أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خضر الريس - الرأي العام العالمي أم الأكذوبة ألكبري ؟















المزيد.....

الرأي العام العالمي أم الأكذوبة ألكبري ؟


خضر الريس

الحوار المتمدن-العدد: 605 - 2003 / 9 / 28 - 06:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ أن بدأت الانتفاضة الحالية التي  أسميت بانتفاضة الاقصي  شهد الشارع الفلسطيني العديد من التفاعلات الفكرية خصوصا علي الصعيد الفكري و الثقافي و المتابع لهذه التفاعلات ليس عسير عليه أن يدرك أن الجزء الاكبر  من هذه التفاعلات هي نتاج فترة أسلو و أثارها ألشامله علي مجموع البني ألمكونه للمجتمع الفلسطيني و تركيبته و بالتالي علي الافرازات الثقافية  المختلفة لهذا المجتمع و نحن هنا لسنا بمعرض شرح  كيف نشأت هذه التفاعلات بمقدار ما نحن نريد دحض و نقد نوع معين من الخطاب الثقافي الناتج عن هذه التفاعلات خلال فترة الانتفاضة الحالية  الا وهو  خطاب مجموعة مما يسموا أنفسهم بالمثقفين الفلسطينيين و يختزلون هذه التسمية في شخوصهم طبعا هذه المجموعة من البشر هم في اغلبهم أساتذة جامعات و كتاب في صحف يومية و محللين علي شاشات التلفاز و في اغلبهم يستظلون بظل قواعد الغرب الرأسمالي في مجتمعنا إلا وهي ما يسمي بالمنظمات الغير حكومية و زيها المموه جيدا  من شعارات الديمقراطية و حقوق الإنسان و حقوق المراة و التربية و تنشيئ القادة و غيره و طبعا مارس هؤلاء المثقفين مهماتهم و دورهم المنوط بهم من قبل سادتهم من دول المركز الرأسمالي و قاموا بحشر خطابهم في وسط الخطاب الفلسطيني بأنواعه المختلفة سواء الماركسي أو شبه الماركسي أو الوطني أو الإسلامي السياسي  .

 

 و من ابرز ملامح خطاب هؤلاء السادة هو أن صراعنا مع الاحتلال حله يكمن في مقدار كسبنا للرأي العام العالمي  و مقدار إقناع الدول بعدالة قضيتنا و طبع الدول المقصودة هنا هي الدول الفاعلة علي الساحة الدولية أي التي تمتلك القرار و هي بالطبع دول المركز الرأسمالي الاستعماري و طبعا كي نقنع هذه الدول بعدالة قضيتنا يجب علينا أن نبرمج آليات إدارتنا للصراع و نبلورها بما و يتفق مع أجندة هذه الدول فالمقاومة العسكرية بكافة أنواعها  حتى بالحجارة مضرة لأنها تظهرنا متوحشين و برابراه و حق العودة هو شعار عفي عليه الزمن لا يصلح في عصر راس المال و يجب أن يكون توجهنا نحو السلام طبعا دون تحديد أي مضمون لهذا السلام المزعوم و هل توجد أصلا إمكانية واقعية لوجودة في ساحة  صراعنا مع عدو صهيوني الايديلوجيا  يقوم اصلا علي اقصاء الاخر .

 

كل هذه المتطلبات و أكثر مطلوبة منا كي نخاطب هذه الدول بما تفهمه و كل هذا الكلام للأسف عندما يرتبط بدعم منقطع النظير من أجهزة الأعلام بأنواعها و بتضافر جهودها لابراز هذا الخطاب و إظهاره بأنه  خطاب علمي وواقعي و منطقي و إلي ما هنالك من هذه الإسقاطات كل هذه الحبكة من الدجل و الشعوذة تظهر  للمواطن و المواطنة العرب بما فيهم الفلسطينيون  علي أنها عين العقل و علي أنها المتاح و علي أنها النقيض للشعارات و الغوغائية و الديماغوجية المعتادة من الانظمة العربية  و التي أدت بالمواطنين إلي اليأس المطبق و لكن السؤال المطروح هنا هل يصمد هذا الخطاب الموجه أمام تحليل علمي واقعي حقيقي ؟؟

 

 

دعونا و بكل بساطة  نطرح بعض التساؤلات و نوضح بعض عما هن الرأي العام العالمي كي  نحاول  أن نعرف الإجابة و أن نفضح هذا الخطاب ذو الطابع التخديري و ألتميعي  لحقيقة  الصراع و لكيفية أدارته و توجيهه نحو بوصلته السليمة أن هذه الدعوات لكسب ود الرأي العام العالمي من قبل هذه الفئة من المثقفين الفلسطينين و العرب  ألا تطرح تساؤلا بديها إلا وهو ما هو المقصود بالرأي العام العالمي؟  هل هو رأي الدول و أنظمتها الحاكمة ام هو رأي شعوب العالم ؟

إذا كان المقصود هنا كسب ود الحكومات و خصوصا  ألفاعله منها علي الساحة الدولية و هي الولايات المتحدة الأمريكية و دول أوربا و اليابان إذا كان المقصود هؤلاء اللاعبون في معادلة كسب الرأي العام العالمي إلا يجرنا هذا لتساؤل أخر . أليست هذه الدول دول تعتمد طبقاتها الحاكمة النظام البرجوازي الرأسمالي الإنتاجي  كنمط اقتصادي اجتماعي في إدارة الدول؟؟

 

 و إلا تتطلب الرأسمالية كنظام اقتصادي سياسي اجتماعي البحث عن مستعمرات و نهب الشعوب الكادحة بما فيهم  الشعب العربي  و تفتيت أي مشروع لتمركز مضاد أو تكتل اقتصادي منافس ؟

 

 الم تتطلب مصالح هذه الدول الاستعمارية و حكوماتها (المسالمة) التي لا نفهم العنف الم تتطلب مصالحهم  نشوء (إسرائيل) ككيان استعماري في قلب الأمة العربي لأسباب  مصلحية استعمارية بالأساس ؟

 

 الم تقم هذه الحكومات أمجاد و مصالح  طبقاتها الفاشية علي أشلاء و عظام ملاين البشر في كل الكرة الأرضية ؟؟

 

و بعد كل هذه التساؤلات الخاصة بالطبيعة التكوينية لهذه الأنظمة الرأسمالية هل تقتضي مصالح هذه الدول و رأيها تحرير فلسطين و لجم الكيان الصهيوني ؟

 

 أم تتطلب المساعدة علي مزيد من سطوة الكيان الصهيوني و الاستمرار في دوره السرطاني لتفتيت الأمة العربية و المساعدة كمركز متقد للاستعمار الغربي علي نهب ثروات الأمة.

 

طبعا كل  هذه التساؤلات و اكثر  موضوعة علي مائدة مثقفي الرأي العام العالمي الأجلاء  فهل من اجابة؟؟

 

إما إذا كان المقصود بالرأي العام العالمي الشعبي فهذه قصة أخري فعن أي شعوب يتحدث هؤلاء المثقفين بالتأكيد أيضا عن الشعوب الأوربية و الأمريكية أي الغربية أو شعوب دول المركز الرأسمالي بشكل أكثر تحديدا لأنه بالتأكيد مثقفينا الأجلاء لا يعتبرون شعوب مثل شعب الكونجو أو البرازيل أو كوبا أو فيتنام شعوب فاعلة بالمعني الرأسمالي للكلمة كما تعلموا في جامعات الأسياد و حتى أن تحدثوا علي شعوب دول المركز الرأسمالي الغربي فهل يعرف كيف يتبلور الرأي العام الخاص بهذه الشعوب ؟؟

 

هل يصدقون فعلا أكذوبة الديمقراطية الغربية و مساهمة الشعب فعلا في الحكم ام انهم يكذبون علينا و علي انفسهم ؟؟

 

هل يصدقون انه حقا هناك حرية للصحافة و أن الصحافة في دول المركز الرأسمالي ليست بوسيلة طيعة مملوكه في الأغلب لأفراد من الطبقة البرجوازية الحاكمة

 

وهل يتبلور وعي البشر من الهواء أم من التنشئة و التفاعلات الاجتماعية في مجتمعاتهم و بوسائل التنشئة و التثقيف التي في الأغلب مهيمن عليها من قبل الطبقات الحاكمة

 

و الم يسمع السادة المثقفين المذكورين أعلاه  بإمبراطور الاحتيال روبارت ميردوخ إمبراطور الأعلام الرأسمالي في العالم ؟ إلا يعرفوا أن المدعو ميردوخ وهو مليونير أمريكي استرالي الأصل وهو احد أقطاب الرأسمالية العالمين ويملك شركة أم تسمي نيوز كورب تتسلل تحتها عشرات من مؤسسات الأعلام العالمية مثل شبكة فوكس الأمريكية التلفزيونية  بالإضافة إلي 22 محطة تلفزيونية أمريكية تغطي 40% من سكان الولايات المتحدة هذا غير العديد من شركات الإنتاج السينمائي غير العديد من شركات الكوابل  التلفزيوينة   غير شركات إنتاج تلفزويني للأطفال غير شبكة فوكس الإخبارية غير ملكية كاملة أو لمعظم الأسهم في شركات تقدم خدمات البث بواسطة الأقمار الاصطناعية في أوروبا، الولايات المتحدة، آسيا وأميركا اللاتينية، يبث معظمها تحت شعار (ٍٍSky Broadcasting) . غير شركة فوكس للقرن العشرين. وهي من أهم شركات إنتاج الأفلام السينمائية والتلفزيونية وأشرطة الفيديو
في العالم، وتمتلك حقوق التوزيع لما يزيد عن 2000فيلم بالإضافة صحيفة موزعة بين استراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، ومنها التايمز اللندنية ونيويورك بوست، وتعتبر واحدة من أكبر ثلاث مجموعات صحف في العالم  كل ما ذكر هو مجرد غيض من فيض في بحر إمبراطورية هذا الوحش الرأسمالي فهو يملك ما يفوق  700 شركة تدير أعماله في العديد من بلدان أمريكا و أوربا غير أن خدمات السيد ميردوخ الإعلامية تغطي ما يقارب 75% من سكان العالم عبر عبر الأقمار الصناعية والتلفزيون والكابل والكتب والجرائد والمجلات.

 

 

إلا يكفي هذا المثال البسيط جدا بالنسبة لأمثلة أخري موجودة  عن كيفية إدارة و توجيه و صناعة الرأي العام العالمي  إلا يكفي السادة المثقفين المتغربينين أن يفهموا أن اغلب الشعوب في دول المركز الرأسمالي و التي يعولون عليها أو علي حكوماتها هي مغيبه يصاغ و عيها  بواسطة إمبراطوريات  تعد  إمبراطورية ميردوخ خير مثال عليها.

 

  كل  هذه الحقائق المجردة و التساؤلات الواضحة إلا تجعلنا نفهم أن إدارة الصراع مع العدو سواء كان دول المركز الرأسمالي أو موقعهم المتقدم في الصراع  الكيان الصهيوني إلا يمكن أن تستند أجندتها علي التسول العالمي خصوصا علي صعيد الحقوق ففي عصر راس المال البقاء لا يكون إلا للاقوي  ربما لا تعجبنا هذه المعادلة  الداروينية و ربما نجد أنها غير أخلاقية و لكن للأسف هذا هو الموجود و إذا ما أردنا تغيره أو التعامل معه يجب أن نفهمه كما هو كي نغيره إما إذا أردنا الاستسلام له فلنحفر من الآن قبورنا و قبور من سيأتي بعدنا كي نضمن لنا بقعة في أرضنا لان الاستسلام للوحش لا يعني سوي الهلاك بينما الأمل لا يوجد إلا في المقاومة  إما الرأي العام العالمي فهو مطلوب في هوامشه الحية و الفاعله و القليلة جدا حتي الان  و لكن هذا لا يعني اعطائها اكبر من حجمها  اكبر من حجمه و ختاما بعد كل ما ذكر اشك في أن يفهم السادة منظري الرأي العام العالمي هذه الحقائق لا لأنهم لا يستطيعون فهما لا بالعكس فهم خير من يفهما بل لان دورهم و مهمتهم الأساس و التي انشات لأجلها قواعدهم هي عدم الفهم و منع الآخرين من هذا الفهم كيف لا وهذا النوع من الفهم خطر جدا علي أسيادهم الطبيعيين .

 

 فلسطين المحتلة

 



#خضر_الريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصلحة وطنية عليا أم مصلحة كمبرادورية عليا ؟؟؟
- أنقذوا الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت من الشيخوخة المبكرة


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خضر الريس - الرأي العام العالمي أم الأكذوبة ألكبري ؟