أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد شامي - نحو معارضة وطنية شريفة لإنقاذ سورية من نار النظام ونار دعاة المعارضة















المزيد.....

نحو معارضة وطنية شريفة لإنقاذ سورية من نار النظام ونار دعاة المعارضة


زياد شامي

الحوار المتمدن-العدد: 1992 - 2007 / 7 / 30 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تواجه المعارضة الوطنية السورية معضلة حقيقية لوقوعها بين نارين: نار النظام المافيوزي لبشار الأسد وطغمته الفاسدة من جهة، ونار المعارضة اللاوطنية المرتبطة بشكل وقح بالمخابرات الأمريكية وأنظمة القمع العربية الرجعية وشخوصها من جهة أخرى.
إن المعارضة اللاوطنية بحقدها وعماها تتردى يوما بعد يوم في هاوية عدم التفريق بين النظام والوطن فلا عجب أنها تفرح بما حدث في مدرسة المشاة بحلب أمس الأول وأودى بحياة عشرات الجنود السوريين، وهي التي أخذت تستنجد بكل وقاحة بإدارة بوش لتخليصها من النظام الحاكم والحلول محله، بل وذهب العميل فريد الغادري إلى أبعد من ذلك باستخدامه سلاح الطائفية القذر مطالباً العلويين بترك المدن السورية والعودة لمسقط رأسهم في الجبال (حسب تعبيره) معطيا إياهم مهلة زمنية وإلا فإنهم سيكونون مسؤولين عما سيحصل لهم وتبياناً لوجهه الحقيقي ختمها بزيارة الكيان الصهيوني بدعوة من اليمين المتطرف ليخطب أمام لجنة الخارجية بالكنيست الإسرائيلي مطالباً بعدم التفاوض مع النظام السوري وعدم إرجاع هضبة الجولان المحتلة مادام هذا النظام قائماً... لقد نال هذا الغادري ما استحقه من قبل النواب العرب في الكنيست من احتقار ووصف له بالرخص والعمالة.
وجاء بعد الغادري أيضاً مليونير سوري جديد يعيش في الخارج بعد أن جمع ثروته من لقمة عيش الشعب السوري وبتواطؤ ومشاركة مافيا النظام، وهو السيد أكثم بركات، ليوضح في تصريحه لصحيفة أقصى اليمين الصهيوني (قدس واحدة، التابعة لحزب ناتان شارانسكي: إسرائيل بيتنا) أن النظام السوري الذي يمتلك أسلحة دمار شامل: بيولوجية وغيرها يشكل خطراً أيضاً على المواطن الإسرائيلي (هذا بعد أن أفصح عن أن لديه ـ أي للسيد بركات ـ مكتباً في تل أبيب).

والغريب في ما يحصل أنه بموازاة الهرولة نحو إرضاء الإسرائيليين وتقديم النصح لهم من قبل من ذكرناهم أعلاه من المعارضة اللاوطنية ومثلهم النائب السابق لرئيس الجمهورية العربية السورية السيد عبد الحليم خدام، كما سيأتي لاحقاً أن تخطو الأمور خطوة أخرى باتجاه مهاجمة من يحرص على الوطن، فلم يعد المعارض والمفكر الوطني السوري المعروف برهان غليون ـ الذي كان أول من هاجم النظام وفضح طغيانه مطالباً بالديمقراطية ـ في مأمن من الهجوم عليه لمجرد تذكيره المعارضة السورية بشكل عام أنه من الخطأ التعويل على المحكمة الدولية لإسقاط النظام أو الاعتماد على القوى الأجنبية إذ سيحدث لسورية ما حدث للعراق الشقيق من مآسي يذهب ضحيتها المواطن السوري قبل النظام.

لقد وصل الغباء ببعض أطراف المعارضة ـ التي أصبحت جزءاً من حركة 14 آذار اللبنانية التي يقودها سعد الحريري ـ إلى الاعتقاد بأن المحكمة الدولية قادرة على إسقاط النظام أو أن إدارة الرئيس الأمريكي بوش ستقوم بغزو سورية لتحملهم إلى كراسي الحكم في دمشق كما حملت رموز المعارضة العراقية الخائنة إلى بغداد، وهذا ما تنضح به خطواتهم مثل تصريحاتهم التي ترى أن الطريق لكرسي الحكم في دمشق يمر عبر بوابة مراضاة الأمريكيين وتقديم التنازلات للإسرائيليين. وهنا لابد من التوقف عند تصريح السيد عبد الحليم خدام الذي كان وزيراً للخارجية ونائبا لرئيس الجمهورية في عهد حافظ الأسد ثم في عهد ابنه لغاية مغادرته الوطن، والذي يتحمل قسطا من كل جرائم النظام السوري المافيوزي بحق الوطن والمواطنين من قتل وسجن وتعذيب ونهب لخيرات الوطن والتواطؤ مع الدول العربية الرجعية ومع الولايات المتحدة الأمريكية ومخابراتها السيئة الذكر، وكذلك بتصريحاته الأشهر في وأد ربيع دمشق، في عهد بشار الأسد، حين اتهم المعارضة الفتية بجزأرة سورية وبأن مشروعها هو مشروع انقلاب (كما وضّح المعارض الوطني رياض سيف). بعبارة مختصرة، لا يوجد معارض وطني سوري، في الداخل كان أم في الخارج، إلا ويعرف تاريخ هذا الرجل ومشاركته في كل الجرائم والتستر عليها والاستفادة من مزايا السلطة في الداخل والتعامل مع الخارج لمصلحة أولاده ليصبحوا من أصحاب الملايين كغيرهم من أولاد رجالات السلطة وحواشيها. ولكن المشكلة الكبرى برزت حين استطاع السيد عبد الحليم خدام أن يوهم قيادة الإخوان المسلمين في الخارج بأنه قادر على تغيير النظام السوري وتفكيك مفاصله ـ حسب تعبيره ـ لأنه أحد أركانه وأن له جماعته ومناصروه في الحزب والجيش، مبشراً بعودته لسورية لينشر الديمقراطية ويعيد الكرامة وحقوق المواطن وهو الذي ساهم في ذبح الديمقراطية وإهانة المواطنين. لقد كذب عبد الحليم خدام على نفسه فصدق بأنه قادر وخدع الإخوان المسلمين فصدقه بعضهم وساروا معه ليشكلوا (جبهة الخلاص الوطني) .

إن خروج عبد الحليم خدام من سورية ليعيش في قصره الباريسي متنعماً بما سرقه وبالمساعدات التي يغدقها عليه سعد الحريري وسواه ما كان ليسبب إضعاف المعارضة الوطنية الشريفة لولا إعطاء السيد البيانوي لخدام صك براءة عن كل جرائمه واعتباره مواطناً شريفاً عاد إلى صفوف الشعب حسب تعبيره وتحالف معه ليسدد بذلك ضربة لا يمكن إنكارها لجبهة "إعلان دمشق" التي أُعلنت قبل خروج خدام من سورية والتي أعلن الإخوان المسلمون انضمامهم إليها ليحظى برنامجها، وخاصة بعد التعديلات التي أدخلت عليه، محل إجماع أطراف واسعة من المعارضة الوطنية التي أخذت بالتحرك رغم صعوبة الظروف ووحشية النظام.

إن تشكيل خدام لجبهة الخلاص مع الإخوان وعدم مبادرة قيادة إعلان دمشق لطرد الإخوان، إن لم ينسحبوا من تحالفهم معه، أوهن إعلان دمشق وأربك قيادته وجعل الكثير من مناصريه يتساءلون بحيرة عن سبب عدم اتخاذ موقف واضح من الإخوان، وشك الكثيرون أن هناك طرفاً ما في إعلان دمشق لا يريد ذلك وبالتالي يتناغم سراً مع جبهة خدام البيانوني مما أفسح المجال لجبهة الخلاص وخاصة لعبد الحليم خدام لاتخاذ خطوات ومواقف لا يمكن وصفها بالوطنية، وخاصة تصريح عبد الحليم خدام لوكالة آكي الإيطالية الذي وزعه موقعه الالكتروني (سورية الحرة) يدعونا لمناقشته وإلقاء الضوء عليه واتخاذ موقف وطني منه. فقد ورد في تصريحه، كما نقل موقعه، ما يلي:

(وعن إمكانية تحقيق السلام بين سورية وإسرائيل قال النائب السابق للرئيس السوري: "إن ما يتشدق به بشار مجرد محاولة يائسة للتعمية والتستر على الاتصالات الخلفية التي يجريها" ولاحظ خدام أن: "بشار يوجه عملياً رسالة لبعض التيارات السياسية في الساحة العربية مفادها أن المفاوض السري إبراهيم سليمان (الطبيب الأمريكي السوري الذي زار إسرائيل بهدف إجراء مفاوضات سرية) مجرد أكذوبة وأنه متمسك بالثوابت". وأكد خدام أن "نظام دمشق في الحقيقة غير جاد بل غير قادر على تحقيق السلام لأن أي نظام فردي كذلك القائم في دمشق لا يمكن أن ينتج سوى سلاماً هشاً ضعيف الأركان").

إن كلام خدام هذا واضح تماماً، فبرأيه أن بشار الأسد يناور وأنه لا يريد السلام مع إسرائيل وحتى ولو وقع السلام مع إسرائيل فإنه "سيكون سلاماً هشاً ضعيف الأركان."

ولكن الخطورة تكمن فيما يقوله السيد خدام بعد ذلك في تصريحه المذكور حين يضيف: (وأضاف " بشار عاجز عن تقديم ما يريده الإسرائيليون وهذا ما يجعل من المستحيل على أولمرت وأي رئيس وزراء إسرائيلي آخر أن يقدم على السلام مع النظام."

إن هذا الكلام واضح تماماً، فبحسب رأي السيد خدام لا أولمرت زلاسواه سيقدم على السلام مع النظام لأن بشار عاجز عن تقديم ما يريدونه من تنازلات. ولذلك لابد من وجود نظام حكم قوي في دمشق يستطيع أن يقدم ما يريده الإسرائيليون وهذا النظام القوي لن يكون إلا بإزاحة النظام الحالي وإحلال جبهة الخلاص محله وتسليم السيد خدام رئاسة الجمهورية العربية السورية فهو قوي ويستطيع مع حلفائه المتعاونين مع الإدارة الأمريكية أن يقدم التنازلات لتحقيق هذا السلام.

ولذلك لاغرابة أنه، وقبل هذا التصريح، اجتمع ممثلو هذه الجبهة مع أركان الإدارة الأمريكية ومخابراتها وتم إنشاء مكتب اتصال خاص لها في واشنطن ترأسه ضابطة مخابرات أمريكية معروفة ذات تاريخ أسود في التآمر على الشعوب (إليزابث ماكيون).

يبدو أن زمن المقايضة على تراب الوطن قد حان للبعض وأصبح واضحاً للجميع، وهذا ما يدعو إعلان دمشق، إذا كان يريد أن يستمر، إلى اتخاذ موقف واضح من التصريح المذكور ومن جبهة الخلاص. إلا أن الأهم وأمام تبعثر المعارضة الوطنية الشريفة، والعوامل الذاتية والموضوعية التي تعيقها، أن يسعى كل مواطن سوري شريف إلى البحث عن مخرج لإنقاذ الوطن وترابه ممن يريد بيعه في سوق التنازلات التي يتبارى للفوز بصفقة البيع فيها كل من النظام المافيوزي لبشار الأسد ودعاة المعارضة على حساب الوطن والمواطنن، فزمرة بشار الأسد وديكتاتوريته البشعة وسلطته المكونة بالاشتراك مع عصابة المافيا التي شكلتها من كل الطوائف في سورية مستعدة لتضحي بالوطن والمواطنين في سبيل الحفاظ على مكاسبها، والمعارضة السورية اللا وطنية لا مانع لديها في سبيل الوصول للسلطة أن تفعل كل ما تستطيع حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن والمواطن بما في ذلك أن تتعاون مع القوى الأجنبية وخاصة إدارة بوش لإسقاط النظام وتلبية ما تريده السلطة الإسرائيلية لتحقيق السلام معها، وهذا ما يستدعي من المعارضة الشريفة عرقلة هذا التوجه والدعوة لاتخاذ مبادرة لجمع صفوف المعارضة الوطنية المشتتة للوقوف أمام ظاهرة المتاجرة بالوطن والمواطن في سوق نخاسة المتاجرين والطامعين. إن مشهد ملايين اللاجئين من إخواننا العراقيين في سورية والأردن، والذي هو ليس إلا أحد نتائج التعامل مع القوى الاستعمارية، يجعل كل مواطن شريف يفكر بمستقبل هذا الوطن ومصالحه العليا. سوف لا يرحم التاريخ المترددين باتخاذ مبادرة جمع صفوف كل الوطنيين الشرفاء لإنقاذ هذا الوطن وتحمل تبعات الدفاع عنه أمام جرائم النظام الغاشم في الداخل ومؤامرات القوى الأجنبية وأتباعها في الخارج والداخل. إن التواطؤ مع إدارة بوش والمملكة السعودية ليس مخرجاً لإنقاذ سورية من مأزقها الحالي. بل إن ذلك يصب في مصلحة النظام وأجهزة إعلامه المضللة بإلصاق تهمة العمالة بكل أطياف المعارضة السورية. وهذا ما يدعو أكثر من أي وقت مضى لإيضاح معالم التغيير الوطني الديمقراطي في الداخل والابتعاد عن سياسة الهيمنة والتبعية في الخارج.



#زياد_شامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السيد عبد الحليم خدام


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد شامي - نحو معارضة وطنية شريفة لإنقاذ سورية من نار النظام ونار دعاة المعارضة