أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - عبد السلام الهيموت - ورقة حول كتاب -مجموعة مراكش انتفاضة يناير 1984 معركة الشهيدين الدريدي و بلهواري- لصاحبه -حسن أحراث -















المزيد.....

ورقة حول كتاب -مجموعة مراكش انتفاضة يناير 1984 معركة الشهيدين الدريدي و بلهواري- لصاحبه -حسن أحراث -


عبد السلام الهيموت

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:18
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


السجن فضاء للظلمة والرهبة والضيق، فضاء لامتهان الكرامة البشرية.
السجن فضاء تقيمه الأنظمة الاستبدادية لأصوات وانتماءات وآراء وقد ضاقت بها درعا.
لكن السجن هو كذلك ينبوع الإبداع والمقاومة لكل أشكال المسخ البشري، ففي السجن تظهر بشكل مكثف وجلي كل التناقضات الطبقية، وسياسة تكريس مقولة البقاء للأقوى ماديا وعضليا.
السجن جلاد يريد تحويل المعتقل إلى مجرد رقم، إلى شيء ما، إلى كائن فاقد للحركة على التأثير في قضايا شعبه.
يقول أحد السجناء : أنا أكثر حرية منكم في سجني الصغير أيها الطلقاء في سجنكم الكبير، لأن في داخل واحد منكم شرطيا يحسب عليكم حركاتكم وسكناتكم، أما أنا السجين فقد آخيت هذا الشرطي، بل إنه أغفا في داخلي، وما عدت أخافه وهل يخشى المبتل من المطر ؟
إن أقسى السجون هي تلك التي لا جدران لها، وكم من سجين خرج أكثر قوة ( نيلسون مانديلا مثال فقط ).
إن كل منحة تولد من مخاض المحنة، ألا ينبغي لنا أن نشكر الجلادين في إشعال فتيل هذا اللون من الإبداع، لون الإبداع هذا هو أدب السجون.
إن كتاب المناضل " حسن أحرات " " مجموعة مراكش انتفاضة يناير 1984 " يندرج في أدب يعج بالسراديب، وقسوة الأصفاد، والكاشو، والتغذية الاصطناعية بالأسبير .... ، والحرمان من الكتب والجرائد والزيارة المباشر وغيرها.
كتابا يمكن تصنيفه ضمن أدب السجون، مثل " مجنون الأمل " و " تلك الرائحة " للمبدع عبد اللطيف اللعبي، و"كان وأخواتها" و" تجربة الحلم والغبار " لعبد القادر الشاوي، " نجمة أغسطس " لصنع " الله إبراهيم " وروايتي " عبد الرحمن منيف " " شرق المتوسط " و " الآن هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى " ....
ملامح من الكتاب :
1- سياق الكتاب :
تميزت المرحلة 1984 بأزمة النظام الاقتصادية والمالية والاجتماعية وحتى الثقافية في عنوانها الكبير مايسمى التقويم الهيكلي، فالمديونية الخارجية تجاوزت 15 مليار دولار، وعجز الميزان التجاري وصل 11 مليار دولار، كما اتسمت المرحلة بتجميد ما سمي آنذاك بمشاريع الخطة الخمسية، وانطلاق مسلسل التفويت لمرافق القطاع الخاص، والإجهاز على الخدمات الأساسية للشعب المغربي في التعليم والصحة والشغل بما يعنيه من تقليص الاعتمادات المخصصة لهذه القطاعات الحيوية، وكذا حذف مناصب الشغل في القطاع العمومي وشبه العمومي، والتسريح الجماعي للعمال وإغلاق المعامل و بلترة الفلاحين وتشريدهم، وطرد الآلاف من الطلبة والتلاميذ، وإثقال كاهل الجماهيرالشعبية بالضرائب المباشرة وغير المباشرة والزيادة في أسعار المواد الأساسية، في ظل هذا الوضع التي تواطأت فيه كذلك مجموعة من القوى السياسية خرجت الجماهير الشعبية في انتفاضة شعبية عارمة في مجموعة من المدن ( تقول إحدى افتتاحية مجلة إلى الأمام ).
2- جغرافية الانتفاضة.
الناظور، تطوان، الحسيمة، مراكش، القصر الكبير.
3- نتائج الانتفاضة :
محاكمة حوالي 2000 مواطن، وصلت المؤبد والإعدام، الاستشهاد طال 400 فردا حسب جريدة إسبانية « Elperiodico Catalonya ».
أما المصادر الرسمية لم تتجاوز هذه الخسائر البشرية 40 فردا، كما تعتبر التقارير الاستخبارية والرسمية مجرد مؤامرات خارجية للتشويش على القمة الإسلامية وجدت من ينفذها من التلاميذ المحامين و"الأوباش" بشمال المغرب ...
ففي الناظور قدم رئيس المجلس الإقليمي " المنصوري بنعلي " للملك الراحل تقريرا يفيد أن المحتجين والمتظاهرين بالناظور قد أحرقوا العلم المغربي، ويرفعون شعارات انفصالية ... هذه المدينة والمنطقة ككل التي قفز ت عليها قفز الكرام " هيئة الإنصاف والمصالحة " والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان .
إن منطقة الريف التي عرفت الإبادة الجماعية وحرب الغازات السامة، و" مقبرة تويمة " لم تستطع هيئة الإنصاف والمصالحة حتى فتح الملف إلى حد الآن، إن استحضار هذه المنطقة وما تعرضت له من فضاعات اقتصادية وسياسية وحقوقية لنقيس فقط خواء المقاربات التنموية والطي النهائي لصفحة الماضي...
فـي خـضم هـذا التمـلمل السياسـي والجمعـوي، وفـي قـلب أحـداث 1984 سـتبرز " مجموعة مراكش " مجموعة من المناضلين الشباب، قابضون على الجمر، 43 معتقلا يحلمون بأفق لا غبار فيه ولا عليه، ينتمون إلى فصيل الطلبة القاعديين، إلى الأمام، 23 مارس، لنخدم الشعب، رفاق الشهداء.
4- التهمة أو التهم :
المؤامرة الغاية منها قلب النظام.
المس بشخص الملك.
الانتماء إلى منظمات غير مشروعة.
1- الجلادون المباشرون للمجموعة.
السبتي، الخليلي، زرقيط، الزاهدي، قدوري اليوسفي، العود، البشيري، الكومندار عبد الله، الكومندار عبد الله الوحيدي مدير سجن لعلو آنذاك....
- 6 الجلادون غير المباشرين ( الجلادون المعنويون ).
القضاء.
بعض الأطباء خاصة أثناء الإشراف على إضراب المجموعة عن المهام.
صمت الأحزاب والنقابات والجمعيات ( وهنا وجب استثناء جريدة أنوال لسان منظمة العمل الديمقراطي الشعبي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان(.
- 7فضاءات التعذيب والاعتقال.
سجن مراكش، سجن الصويرة، سجن أسفي، وذاكرة التعذيب المؤلمة وعار على جبين الإنسانية المتشدقة يقيم الحضارة والتحديث وادعاءات الديمقراطية السخيفة إنه درب مولاي علي الشريف....
-8الحكم : نطق بالحكم 25 ماي 1984، تراوحت الأحكام بين سنة و 15 سنة لـ 4 معتقلين ضمنهم صاحب الكتاب " حسن أحرات " .
إنها مجموعة الشهيدين الدريدي وبلهواري رمزين في التضحية والبطولة والاستماثة في الدفاع عن هوية المعتقلين السياسية والنضال من أجل كرامة الإنسان.
أتى اعتقال المجموعة في سياق حرص النظام إلى اعتبار الانتفاضة مجرد شغب وفوضى وسرقة ... إذ حاول إعطاء لهذه الاعتقالات طابع الحق العام، وفي نفس السياق تندرج تصريحات وزارة العدل آنذاك التي تتهم فيه وزارة العدل هؤلاء المعتقلين بالسرقة والقتل والجرح في حين أن التصريح الحكومي لنفس الحكومة يقر بعدم تسجيل لا سرقة ولا قتل ...
إنها محاكمة سياسية كان للقاضي فيها دور " الكومبارس " وللجلاد شحنة في تفريغ كل إحباطاته المرضية داخل سراديب ازدهر فيها التعذيب، جرائم ليست ككل الجرائم تهدف يائسة إطفاء شعلة النضال المتقدة، جرائم حاولت يائسة ممارسة الإخصاء على مجموعة حتى تصبح كائنات سلبية طيعة، إنه سياق الهمجية الممنهجة الهادفة إلى نزع كل طابع سياسي أو نضالي عن هؤلاء المعتقلين.
انطلق إضراب المجموعة في شخص 10 معتقلين في قلب صيف 1984، إضرابات لا محدودة عن الطعام مطالبها : الحق في الزيارة المباشرة، الحق في القراءة ومتابعة الدراسة... كان الرد دائما هو التشتيت ومحاولة النيل من عزيمة العائلات، وزرع البلبلة وسط المضربين.
استمر الإضراب البطولي حتى سقط الشهيد الدريدي سجن الصويرة 28 عشت 1984 بعد ة أسابيع من الإضراب عن سن 19 سنة، في اليوم الثاني سقط مصطفى بلهواري شهيدا كذلك 29 غشت 1984، يوما واحد بين استشهاد الشهيدين دفاعا عن الحق في الانتماء والتعبير والرأي والكرامة الإنسانية كما لا يجب أن ننسى استشهاد عبد الرحيم المسكيني بسجن بني علال " ، وداخل هذا الإضراب البطولي الذي صاحبه صمت الداخل المنشغل بالانتخابات وترديد ترانيم الولاء والطاعة.
صمت قاتل كان ضمن عوامل أخرى جعلت الأحزاب لاحقا مجرد هياكل أو أجهزة إدارية لتبادل المصالح والغنائم والحروب الطاحنة على المواقع الأمامية.
بعد سقوط الشهيدين الدريدي وبلهواري، توقف الإضراب بعد 62 يوما، ليستمر بعد التأكد من حوارات فارغة وكافرة بحقوق الإنسان المغربي كان داخل السجن أو خارجه.
6 سنوات من الإضرابـات عانت خلالها العائلات الكثير، 6 سنوات من الأصفاد و التقيؤ والتـغذية الاصطناعية ... 6 سـنوات خلفت شهداء، وعاهات مستديمة، وعطالة بعد مرحلة الاعتقال طبعا إثر عفو صدر في 16 غشت 1991 وكان قد شمل 40 معتقلا.
فلنتذكر أن المعتقل البيقاري عبد الكريم مناضل من هذه المجموعة يعاني مرضا عقليا أدى به إلى التشرد في شوارع البيضاء.
كذلك قدور لحبيب يعاني نفس المرض والتشرد بنواحي أكادير.
فلنتذكر أن العلمي بوطي حسن وهو من مجموعة ولعلو يعيش شللا خلال إضراب خاضته مجموعة ولعلو التي تتكون من عبد الإله بن عبد السلام نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حاليا، حسن علمي بوطي، عبد الفتاح بوقرو، عبد الغني قباج، عمر الضحلي، محمد عباد، نور الدين الأثير والتحق بهم عبد الحق شباطة الذي استشهد 19/08/1989، وبفعل هذا الإضراب الذي ابتدأ 17 يونيو 1989 الذي استشهد فيه ع الحق شباطة ومن نتائجه فقد الذاكرة كل من بوقرو وعلمي بوطي حسن، هذا فضلا عن العاهات الصامتة عند كل المعتقلين السياسيين.

9- المتضامنون :
كان للعائلات دور كبير ليس في دعم فلذات أكبادهم، ورفع معنوياتهم، وتأمين حاجياتهم في التغذية والملبس وغيرها -" وكما قيل السجين الحقيقي هو أسرة السجين "- دور فقري في بلورة حركة حقوقية مناضلة التي عملت على فضح الخروقات والانتهاكات الجسيمة وطنيا ودوليا وعلى رأس هذه العائلات " الأم أم الشهيد الدريدي، أم جميع المعتقلين والمعتقلات، أم جميع من يناضل من أجل مجتمع العدالة والكرامة والحرية، الأم التي ماتت واقفة كالشجرة إثر نزيف دموي حاد 07/03/1990
إلى جانب العائلات، طبعا الطلبة، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والعصبة المغربية لحقوق الإنسان، ومجلة إلى الأمام، وجريدة أنوال، وفعاليات أخرى من فرنسا وبلجيكا وهولند، ومنظمة العفو الدولية، وجمعية ضحايا القمع بالمنفى، وكذا تعاطف بعض أفراد البوليس العلني،ممرضات ،أطباء ،شخصيات نمودج "حكيمة حميش"، ومنظمة أرمن Ermene الألمانية. مجموعة 77 بالسجن المركزي، مجموعة ولعلو بالرباط ، جرائد Le monde....
تلك هي التضحيات التي قدمتها مجموعة من المناضلين بأرواحها، وبذاكرتها، بصحتها وأعصابها... للمساهمة في مجتمع العدل والمساواة، تضحيات عنيدة ومكابرة أمام جلاد لم يولد من الجدار، ولم يهبط من ااسماء، نحن الذين خلقناه كما خلق الإنسان القديم آلهته، يقول "عبد الرحمن منيف".
فالجلاد إذن هو الجلاد مهما اختلف لونه وإسمه ومبرراته أما الضحية فهي واحدة إنسانية الإنسان وكرامته وحريته.

ملحوظة.
قدمت هده الورقة في إطار النشاط الإشعاعي تخليدا للدكرى 28
لتأسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

* رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع تازة



#عبد_السلام_الهيموت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير عن وقفة ضد الغلاء بالمغرب


المزيد.....




- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - عبد السلام الهيموت - ورقة حول كتاب -مجموعة مراكش انتفاضة يناير 1984 معركة الشهيدين الدريدي و بلهواري- لصاحبه -حسن أحراث -