أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد بلال - لحية على منبر اليسار














المزيد.....

لحية على منبر اليسار


احمد بلال

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 06:20
المحور: سيرة ذاتية
    


عندما رأيته للمرة الأولى في المقر المركزي لحزب التجمع امتلأت رأسي بعلامات الاستفهام، واكتسى وجهي بعلامات التعجب، وخاصة بعد أن رأيته مبتسما ومنسجما مع أعضاء وقيادات حزب التجمع اليساري!!، فلم تكن لحيته عادية، بل كانت من هذا النوع الذي يتميز بها أعضاء الجماعات السلفية من حيث درجة كثافتها، إلا أنها كانت ورغم كل ذلك مهذبة، وبالإضافة إلى اللحية كانت علامة أثر السجود في جبهته دليلا على مداومته على الصلاة.

عماد طه، هكذا رد على سؤالي بابتسامه هادئة، في أول لقاء لي معه في التجمع، إلا أن هذا الهدوء وهذه الابتسامة لم يكونا كافيين للسؤال الرئيسي الذي يدور في ذهني، "من هذا؟!".

كان الحديث عن حرب عام 1948، فكانت صدمتي الثانية عندما وجدته يقول أن الإخوان المسلمين لم يشاركوا في هذه الحرب إلا بـ 35 عضوا فقط!!، إلا أن سياسة "الفرقعة الإعلامية التي يتبعها الإخوان صورتهم وكأنهم 35 ألف مجاهد .. إذن هو ليس إخوانيا!!، ترى من يكون؟!.

د.عماد طه، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين سابقا، وعضو حزب التجمع اليساري حاليا!، انضم لجماعة الإخوان المسلمين منذ أكثر من 20 عاما، تدرج خلالها من عضوا عاديا إلى نائب رئيس شعبة الإخوان في القليوبية، وتولى مسئولية شعبة القليوبية أثناء سجن الأستاذ "تيمور عبد الغني" رئيس الشعبة، وعضو مجلس الشعب الحالي.

قرار د.عماد طه بترك جماعة الإخوان المسلمين والانضمام إلى حزب التجمع اليساري، لم يكن سهلا، وإنما كان الطريق طويلا، وعن ذلك يقول د.عماد أن نقيب "الأسرة الإخوانية" التي كان عضوا فيها كان ينقل إليهم أوامر إدارية دون مشاورتهم فيها، وعندما سأله كان الرد أن تلك الأوامر من "الكبار"!!، الأمر الذي أدى بعد ذلك إلى اعتراض د.عماد طه على بعض من تلك الأوامر، وقتها بدأت الأحاديث تدور حول الأخ الذي "يقول رأيه"، أحد المقولات التي قيلت من نقيب تلك الأسرة الإخوانية لزملاء أو "إخوة" عماد في الأسرة كانت "أخوكم هذا لن يصمد في الإخوان"، وهي التي نقلها له أحد الإخوة بعد قرار د. عماد الانفصال عن جماعة الإخوان المسلمين حيث اعتبرها "نبوءة"!.
الخروج عن النص
القراءة وإعمال العقل كانا من أهم أسباب د.عماد طه التي دعته للخروج من جماعة الإخوان، وعن ذلك يقول د.عماد أن كل أسرة في الإخوان مطالبة بقراءة أجزاء معينة من كتب معينة، إلا أنه كان يفضل أن يقرأ تلك الأجزاء ونقيضها، الأمر الذي أثار حفيظتهم كثيرا، حيث رأوا أنه يستخدم العقل كثيرا ولا يتبع مبدأ السمع والطاعة رغم أنه أحد أهم مبادئ جماعة الإخوان!!.

قرر د.عماد طه الخروج من جماعة الإخوان، وهذا القرار كما يعلم الجميع خاصة من اتخذوه ليس بالأمر الهين، إلا أن القرار الذي اتخذه الدكتور عماد طه بعد ذلك، قد يكون أصعب على شخص كان منذ فترة ليست ببعيدة قيادي كبير في جماعة الإخوان، حيث قرر د. عماد طه الانضمام إلى حزب التجمع اليساري، والمعروف بموقفه المبدئي من جماعة الإخوان المسلمين.

القرار كان صعبا بالفعل، وخاصة عندما خاض الأستاذ تيمور عبد الغني رئيس شعبة الإخوان في القليوبية- وهو الموقع الذي شغله د. عماد لفترة، حيث كان نائبا لتيمور- معركة انتخابات مجلس الشعب 2005، ضد الأستاذ خالد محي الدين، زعيم حزب التجمع ومؤسسه، وخاض د. عماد طه المعركة الانتخابية مناصرا للأستاذ خالد محي الدين.

وعن تلك المعركة وتعامل الإخوان معه فيها وبعدها قال د. عماد طه مبتسما رغم المرارة والحزن الواضحتان في نبرات صوته: "بالرغم إني عشت معهم 20 سنة داخل الجماعة، إلا أنني عندما وقفت بجانب خالد محي الدين، أرسلوا لي رسائل على الموبايل كفروني فيها، واتهموني بالعمالة والخيانة، وبأنني بعت الإسلام، وقالوا لي أزاي تقف مع واحد كافر"؟!.
الشيخ خليل
الاتهام بالخيانة والعمالة الفكرية بل وأيضا بالكفر والزندقة والإلحاد، التي طالت د.عماد طه، طالت من قبله الأستاذ خليل عبد الكريم، الذي توفي في أسوان منذ خمس سنوات، عن عمر يناهز 73 عاما، الشيخ خليل عبد الكريم كان هو الآخر عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، بعدها تحول إلى اليسار، فكان أحد مؤسسي منبر اليسار عام 1976، ثم أحد قيادات حزب التجمع اليساري بعد ذلك.

درس الشيخ خليل عبد الكريم الفقه والشريعة الإسلامية في الأزهر، بعد ذلك اتجه لدراسة القانون وبعد تخرجه عمل في مكتب اثنين من كبار القيادات الإخوانية، هما الأستاذ عبد القادر عودة، والأستاذ إبراهيم الطيب، وحتى أثناء عمله محاميا انشغل عبد الكريم في دراسة التاريخ العربي والإسلامي، حتى أسفر هذا الاهتمام وهذه الدراسة في النهاية إلى تحوله من جماعة إلى الإخوان إلى صفوف اليسار، وبالتحديد إلى حزب التجمع.

كتب خليل عبد الكريم 13 كتابا أقامت عليه الدنيا ولم تقعدها، كان أولها كتاب "الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية، و"فترة التكوين في حياة الصادق الأمين"، الذي تسبب في حملة شرسة شنتها "جبهة علماء الأزهر" ضده، حيث رفعت عليه قضية حسبة، وطالبت بمصادرة الكتاب، ومعاقبة عبد الكريم، حيث اعتبرت أن ما جاء في الكتاب كفرا صريحا.

كما كتب الشيخ خليل عبد الكريم "النص المؤسس ومجتمعه"، وهو الكتاب الذي أهداه إلى "أحبائى الذين التزموا الصمت عندما انفجرت براكين الغضب على ( فترة التكوين ) أمنحهم فرصة أخرى ليكرروا الموقف ذاته لأن السكوت ـ حسب منهجهم الجديد ـ من ذهب ولكنه ذهب مع الريح وهيهات أن يعود".

وقد أصدر الأزهر تقريرا حول هذا الكتاب جاء فيه أن "المؤلف اعتاد أن يصوغ أحقاده الشيطانية ضد الإسلام وضد كتابه العظيم ورسوله الكريم، وأصحابه الكرام البررة في شكل مطبوعات يفاجئ بها الرأي العام حينا بعد حين، وقصده من كل هذه المساعي الخبيثة أن يطفئ "نور الله" الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم .. وقد جهل هذا "الحاقد" أو تجاهل أن هذه الأمة التي صنعها القرآن منذ أكثر من أربعة عشر قرنا كتبت لها شهادة ميلاد، ولن تكتب لها شهادة وفاة حتى يرث الله الأرض ومن عليها".



#احمد_بلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في إسرائيل ..لا حقوق لعرب الداخل


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد بلال - لحية على منبر اليسار