جرائم مجتمعنا إلى أين

محمود شادي

الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 05:26
المحور: حقوق الانسان
    

منذ طفولتي و والدتي تحدثني عن أهوال يوم القيامة والساعة , والطامة الكبرى أنها كانت تحدثني قبل منامي وكنت حينها أضع أصابعي في فمي وأطقطقها من شدة الخوف والهلع وتجاوبني والدتي بقول ( متخفش يا ضنايا ) , دون أن تفطن في حديثها إلى أهوال الدنيا , إلى أن كبرت وعقلت هذه الدنيا وأدركت معنى أهوال الدنيا وما هي أهوال الآخرة , فبحثت في التاريخ والكتب الإسلامية فوجدت بأن أهوال الآخرة مسلَمة ومعروفة ذكرت في القرآن وكتب العلماء فهي واضحة وضوح الشمس ولا غبار على غموضها , أما أهوال الدنيا فكم سمعت و سئمت عندما كبرت من سماع قصص هذا المدينة دمرت بزلزال وهذه القرية دمرت ببركان ..الخ , فهنا استوقفت كثيراً , لأن ما يحصل اليوم في هذه الأرض أكبر من الكوارث الطبيعية و الاصطناعية كوارث تهريب النفط في المياه والبحار ..الخ , إلا أن هناك كوارث يقف الإنسان عاجز أمامها كجرائم الاغتصاب وجرائم القتل المتعمد و العنف ضد المرأة , فها هي تلك الجرائم تتصدر صحفنا اليومية لدرجة أن الواحد فينا ينام وهو خائف ومثقل في الهم , لا وبل ما أُثار دهشتي واستغرابي أكثر هو صدور صحف ومجلات بخصوص تلك الجرائم , أعترف بأني لا أبالي ولا أهتم في مثل هذه المجلات , لكن ما لفت نظري هو اهتمام معظم الشعب الخليجي بتلك المجلات لدرجة أن أحد الفتيات التي لا يتجاوز عمرها والله أعلم 17 سنة عندما سئلت عن مجلتها المفضلة أجابت وبكل شموخ واعتزاز بقول مجلتي المفضلة هي ( الجرائم ) , إلى يومك هذا فأنا لست مقتنعاً بأن تلك الجرائم تحدث في مجتمعنا المسلم , وكل ما قرأت في أي منتدى عن أي جريمة سرعان ما يقشعر منها بدني ويجعلني أفكر ملياً بمستقبل مجتمعنا العربي إلى أين يوصل لنا هذا الطريق وهذا المسار, والسؤال من أين تنبع تلك السلوكيات السلبية ولماذا هي منتشرة في مجتمعنا مثل الأوبئة صحيح بأن كل المجتمعات ولها فضائحها لكن أنا هنا أختص بالذكر مجتمعنا العربي وخاصةً ( المسلم ) فمنذ كنى في الروضة والمعلمة تعلمنا معنى المحبة في الدين والدين يسر ..الخ
فلماذا لم يتم تطبيق جزء ما تعلمناه في حياتنا اليومية الفعلية بعد نضجونا , فأني لأجزم أننا لو طبقنا جزء مما تعلمناه في حياتنا العملية والعملية لما كان هذا حالنا , أو حتى نطبق الدين ( سطحياً ) , فليكن بأن الدين تأثيره طفيف على حياة ذلك الشخص , فوقتها أين ذهبت التربيات الأخرى أين دور تربية الوالدين من الأساس وأين دور ولاة الأمر في أصلاح الأمور المتعلقة والمشبوهة في تلك التربيات ولماذا لا يتم فتح مكتب تحقيق خاص جداً في التدخل لوقف تلك الجرائم التي لا نهاية لها , ولماذا يتم فقط تطبيق العقوبات الطفيفة التي لا طائل منها والتي لا تثمن ولا تغني من جوع , تمنيت يوم واصحوا من ثباتي وأجد مجلي على مكتبي تحمل عنوان ( المواقف النبيلة والإنسانية في مجتمعنا ) أو ( المجتمع الخالي من الجرائم ) .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل