أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نايف ابو عيشه - عن أي حوار يتحدثون ؟؟؟















المزيد.....

عن أي حوار يتحدثون ؟؟؟


نايف ابو عيشه

الحوار المتمدن-العدد: 1992 - 2007 / 7 / 30 - 12:26
المحور: كتابات ساخرة
    


" نريد الحوار ... ولكن لن نستجديه " !!! ... انه التصريح الاخير الذي اعلنه اسماعيل هنيه بعد شهر على الانقلاب العسكري الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزه ، واستولت خلاله على المؤسسات الرسمية والشرعية للسلطة ، وطال ايضاً كافة المؤسسات والهيئات التي تخص جماهير الشعب الفلسطيني كله . ذلك الانقلاب القى بظلاله القاتمة ونتائجه الخطيرة على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لاكثر من مليون ونصف فلسطيني ، كما اضر كثيراً بالقضية الوطنية والتاريخ النضالي لشعبنا الفلسطيني وثورته وقواه الوطنية الفاعلة ، التي قدمت التضحيات الجسيمة من شهداء وجرحى واسرى ومبعدين ، لتنزع اعترافاً عربياً ودولياً بها ، واصبحت م ت ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، بعيدا عن أية اهمية او وصاية او تدخل من اي طرف كان .
ان ما قامت به حماس ، في منتصف حزيران الماضي ، جاء ليشكل سابقة خطيرة في العلاقات الفلسطينية الداخلية ، وتدميراً لكل القواسم الوطنية المشتركة ، التي ظلت تحكم العلاقة النضالية بين فصائل العمل الوطني على مدى اكثر من اربعة عقود من الزمن ، وتجاوزاً لكل الخطوط الحمراء التي تحرم الاقتتال الفلسطيني الداخلي . كل هذا حدث بسرعة مذهلة ، وجماهير شعبنا تستذكر تداعيات حرب حزيران في العام 1967 ، وما نتج عنها من احتلال ما تبقى من فلسطين ( الضفة الغربية وغزه ) واراضي عربية اخرى . وجاء الانقلاب العسكري هذه المرة ليعمق الشعور بالمرارة والالم ، لان نكسة حزيران 2007 جاءت على ايدي حركة حماس ، التي رفعت شعار الاصلاح والتغيير ، عندما خاضت الانتخابات التشريعية الاخيرة . وبين عشية وضحاها تم استبداله بشعارات ، القتل ، النهب ، الحرق والتدمير ، لكل ما يمت للوطن والقضية بصلة ، ولم يقتصر ذلك على رموز من فتح حيث تحاول تبرير عدوانها لفسادهم واخطائهم ، وانما امتد ليشمل كل ما تقع عليه اياديهم ، بما في ذك تمثال الجندي المجهول ، ولم تسلم المستشفيات ، والنوادي ، والنقابات المهنية من اعتداءاتهم ، الامر الذي لا يدع مجالاً للشك ، ان حركة حماس ، لم تهدف بخطواتها تلك لمحاربة " رموز الفساد في السلطة " كما تدعي ، وانما للسيطرة المطلقة على قطاع غزه ، وفرض الامر الواقع بقوة الحديد والنار بواسطة قواها التنفيذية المسلحة بكل انواع الاسحلة مستغلة بذلك الانفصال الجغرافي عن الضفة الغربية أولاً ، ومستفيدة أيضاً من عنصر المفاجأه ، والتخطيط المسبق للانقلاب ، الذي جرى تنفيذه في نفس الوقت تقريباً بكل مدن وقرى ومخيمات القطاع المحاصر ، وعدم جاهزية مؤسسات السلطة ومقراتها لمواجهة هذا الانقلاب ، الذي ربما لم يحسبوا له حساب .
لقد مضى اكثر من شهر على الانقلاب الذي احدث تغييرات كثيرة على الارض ، فقد اعلنت حماس عن موافقتها على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة شخصية مستقلة ، وتحدثوا كثيراً عما هو شرعي وقانوني ودستوري ، وغير ذلك ، واخر هذه التصريحات " انهم يريدون الحوار ، ولكن لا يستجدوه " !! هناك قول مصري " اسمع كلامك اصدقك ، اشوف امورك استعجب "!! وهذا القول ينطبق تماماً على ما يصرحون به ، وما يفعلونه في غزه ، التي يتصرفون ازاءها كرهينة مختطفة ، مثل "آلن جونستون" . ان التصريحات التي صدرت وما زالت تصدر بين الحين والاخر عن قيادة حركة حماس من دمشق وغزه انما تدل على التخبط في المواقف السياسية لهذه الحركة وتعبر ايضاً عن المأزق الذي وجدت نفسها فيه ، بعد ان قفزت بخطوة بهلوانية الى الشجرة العالية ظناً منها ان هذه الخطوة ستمكنها من جني ثمار الانقلاب بتأييد جماهيري واعتراف اقليمي ودولي بها ، وعلى الرغم أن " حساب السرايا ، لم يأت على حساب القرايا " الا انها ما زالت تكابر وترفض باصرار ان تنزل عن الشجرة العالية ، بل تواصل نهجها وسياستها الانقلابية والسيطرة والاعتداء على المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات والمجالس البلدية والنوادي واخرها استبدال النيابة العامة ب " مجلس قضاء شرعي " !! والحبل عالجرار ...!! ترى عن اي حوار تتحدث حركة حماس ؟ ومع من هذا الحوار سيكون ؟!! ووفقاً لاية شروط ومعايير ؟!! وما هي الضمانة لنجاح هذا الحوار للوصول الى اتفاق لا يكون هشاً قابلاً للكسر امام اي اختلاف بسيط ؟ ان اي حديث عن حوار ، وهنا تجدر الاشارة ان حماس ، لم تحدد كونه حواراً وطنياً شاملاً بعد الذي فعلته في غزه ، ينبغي حتماً وبالضرورة الا يكون ثنائياً مع فتح لاعادة اقتسام الاجهزة الامنية وغيرها بين الحركتين ، وتقديم بعض التنازلات من هذا الطرف او ذاك للاخر " وعفى الله عما مضى ، وعظم الله اجركم " ، فيمن قضى شهيداً او جريحاً أو سيعيش ما بقي من حياته بعاهة دائمة ، ويتم تبادل القبلات الزائفة والاعلان عن اتفاق وقف النار بين الفريقين ، وربما هذه المرة في السودان او موريتانيا !!!
لقد اثبتت التجربة خلال السنتين الماضيتين ، ان التقاسم الثنائي والحوار الثنائي بين الحركتين ، هو الذي عمق ازمة الانقسام وادى الى ان تصل الامور الى ما وصلت اليه . لذا فان هذا الحوار يجب وبالضرورة ان يكون وطنياً وشاملاً ، لكل فصائل م ت ف وفصائل العمل الوطني الاخرى المنضوية في مؤسساتها ، مجلس وطني ، مجلس مركزي ، لجنة تنفيذية لتقول كلمتها ، لان هذا الحوار حتى يكتب له النجاح وتكتب الحياة لاي اتفاق وطني ، لا بد ان يخضع للحاضنة السياسية الوطنية التي هي م ت ف ومؤسساتها ، لانها ما زالت وستبقى الارضية الصلبة للتوافق بين الاطراف على برنامج سياسي مشترك يحكم آلية عملها ، وكذلك الية وعمل السلطة الوطنية ومؤسساتها ايضاً . فان كانت حماس تهدف من وراء دعوتها للحوار الى حل ثنائي مع حركة فتح ، انطلاقاً من الوقائع المفروضة على أرض غزه ، فان دعوتها تلك لن تكون الا صرخة في واد لن يستجيب لها احد ، واذا كان هذا الحوار ، ثنائي مع فتح فانه محكوم عليه بالانهيار والفشل سلفاً ، مثل سابقيه ، والذي كان آخرها في مكه ، وللاسف فان حماس تدعو للحوار ، وتدعو لتشكيل حكومة وحدة برئاسة شخصية مستقلة !! الا انها ما زالت تحت تأثير نشوة انتصارها المزعوم ، في معركة التحرير الثاني لغزه " او معركة فتح غزه " على غرار " فتح مكه " وما زالت قوتها التنفيذية تواصل الاعتداءات دون رادع من احد ، بل وتصم آذانها عن كل الدعوات التي وجهت اليها من مختلف القوى والفصائل الفلسطينية بضرورة التراجع عن انقلابها العسكري واعادة المؤسسات التي سيطرت عليها للسلطة الفلسطينية الشرعية !! مرة اخرى ، اي حوار هذا الذي يتحدثون عنه ؟ وما هي الاسس التي سيقوم عليها ؟ ومع من سيكون الحوار ؟ وهل يريدون الحوار على الرغم من كل ما قامت وتقوم به القوة التنفيذية من اعتداء وتخويف ونهب واستلاب للغنائم وربما اخذ السبايا ؟!!
للاسف نقول ان حماس ، لم تدرك الابعاد والتداعيات التي قد تترتب على انقلابها العسكري ، والمتمثلة في مزيد من الحصار والتجويع والمعاناة لاكثر من 1.5 مليون فلسطيني لا ينفع معهم خطبة عقبة بن نافع " البحر من ورائكم والعدو امامكم ، فليس لكم الا الصبر ، وما تستخلصونه بسيوفكم " فاسرائيل تحاصر غزه من كل جانب ، اذا استثنينا معبر رفح مع الحدود المصرية ، والذي وصل العالقين فيه لاكثر من عشرة آلاف شخص بسبب الانقلاب المذكور ، ويواجهون مصيراً مجهولاً وظروفاً مأساوية اودت بحياة البعض منهم ، كما تشدد حصارها العسكري مصحوباً باجتياحات متواصلة واعتقالات واغتيالات في المدن والقرى الشمالية والشرقية للقطاع المختطف .
ان ما قامت به حركة حماس ، ليس اخطاء فردية كما صرح بذلك خالد مشعل ولكنه انقلاب عسكري متقن التخطيط ومعد له سلفاً ، والا ما كان ليتم بهذه السرعة ، ويحكمون به السيطرة على كافة المؤسسات والاجهزة في زمن قياسي .
فاذا كانت حماس تريد الحوار الوطني ورأب الصدع في الساحة الفلسطينية ، واعادة اللحمة الى الصف الوطني ومعالجة هذا الانعطاف الخطير في تاريخ شعبنا وقضيته الوطنية ومسيرته الكفاحية ، بما يمكنه من مواصلة نضاله لتحقيق اهدافه بالحرية والاستقلال ، وتقرير المصير والعودة ، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس ،لا بد لها ان تعلن عن تراجعها عن سياسة الانقلاب العسكري الذي قامت به ضد مؤسسات السلطة الوطنية ،وان تتخلى عن هذه المؤسسات وتعيدها الى ما كانت عليه قبل الانقلاب المذكور ، وفي ذات الوقت لا بد لها ان تعلن قبولها لقرار الرئيس المنتخب ( ابو مازن ) الذي قضى باقالة الحكومة الحادية عشر برئاسة اسماعيل هنيه ، ولا بد ان تعتذر حركة حماس للشعب الفلسطيني وم ت ف ولكل القوى الوطنية الفاعلة عن انقلابها العسكري وخطوتها الاحادية التي نتج عنها سيطرتها على قطاع غزه ، كما عليها ان تعلن تحمل مسؤولياتها التاريخة والوطنية عما حدث ، وان تلتزم بكل الاستحقاقات القانونية والمادية المترتبة على ذلك من ناحية اخرى ، ولا بد لها ان تعترف رسمياً ب م ت ف ومؤسساتها الوطنية وبالسلطة الفلسطينية ، انها الجهة الرسمية والشرعية المخولة باتخاذ القرارات وفقاً للحوار والتوافق الوطني ووفقاً للقانون واللوائح الدستورية التي تحكم عملها ، وذلك بان يكون حواراً وطنياً مع فصائل م ت ف ومؤسساتها والالتزام بأي برنامج سياسي وطني يتم الاتفاق عليه ، وفق هذا الحوار .
اخيراً لا بد من القول ، ان عدم تجاوب حماس مع كل الدعوات والمواقف الفلسطينية التي تطالبها بالتراجع عن انقلابها الدموي ، واعادة كافة المؤسسات الى السلطة الشرعية برئاسة أبو مازن واستعدادها للحوار الوطني على الاسس السابقة ، فلا بد اذن من اجراء الانتخابات الشريعية ليقول الشعب كلمته على الرغم من تهديدات الزهار ، انه وحركته سيفشلها .

نايف ابو عيشه
دائرة شؤون الدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان



#نايف_ابو_عيشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان
- ترام الإسكندرية و-أوتوبيس- القاهرة..كيف يستكشف فنان الجمال ا ...
- تردد قناة بطوط كيدز Batoot Kids 2024 بجودة HD وتابع أجدد الأ ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 32 على قصة عشق باللغة العربية.. موت روي ...
- اخيرا HD.. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 ( مترجمة للعرب ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر قناة الفجر الج ...
- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...
- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان
- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نايف ابو عيشه - عن أي حوار يتحدثون ؟؟؟