أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالحق طوع - الأبيض/ الأسود














المزيد.....

الأبيض/ الأسود


عبدالحق طوع

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 08:19
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
يحكى والله أعلم أن رجلا أسود البشرة كان يقيم في بلدة إسمها البيضاء .كان الرجل تقي النفس و السلوك محبا للخيروالفضيلة . كان سجين حزن وهم بسبب لون بشرته . كان الرجل يستغفر الله صباح مساء,لأنه يعلم العلم اليقين ,أن الله في خلقه حكيم. المسكين كان يحترق شوقا الى الإجتماع بالناس .الحياة ...أيهاالجمع الكريم الفاقدة لروح الحوار : حياة مليئة بالثقوب,مرتع لنفايات ,هواءهاخنجر ضجروعقرب برودة .
ولأن صاحبنا كان الرجل الوحيد في البلدة من يملك البشرة السوداء...كان لونه محطة تعبه وهمومه.كيف لا وهو يعيش في قر عزلة .ولأن صاحبنا كان الرجل الوحيد في البلدة من يملك البشرة السوداء...كان لونه محطة تعبه وهمومه.
لاعمل له إلا الصلاة والتسول .
ولكي يحضى بالقليل من حق قوته.كان يخالف أمرخالقه.
وهو يعلم ....
يعلم أنه يرتكب فاحشة كبيرة.بتوهيم الناس بقناع أنثى في حداد أبيض .والغريب أن صاحبنا التقي كان يتقن صوتها ومشيتها.وبهذا القناع كان نصيبه اليومي في جيبه.وبصوت العار والقهر يعلل كبيرته :
لضرورات أحكام.
حتى الأطفال من نصفهم نحن الشياطين بالملائكة :إتخدوا من صاحبناالتقي لعبتهم المفضلة, يقضون يومهم بالركض خلف الرجل و القهقهات والحجارة تلاحق خطواته.وحدث مالم يكن في الحسبان , القحط وأعوذ بالله من شر القحط.
نعم أيها الجمع الكريم : ضاقت أرواح الناس هما وغما.....وفي نفوسهم تحركت وإشتعلت نار العصيان على راعيهم السلطان .وفي مثل هذه الحالات يشتد روع السلطان ولا يبرح في الليل والنهارقبة البرلمان :لاحل.
نعم أيها الجمع الكريم إستعان السلطان بمنجميه ومشعوديه ومتملقيه الكذبة .وما أوسع رقعتهم وحضورهم في مثل هذا الغرق الرهيب.
و...وبعد ستة أيام بالعد والتمام , ضربت خطوط الرمال , قرئت لمعان النجوم , وكبد الجيف والفئران .. إمتثلوا أمام حضرة السلطان , طلبوا سلاما ووعدا بالأمان .
تقدم رئيسهم الشيطان والإكبار وقدم التحية لصاحب الأمر والقرار:
ـ مولاي رعاكم الله وأبقاكم ذخرا لهذه الأمة,تقول مولاي الرمال النجوم لاحكم لابحكم الرجل التقي الأسود على السلطان والأنام .
في ليلتها ياسادة وكرام قطع السلطان رؤوس منجميه, رغم الوعد بالسلام والأمان فتركها معلقة خارج البلاط عرضة للغربان.
وكما يقول أهل الحكمة والوعظ :اعقل لسانك قبل الكلام بالأغلال , للجدران أذان .
نعم ياسادة وياكرام شـ....شاع الخبر بين الناس كالنار في الحطب. وفي يوم الجمعة وبعد خطبة دقيقة ومسهبة وحرب ضروس مع حرس وكلاب السلطان ،خلعوه الشجعان وألبسوه الأسمال وتركوه في قلب الصحراء دون خدم نساء طعام وماء وغلمان.وعزموا على وضع الرجل التقي محل السلطان , لعل القحط يزول والأمر يهان.
وحينما طرقوا بابه ولعلها المرة الأولى يعامل بابه بدفء حنان وإحترام . والفرح يلمع كبرق خاطف في
ليلة ظلماء من عينيه قال الرجل تقي النفس والسلوك المحب للخيروالفضيلة :
ـ أحـ.....أحمد الله وأستعين به , إستجاب المولى القريب من عبده المظلوم في حقه صلواتي ودعائي ....
أنـ....أنا الأن مثلكم وأملك لون بشرتكم فهل تقبلون صداقتي؟؟
هاج القوم وماجوا فغمد كبيرهم سنان رمحه في صدرالرجل الأسود/الأبيض .

عبدالحق طوع إسبانيا






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالحق طوع - الأبيض/ الأسود