أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شادي كسكين - نحن لا ننسى والدم لم يجف بعد: ساركوزي لا مرحباً بك















المزيد.....

نحن لا ننسى والدم لم يجف بعد: ساركوزي لا مرحباً بك


محمد شادي كسكين

الحوار المتمدن-العدد: 1975 - 2007 / 7 / 13 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كي تبقى الذاكرة يقظة

عهدنا بالعرب أن يكرموا ضيوفهم بل وأن يبالغوا في إكرامهم وإ ظهار المودة والترحاب بهم .. أما ضيف الجزائر اليوم فهو ليس ضيفاً عادياً بأي المقاييس شئت... ضيف الجزائر اليوم هو نيكولا ساركوزي اليميني المتعصب الممتلئة أوداجه بكراهية البشرة السمراء والعرق العربي.. ضيف الجزائر اليوم رئيس فرنسا منارة النور والديمقراطية كما يراها الكثيرون.. وعند فرنسا تضع الأسئلة واللحظات أوزارها .. فيد فرنسا ذي البشرة البيضاء ما تزال ملطخة بدم أكثر من مليون ونصف مليون شهيد جزائري سقطوا أطهاراً أبراراً أبرياء على ثرى جزء من قلبنا العربي – الجزائر – خلال أكثر من 132 عاماً من الإحتلال والذل والهوان والألم ... وكنا معشر العرب بطيبة قلوبنا المعتادة نطمع أن يضحك السيد الفرنسي علي ذقوننا بكلمة إعتذار فرنسية لننسى كل ما حدث ثم نعانقه عناقاً لا يمنحه عربي اليوم لعربي مثله...!
لكن ساركوزي لم يفعل ايها السادة...! ولو بمجرد كلمة إعتذار...!
اليوم يتبجح ساركوزي وهو يصل إلى الجزائر وقد لفتحه رائحة دمنا الممتد منذ عشرات السنين ليؤكد في صلف وإستكبار رفضه الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها بلاده إبان الفترة الاستعمارية في مناطق عدة من العالم وخاصة في بلدان المغرب العربي.
وليقر قبيل وصوله للجزائر أن "الصفحات القاتمة وكذلك الآلام وأوجه الظلم كانت كثيرة خلال السنوات الـ132 التي قضتها فرنسا في الجزائر. إنني إذن مع الاعتراف بالوقائع وليس مع الندامة. الندامة مفهوم ديني ولا مكان لها في العلاقات بين دولة وأخرى"....!!!
ثم لم يبخل السيد الأنيق بالنصيحة على زعماء المنطقة داعياً إياهم إلى عدم التخلي عن جميع مهماتهم من أجل تعذيب أنفسهم والاسترسال في الندم على الأخطاء أو الذنوب الماضية"...!!
فرنسا .. وما أدراك ما فعلت فرنسا..!!
في الفترة الممتدة بين بين 1960-1966 تلطخت يد فرنسا في اسوأ ملف كارثي نووي في مخبرها الاستعماري بالصحراء الجزائرية على طول 600 كلم و عمق 80 كلم أرضي عبر سلسلة من التجارب النووية التي كانت أولها في بمنطقة " المحمودية " – 65 كلم - عن " رقان " المدينة وسميت بإسم" الينبوع الأزرق "في 13-فبراير-1960م و بلغت طاقتها التفجيرية 60 كيلوطنا ..!
و يذكر تقرير المركز الوطني للدراسات والبحث في الجزائرأن ضابطا فرنسيا هو الكولونيل بيكاردا اقترح على الحكومة الفرنسية استعمال 200 مجاهدا مسجونا قصد تعريضهم للإشاعات وإجراء اختبارات عليها. وفي صباح 13 فبراير 1960 وضعت القنبلة في أعلى برج معدني يرتفع على مستوى الأرض بـ 106 مترا ووضعت أيضا من حوله أبراج مختلفة تحمل كاميرات لتسجيل مختلف مراحل الانفجار والإشعاع الحراري الناتج عنه والذي يذكر سكان مدينة أدرار الواقعة على بعد 175 كلم من مكان إجراء التجارب أنهم شاهدوا الشعلة النارية المنبعثة في سماء برقان! و يروي شاهد عيان كيف أن فرنسا أحضرت شاحنة وعلى متنها جزائريون متهمون بمقاومة الإحتلال الفرنسي وقد تم تكبيل أيديهم وأرجلهم وتثبيت رؤوسهم بقطع حديدية لكي لا يستطيعوا الحديث مع أي شخص ونصبت لهم خيام متباعدة ها هنا وهناك ثم غادر الجنود المكان .! في اليوم الثاني لم يكن هناك شيء يذكر...!!! لقد نفذت فرنسا تجربتها النووية وهي تعلم أن سكان هذه المنطقة سيعانون لفترة تزيد عن 4500 سنة من وقع إشعاعات نووية لا تبقي ولا تذر و لا تفرق بين نبات ولا إنسان ولا حيوان ولا جماد..!!
لقد إستخدمت فرنسا في احدث تقارير كشف النقاب عنها أكثر من 42000 مواطن جزائري كـ " فئران تجارب نووية " ويذكر الباحث الفرنسي المتخصص في التجارب النووية الفرنسية "برينو باريلو" إنّ القنبلة النووية إياها فجّرت على 24 ألف شخص من السكان المحليين وأسرى جيش التحرير الجزائري وأن قوة الإنفجار كانت أكبر من قنبلة هيروشيما النووية بأربع مرات !، وأن فرنسا أجرت ما بين الفترة 1961-1966م تجارب نووية على الشعب الجزائري لقياس تأثيرها على جسم الإنسان وليبلغ عدد التجارب النووية الفرنسية بين الأعوام 1960م و1996 أكثر من 210 تجربة نووية لتصبح ثالث دولة في القوة النووية بعد الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي السابق و لكن د. عبد القادر العبودي المتابع لهذه القضية في الجزائر يذكر أن 17 تجربة نووية فرنسية قد تمت في الصحراء الجزائرية ما بين العام 1960-1966م ...!
أما اليوم فتنشر الصحف الجزائرية أخباراً عن حالات ولادة لأطفال بعين واحدة أودون مخ الأمر الذي أكده وفسره تقرير الفريق الطبي النووي العالمي الذي زار المنطقة والذي ذكر في تقريره عام 2005م أن هذه المنطقة من المناطق عالية الإشعاع وأن حالات كثيرة من الوفيات والإصابة بالسرطان قد سجلت فيها وهو ما يمثل أقسى صور الإبادة والهمجية التي ارتكبها المحتل الفرنسي في حق الجزائريين الذين يطالبون اليوم باحترام واجب الذاكرة على الأقل...!
السيد الفرنسي لم يخطئ أبداً .. فهذه هي ذات فرنسا التي فعلت ما فعلت اثناء إحتلالها لسوريا ولبنان و مصر وتونس...!!!
وهذه هي ذات فرنسا التي أقرت جمعيتها الوطنية الفرنسية في فبراير/شباط 2005 قانونا يمجد الماضي الاستعماري لفرنسا خاصة في شمال أفريقيا قبل أن يبطله الرئيس السابق جاك شيراك...!!!
وهذه هي ذات فرنسا التي إختطفت في العام 1956م طائرة مغربية وعلى متنها أربعة قادة من قادة الثورة الجزائرية وهم حسين آيات أحمد، وأحمد بن بله، ومحمد خضير، ومحمد بو ضياف...!
وهذه هي ذات فرنسا التي قتلت في مجزرة واحدة أكثرمن(45) ألف شهيد جزائري بسبب مظاهرات تطالب بالإستقلال...!
و هذه هي ذات فرنسا التي تهدد اليوم تركيا بمنع دخولها الإتحاد الأوروبي ما لن تعترف وتعتذر وتركع بسبب ما تسميه مجازر ضد الأرمن في الأعوام عام 1915- 1917م...! وهي ذات فرنسا التي تؤيد بلغاريا عبر الإتحاد الأوروبي في عدم الإعتذار وممارسة الضغط على ليبيا للإفراج عن ممرضات بلغاريات حقنوا 438 طفلاً ليبياً بفيروس الإيدز مات منهم حتى الان 56 طفلاً بل وتساوم على ثمن سكوت أهاليهم..!!

اليوم تعود الخد على اللطم وإمتزج السوط مع لحم الظهر...!!
واليوم اصبحت كل دماءنا و شهداءنا وجراحنا وأطفالنا وألامنا وذكراتنا المليئة بالدموع والمعاناة أرخص من كلمة إعتذار ..!
ساركوزي.. نحن لا ننسى ودمنا لم يجف بعد فلا مرحبا بك...!



#محمد_شادي_كسكين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان تأسيس المركز الإفتراضي لإبداع الراحلين
- المبادرة التأسيسية لإتحاد- المدونون لأجل التغيير والبناء-


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شادي كسكين - نحن لا ننسى والدم لم يجف بعد: ساركوزي لا مرحباً بك