون بالاشيقر كما تلوذ الحمائم في أيام الحرب والأزمات وأوقات السلام ، فمن منهم يتصور أن الخطيب والموجه لحملات الحج الذي أصبح رئيس وزراء العراق والذي كانت توجه إليه
شكاوى أولئك التجار إذا ما أعترضهم أحد حرامية وسراق العراق الرسميين من أمثال محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي فينقذهم بالحال عبر اتصال بسيط بذلك الحرامي ، يقوم بفضح نفسه لتهزأ به العامة والخاصة ، فيكون هو الضحية الأول والأخير لنتائج عمل يديه ولا أقول لصنيع عقله فلا الدهاء ولا العقل يكونا مصدر تلك
المؤامرة التي خرج بها السيد إبراهيم الأشيقر والتي كلفته كثيرا من سمعته ومكانته في داخل كتلة الائتلاف العراقي الموحد ، بل أصبح أنموذجا عراقيا فريدا من نوعه في شق الصف والالتفاف من الوراء للطعن بالظهر ، حيث أسقط نظرية المؤامرة لدى العرب ليبدلها بواحدة أخرى تختلف اختلافا جذريا في البعد الفلسفي لما تحمله نظرية المؤامرة من أبعاد فكريه وإنسانية كانت ولا زالت شعوب العالم وخاصة شعوب منطقة الشرق الأوسط تتفاعل باستمرار مع معطياتها ناسبة كل مساوئ واقعها المتخلف والمملوء بالتناقضات والازدواجية لتلك الفكرة ،
التي تؤمن بها تلك الشعوب المسكينة ولا تتبناها يوما من الأيام كما فعلها السيد الأشيقر.

أن أغلب الشيعة شأنهم شأن بقية تلك الشعوب الشرق أوسطية حينما تؤمن بنظرية المؤامرة لا يعني ذلك أنها لم تتأثر بأفكار القادة الذين برزوا وحملّوا الأمة نتائج أخطائهم المتكررة ، فهم أي الشيعة وقعوا تحت التأثير السلبي
والمباشر لتلك النظرية ، وعلى العكس تماما فالسيد الأشيقر قد تبنى نظريته وهو مؤمن بها تماما ، لأنها وحسب
ظنه ، ستوصله مرة أخرى لمواقع التأثير بالقرار الرسمي حينما يحصل على كرسي الحكومة في العراق الذي لا
يعدو من يجلس عليه سوى موظف بسيط تتوفر بيديه سيوله نقديه كبيرة هي عبارة عن منافع ومخصصات ويحظى بوافر الفرص بسفرات بين الفينة والفينة لبلدان العالم المختلفة على حساب الحكومة ويتمتع بخدم وحشم
وحماية الأمريكي مباشرة ، بالإضافة إلى الخروج أمام كاميرات الصحفيين والإعلاميين باستمرار والتحكم بهذا
المجال عبر توجيه تلك الطبقة من العاملين تحت أمرته لإظهار ملكاته في الخطابة أمام مكبرات الصوت وعلى
جميع المنابر الرسمية وشبه الرسمية .

هذه النظرية التي أطرها السيد الأشيقر بالتحالفات مع أعداءه ضد أبناء البيت الواحد والانتقام من أصدقاءه الذين
كانوا بالأمس وحسب تعبيره هو زاهدين باعتلاء تلك المناصب لولا تدخله لاقناعهم بضرورة قبولها خشية أن
تصل لآخرين وليس من اجل الشعور بالنهوض بالمسؤولية الوطنية التي يجب عليه أن يحسب حسابها في هذا الظرف غير العادي والاستثنائي لما يعيشه العراق من محاولات أعداءه في تفتيت صفوف أبناءه وتدمير كل ذرة
خير فيه ، فهي جاءت متوازية مع قبوله بنظرية المؤامرة التي توجسها فكره بالتشكيك بأقرب المقربين إليه سواء
في داخل حزبه أو في الائتلاف نفسه الذي جاء به ليكون هو عالة عليه يوم من الأيام .قد لا أبالغ حينما أقارن فعل
صاحبنا بفعل الشيطان الذي كشف عن حقيقته ، حينما أستخرج ما في نفسه بالحمية وكانت الملائكة تحسبه منهم.



#ضياء_الهاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حدثها اليوم وشاهدوا أغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- السعودية.. فيديو تساقط أمطار غزيرة على المسجد النبوي وهكذا ع ...
- فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية
- المجلس اليهودي الأسترالي يتضامن مع مظاهرات طلاب الجامعات الد ...
- طالبة أمريكية يهودية ترفع دعوى قضائية ضد جامعتها المتهاونة م ...
- -نيتسح يهودا- - هل تعاقب واشنطن وحدة عسكرية إسرائيلية لأول م ...
- السلطات الفرنسية تحذر من خطر إرهابي كبير خلال فترة الأعياد ا ...
- فرنسا تشدد الإجراءات الأمنية قرب الكنائس بسبب المستوى العالي ...
- نزلها عندك.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على الأقما ...
- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الهاشم - محنة الشيعة ام محنة الائتلاف