أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجُبير - موقع العرب في الاستراتيجية الأمريكية














المزيد.....

موقع العرب في الاستراتيجية الأمريكية


أحمد الجُبير

الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستراتيجية الامريكية لعام 2002 والتي استندت في بناءها على احداث 11 سبتمبر2001، دعت الى محاربة الارهاب في العالم، وقد وضع المحافظون "اليمين الامريكي" المفاهيم الاساسية للارهاب وآليات العمل لمواجهته وتحديد نطاقه الجغرافي كما حددت الفترات الزمنية لتلك المواجهة.
ناهيك عن أن هذه المجموعة والتي يطلق عليها لقب المحافظون الجدد لها رؤى غاية في التطرف وتدعوا بكافة الوسائل لاستخدام القوة للسيطرة على العالم. وبناءا على طروحاتهم تلك والتي أقتنعت الادارة الامريكية بها، أتخذت كل من وزارة الخارجية والدفاع الامريكيتين، خطوات ملموسة باتجاه أن تكون الولايات المتحدة الامريكية هي اللاعب الاول والاساس في توجيه سياسات العالم وتحريكها بما يخدم الأهداف التي رسمها المحافظون المشار اليهم.
فأتت أول بوادر هذه السياسة (الدفاعية) عندما تدخلت الولايات المتحدة في الشوؤن الداخلية للبلدان العربية والاسلامية وذلك بمطالبتها بتغيير مناهجها الدراسية بدعوى إن مناهجها الحالية تدعوا الى التطرف الديني وتحث على كراهية غير المسلمين، إستناداً الى أن منفذي الهجوم بأحداث سبتمبر 2001 هم من ذات الدول، ومن الذين نهلوا من تلك الثقافات المعاديه للغرب ولغير المسلمين. هذه الخطوه عزيزي القاريء، ذات مغزى عميق، إذ إنها تعني " لو تمت الموافقه عليها " تبني المفاهيم والثقافات الامريكية على إعتبار إنها أكثر رقيا وحضارةً من تلك التي تسير عليها البلدان "غير المتحضرة".
"وبهذه الخطوة أرادت الولايات المتحدة وبتصور خاطئ عن الإسلام مسخ ثقافة هذه الدول، وإفساح المجال لتكريس النموذج الثقافي الأمريكي، الذي يمثل الأساس الأيديولوجي للسياسة الخارجية الأمريكية الجديدة باعتباره الأرقى، مقارنة بالثقافات الأخرى".(1)
وهذا الطرح تتبناه بعض الفئات العربية والإسلامية (والمناؤئين للعرب والمسلمين) في البلدان الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، على إعتبار أن كل مايقوم به الغرب هو نتاج حضاري، أما ماتنتجه الدول الأخرى، فلا يمثل سوى الإرهاب والأعمال غير الحضاريه، حتى لو تعلق ذلك بالدفاع عن الذات.
"وهكذا توصلت إدارة الرئيس بوش الى أن الاسلام الراديكالي، ومعه الدول المارقة التي ترعى الارهاب، يمثل اليوم، وبعد انهيار الشيوعية والاتحاد السوفيتي، العدو الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية". (2).
وهذا مامهد الطريق وبالتضليل الاعلامي الواسع النطاق والحرب النفسية ضد كل من يعارض أفكار الحرب الامريكية أو يشكك بمصداقيتها، بالحرب على أفغانستان والتي تبعتها بالحرب على العراق.
"وباختصار، فان الصقور أوالمحافظون الجدد أرادوا من غزو العراق، بعد حرب افغانستان، استخدام القوة الاميركية أو التهديد باستخدامها لتغيير نظم يعتبرونها «عدوة» للولايات المتحدة أو الضغط على نظم أخرى يعتبرونها صديقة كا هو الحال في مصر والسعودية.
ويتبنى الصقور أوالمحافظون الجدد نظرية «الاستقرار من خلال الفوضى»، بمعنى ان «الفوضى» التي سيحدثها التدخل العسكري ستؤدي الى تدخل عسكري أكبر من الولايات المتحدة أو الى تحول ديمقراطي في كامل منطقة الشرق الاوسط حتى يتحقق الاستقرار". (3) ورغم عدم إعتقاد البعض من غير المتخصصين بهذا الطرح، إلا أن واقع الحال يؤكد ذلك. ويؤكد يوشيكا فيشر** هذا التحليل بالقول: "عندما دخل الامريكان عسكريا في العراق عام1991، كانت أهدافهم الاساسية هي إدخال تغييرات جذريه بكامل المنطقه ( أي منطقة الشرق الأوسط ).( 4)
وبموازاة ذلك بدأ التفكير بتطبيق طروحات إخرى"قديمة ـ حديثة"، ليست بديلة عما هو قائم بتطبيقه وإنما هي من صميم إستراتيجية المحافظون الجدد ألا وهي طروحات اليهودية العالمية سابقا، والتي مثلها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شيمون بيريز وتتعلق هذه الطروحات " بالشرق الاوسط الكبير" والتي تتماشى والهيمنة العالمية والاسرائيلية على الموارد المادية والبشرية للعالم العربي والاسلامي بحجة الانفتاح على العالم من خلال العولمة ومن خلال تزاوج الامكانات العربية والعقل الاسرائيلي وقدراته الصناعية والتكنولوجية بما يضمن لاسرائيل السيطره والقياده في المنطقه.( 5)
والجدير بالذكر هو أن بعض الاطراف في العالم العربي قد باركت ماأوحي اليها وذلك باعتقادها بان هذه الطروحات لاتخالف التحديث والتطويرالمطلوب مادامت مشاكلنا لايمكننا حلها ذاتياً !. ناهيك عن وجود وجهات نظر متعاطفه مع الطروحات المشار اليها، ولاترى غضاضة إلا بمن يريد الدفاع عن نفسه من العرب والمسلمين.
المراجـع والهوامش:
1. أحمد منيسي:" الاستراتيجية الامريكية .. نزوع إمبراطوري ينذر بفوضى دولية" . القاهرة. 8.10.2002
2. وليد شميط: "إمبراطورية المحافظين الجدد. التضليل الإعلامي وحرب العراق". دار الساقي .بيروت. ص. 88.
3 . الحرب العالمية الرابعة ..أوهام المحافظين الجدد .الشرق الاوسط : العدد8893 في 4 أبريل 2003 .
وأنظر بنفس المضمون "حرب من أجل الامبراطورية الامريكية ". الشرق الاوسط العدد 8856 في 26 فبراير 2003
** يوشيكا فيشر : وزير الخارجية ونائب رئيس وزراء المانيا السابق للفتره من 1998 حتى 2005. وأحد قادة حزب الخضر في المانيا لمدة عشرون عاماً. حاليا بروفسور في مدرسة وردرو ويلسون من جامعة بردسون..
4.( Le Figaro: Trouvons une stratégie commune pour apaiser le Moyen-Orient. Publie le 07 Decembre 2006).
5. إنظر: نص مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الأمريكي الذي نشرته جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 13/02/2004 والمقدم إلى قمة الدول الثماني المنعقد في الولايات المتحدة في يونيو 2004.



#أحمد_الجُبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولنا في إسلامنا رأي
- الإتفاقيات الثنائية الأمريكية وخطورتها على نظام الجزاء الدول ...
- المسؤولية الجنائية لرؤساء الدول كمسببيً حَرْب
- محطات سلبية في المعادلة السياسية العراقية
- الممكن والمستحيل في بناء الدولة العراقية المُوًحدة
- نزعة الحرب المقدسة في الديانات السماويه
- صفقات السياسه الرديئه تقود الى إذلال البلد الى مالانهايه
- أزمة العلاقات السياسيه الدوليه تسببها السياسات الخاطئه
- ما الجديد في المحادثات الأمريكيه / الإيرانيه في بغداد. ؟
- خيوط الترابط والمحبه بين الأديان تقًطعها السياسه والمصالح
- الإنسحاب بات وشيكاً.. وماذا بَعد ؟
- الفكر السياسي في دولة الإسلام والمواقف العدائيه للغرب
- رؤية مستقبليه لدولة الصراع السياسي في العراق
- الإحتلال يحرض على الطائفيه في العراق


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجُبير - موقع العرب في الاستراتيجية الأمريكية