أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ملازادة - دارفورعلی مذبح الولايات المتحدة الافريقية















المزيد.....

دارفورعلی مذبح الولايات المتحدة الافريقية


ابراهيم ملازادة

الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من البديهی أن فكرة الفدرالية، أو الانظمة الجديدة في الإدارة اللامركزية لم تسبق النهضة الاوروبية، فعندما نضجت العقلية الأدارية، بل وأصبحت الإدارة واحدة من أهم العلوم التي تعتمد عليه في العالم المتحضر اليوم إلی جانب الفكر الديموقراطي وتطبيقاته المختلفة، كان الاوروبيون قد خطو خطوات جيدة في الانفتاح نحو بعضهم البعض وكذالك نحو الآخرين.
فالديمقراطية كنظام وثقافة وممارسة سبقت هذه التنظيمات الادارية التي بالنتيجة تنظم وتؤسس لمناخ ملاءم لكی تنمو فيه الفكر الديمقراطي والممارسة الديمقراطية.

افريقيا اليوم خليط من الانظمة المختلفة، قلما نجد من بينها نظام ديمقراطي متقدم، باستثناء جنوب افريقيا. فالانظمة المختلفة في القارة السمراء لا زالت تراوح مكانها، والكثير منها فردية ومفسدة حتی النخاع ناهيك عن النزاعات المسلحة والتدخلات المتبادلة في شؤن بعضها البعض، وللأسف هذه التدخلات في مراة كثيرة ليست من أجل إصلاح ألاوضاع في الدولة المقابلة بل من أجل إزدياد الام شعبه وتخريب بنية ألبلد التحتية إن كان لذالك البلد بنية.

إن البدأ بالاصلاحات السياسية والاقتصادية والتربوية ضرورية لتحسين الظروف التي تهيء للمواطن الافريقي حالة من الاستقرار السياسي والمعيشي، والنهوض به لكي يستطيع ان يبني مستقبله ومستقبل الاجيال القادمة. وبدونه لا معنی لاي جهد توحدي ولا نجاح لهذه المحاولات. وهذا يتطلب قبل كل شيء إصلاح العقل ألأفريقي، وإعمار جوهر الإنسان، وذالك عن طريق أصلاح النظم التربوية ومكافحة الفساد، وتحسين الحالة المعيشية للانسان الافريقي، وأعطائه حريته لكي يستطيع إختيار طريقه بنفسه دون وصاية الانظمة المتسلطة علی رقابهم.

العمل من أجل ولايات متحدة أفريقية علی شاكلة الولايات المتحدة الامريكية فكرة تفتقر الی ابسط مقومات الديمومة، لانها بكل بساطة ضرب من الخيال في ظل الظروف القاهرة والمأساوية لكثير من هذه الشعوب، وتكاد لا تتجاوز حدود الاوهام التي يتمتع به الرئيس القذافي في طروحاته حتی لو كانت افكارا جميلة. ومن جانب آخر أن هذه الفكرة ليست من أجل تحسين الظروف المعيشية والقانونية للانسان الافريقيي، بل من الواظح أن الهدف منها هي مسائل سياسية لا تمت بصلة الی الانسان الافريقي المقهر.

المطلوب من القذافي إصلاح البيت الداخلي لمملكته من اطلاق الحريات ورفع الاكمام عن الافواه، واعادة الحكم الی الشعب وكل ذالك ليـست علی طريقة لجانه ألجماهيرية التي تعطي الشرعية لسلطته الابوية الابدية، فادارة البلد علی الاسس الديمقراطية مفهومة لدی الجميع ولا تتحمل التفسيرات الغريبة بحسب كتابه ذات الالوان الفوق بنفسجية.

دارفور وهي البيت القصيد في هذه الكتابة، أصبحت نقطة سوداء ليست في جبين النظام الشوفيني الفاسد في السودان فحسب، بل في جبين كل الأنظمة التي تستقبل مسؤلي هذا النظام ولا تحرك ساكنا لرفع المعاناة عن هذا الشعب المسكين الذي عانی ويعاني من الجوع والتسلط والذي يواجه ابادة جماعية من قبل ازلام الجنجويد العنصريين التابعين للنظان الشوفيني العنصری المقيت في خرطوم.

إن لم يكن كذالك، ما الذي يمنع هذا النظام من أن يفتح الابواب لممثلي شعب دارفور والأستماع اليهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولسد الطريق عن كل من يريد ان يتدخل في شأن هذا البلد.
إن لم يكن كذالك ما الذي يمنع هذا النظام من نزع سلاح جندرمة الجنجويد المتوحشين الذين لا يرقبون في هذا الشعب الاعزل إلا ولا ذمة.
إن لم يكن كذالك ما الذي يمنع هذا النظام أن يعيد ترتيبات بيته الداخلي ويدعوا جميع مكونات البلد للمشاركة في بناء هذا البلد من جديد علی أسس لامركزية حقيقية تعطي حق تقرير المصير لكل مكوناته، لكي يختارو بأنفسهم نمط حياتهم دون وصاية من الآخرين.
إن كان دعاة منع التدخل في الشؤن الداخلية لبلدانهم صادقون في دعواتهم فليبادرو وبحزم وثقة بالنفس الی معالجة قضايا الشعوب والاقليات التي تعيش في داخل بلدانهم بالطرق الديمقراطية وإشراكهم في الحكم علی أسس جديدة، وتوزيع ثروات البلد بالشكل التي تعطي كل ذي حق حقه. وإن لم يستطيعوا ذالك فذالك يعني إنهم غير مؤهلين لإدارة البلد، فاليخلو الطريق أمام من يستطيع القيام بهذه المهمة عن طريق انتخابات حرة مباشرة، إن كانوا فعلا وطنيين يهمهم مستقبل بلدانهم.

وإن كان القذافي جادا في دعواته كان عليه ان يدعوا الی مقاطعة هذا النظام التي تقف في طريق المجتمع الدولي لإصلاح الامور في الاقليم الملتهب، وكان عليه ان أن يلم الاطراف الافريقية للضغط علی النظام في الخرطوم قبل البدء في الحديث عن رغباته في زعامة هذه الشعوب المقهورة في أفريقيا اليوم.

الرجل الذي لا يستطع أن يعطی شعبه ما يريد من الحريات الاساسية، كيف به أن يدعوا الی ولايات لا تسمن ولا تغني من جوع. الرجل الذي انكر وجود البربر في بلدهم ليبيا كيف به أن يتحدث عن وجود الآخرين. وكيف به أن يصلح حال الافريقيين؟ ألرجل الذي يعطي صفة الشهيد لقاتلي شعوب العراق كيف به أن ندعوه الی نصرة شعب دارفور أو أي شعب آخر في هذه القارة الجميلة وفي غيرها. وكيف بالشعوب ألافريقية أن تطمئن لطروحات هذا الرجل المصاب بجنون العظمة.

عندما نتحدث عن القذافي انما نتحدث عنه كنموذج بارز في افريقيا الذي يبادر كلما جلس أمام اللاقطات دون أن يكون لمبادراته أي جوهر يذكر باستثناء ذكر أسمه وهو بيت القصيد في دعواته. عندما نتحدث عن ولاياته أنما نعني بذالك إهتمامه بالمظاهر وهو ومناصروه من الرؤساء الآخرين يتركون أحوال شعوبهم يزرحون تحت أجنحة مؤسساتهم التسلطية البالية.

دارفور هي المأساه الحقيقية في شرق أفريقيا، ولا تكون لاي نظام من النظم العالمية أي قيمة يذكر ما لم تبادر بحزم وإقتدار لوقف نزيف الدم، ولقطع دابر الجنجويد العنصريين التابعين لنظام مجرد من كل القيم الانسانية.

فما قيمة الحديث عن ولايات متحدة ولا يشكل مأسات هذا الشعب أي قيمة لمشاركي القمة الأفريقية وبحضور البشير الذي يبارك إبادة هذا الشعب عن طريق جيوشه وجنجويده. فهؤلاء القادة أبخلوا علی دارفور حتی بذكر اسمها من إجتماعاتهم المكوكية الروتينية التي لا تبديء ولا تعيد.
فما قيمة الحديث عن هذه الولايات والانسان فيه مهان، وشعب يباد علی بكرة ابيه.



#ابراهيم_ملازادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ملازادة - دارفورعلی مذبح الولايات المتحدة الافريقية