أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رعد سليم - هل ان حل القضية الفلسطينة امر بعيد المنال؟!















المزيد.....

هل ان حل القضية الفلسطينة امر بعيد المنال؟!


رعد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 11:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


اخيرا سيطرت حركة حماس علي قطاع غزة اثر حملة عسكرية واسعة و دامية ضد مقرات حركة فتح والمؤسسات الرئاسية للسلطة الفلسطنية بما فيها المقرات الرئاسية للرئيس محمود عباس. و جاء ذلك بعد صراع طويل مع حركة فتح للسيطرة علي القطاع و بعد فشل المفاوضات المستمرة و المتتالية بين طرفين و خاصة بعد اتفاق مكة برعاية السعودية بتشكيل حكومة مايسمي بحكومة وحدة وطنية.
بعد احداث غزة و حل حكومة اسماعيل هنية من قبل محمود عباس و تشكيل حكومة طوارئ برئاسة فياض قسمت الاراضي الفلسطينة بين حركتي حماس في غزة والضفة الغربية تحت سلطة فتح . ان سيطرة حماس علي قطاع غزة دفع القضية الفلسطينة و الاراضي المحتلة لوضع اخر ولمستقبل اكثر مجهولية وتعقيدا، ورمى بالمجتمع الفلسطيني الذين يرزح تحت الاحتلال اسرائيلي الي وضع اكثر صعوبة وتشابكاً.
لماذا كل هذه الاحداث الدامية و اين تكمن جذور المشكلة ؟ من يقف وراء هذا الوضع؟ هل انقلاب حماس؟ فشل حكومة اسماعيل هنية؟ فشل حركة فتح متمثلة بمحمود عباس؟ هل ان الصراع الداخلي للسيطرة علي الحكومة والسلطة اساس هذه المشاكل؟
بعد اتفاق اوسلو بين ياسر عرفات والحكومة الاسرائيلية انذاك علي حل القضية الفلسطينية علي اساس حكم ذاتي للاراضي الفلسطينية على شكل مراحل، كانت بمثابة بداية حل نهائي لقضية فلسطين. لكن بعد سنوات من المساعي و المفاوضات المكوكية بين ياسر عرفاف و حكومة اسرائيل متمثلة في وقتها بحكومة حزب العمل فشل هذا الاتفاق لان لم تكن لدى اسرائيل الرغبة علي حل القضية بشكل عادل، وكانت اسرائيل يتطاول تماطل من اجل كسب الوقت وخلق المشاكل والمغوقات كي يتنازل الطرف المقابل عن قضايا كثيرة، وجراء ذلك اثرت مجريات الاحداث علي حكومة عرفات وسلطتها على ارض الواقع. لم يكن بامكان سلطة عرفات وهو في هذا الوضع الرد على متطلبات الشعب الفلسطيني في ايجاد حياة عادية و انهاء سلطة الاحتلال، بل على العكس، كانت يزداد التوغل الاسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية وارتكاب المجازر بحق شعبها ودون التزام اسرائيل باتفاقات تسليم السلطة للفلسطينين وحل المشاكل العالقة مثل موضوع القدس وعودة اللاجئين وغيرها. فيما تصعد اسرائيل من احتلالها للاراضي الفلسطينة وخلق المستوطنات وبناء جدار عازل عنصري، معرقلة الحكومة الفلسطينة عن اداء واجباتها والتزاماتها تجاه متطلبات الوضع الجديد من ناحية المجتمع. من جهة اخرى، ان اداء السلطة الفلسطينة كانت مبعث سؤال مهم انذاك في تعاملها مع قضايا مهمة بما فيها حل مشاكل المواطنين و التعامل مع اسرائيل، وقضية الفساد الاداري، و فقدان مئات الملايين من دولارات المساعدات الدولية دون صرفها على المتطلبات الاساسية للمواطنين، و كذلك تعامل حكومة عرفات مع القضية الاساسية، اي حل المشكلة الفلسطينية ووقوعها في فخ تناقضات مصالح الدول الاقليمية التي تعتاش علي المشكلة الفلسطينية منذ عقود. ان كل هذة المسائل جعلت مصداقية فقدان سلطة عرفات امام شعبها امر واقعي. كما كان فوز اليمين بقيادة اريال شارون بالسلطة في اسرائيل و بدء هجومها علي الاتفاقات الموقعة سابقا و وبدئها بهجوم الفاشي علي الشعب الفلسطيني، قد قلب المعادلات السياسية راساً على عقب. اذ ازدادت الاحتجاجات الشعبية ضد الاحتلال و نتيجة لذلك اعطت الفرصة للبروز المتعاظم للحركات الاسلامية مثل حركة حماس والجهاد ضد الاحتلال اسرائيلي و بدء مقاومة او انتفاضة اخرى ضد اسرائيل. في ظل عدم وجود حركات و احزاب راديكالية و يسارية وشيوعية في الساحة السياسية و فقدان الحركة القومية العربية متمثلة بحركة فتح و جماعات اخرى مصداقيتها وعدم قدرتها على الاستجابة لمتطلبات الشعب، دفع حركة حماس نحو السيادة على مجرى الاحتجاجات و تمكن في جمع القوى متمثلة بالمقاومة ضد الاحتلال وحشدها تحت مظلتها. و تمكنت حركة رجعية مثل حماس ان تكون رمزا للمقاومة و راية ضد الاحتلال. وبمساعدة الدول الاسلامية الاخرى، تمكنت حماس من الرد علي بعض الاحتياجات الخدمية مثل فتح المستشفيات و المدارس لتلبية مطالب الشعب وهو الامر المفترض ان تقوم به حكومة فتح .وعليه، غدت حماس صوت الشارع الفلسطيني المناهض للاضطهاد والاحتلال .
بعد هذا اتت احداث الانتخابات الفلسطينة والفوز الساحق لحماس واجبار حركة فتح على التقهقر و التسليم لامر الواقع وان كان بمقاومة عنيدة. اجبر الرئيس عباس على الطلب من حماس تشكيل الحكومة. لكن بعد تشكيل حكومة حماس برئاسة اسماعيل هنية، بدء حصار دولي واسرائيلي شامل علي حكومة هنية واستمرار حماس بنهجها برنامجها و سياساتها السابقة، وتنفيذ و تطبيق برنامجها السياسي الاسلامي الرجعي علي المواطنين،بدات المشاكل الواقعية بشكل اكثر حدة بالظهور بقوة امام حكومة هنية. بدء فشل حكومة هنية من اليوم الاول لتسلم السلطة، اذ لم تتمكن حكومة حماس من تلبية المطاليب المعيشية للناس، لم تتمكن ان تتعامل مع الاتفاقات الدولية الموقعة مع اسرائيل، كما لم تتمكن من صرف رواتب الموظفين و العمال في القطاعات الحكومية ولمدة الطويلة، كما لم تتمكن حماس من اقناع الناس بالصبر و المقاومة والتخلي عن الخدمات و الرواتب التي هي امور لاتقبل التاجيل. من جهة اخرى، استغلت فتح هذا الوضع لشن هجوم على حكومة هنية وذلك لعجزها عن تامين ابسط الخدمات للمواطنين، مما ادى الى تصاعد الاضرابات و الاحتجاجات ليشمل الموظفين والمدرسين وعمال القطاع الحكومي ووصل الامر الى اجهزة الامن والشرطة وغيرها ، فيما قامت حماس باتهام حركة فتح بتشجيع المواطنين وتحريضهم على الاضراب وزعزعة حكومة حماس. وشنت صراعات ومواجهات مسلحة بين الطرفين، لبعودوا بعدها للحديث عن تشكيل حكومة اتلافية اخرى. واخيرا شكلت حكومة محاصصة، لكنها فشلت فور ولادتها ، واخيرا، وبعد اتفاق مكة وبرعاية السعودية و الملك عبدالله، شكلت مايسمى بحكومة وحدة وطنية برئاسة حماس مرة اخرى ، بيد ان هذة الحكومة لم تستمر سوى شهرا وشنت معارك في غزة وسيطرة حماس علي غزة و فتح علي الضفة الغربية .
في الظروف الحالية ووجود حكومتين في غزة تحت حصاروغير معترف بها كثبرا ، وحكومة في الضفة الغربية باعتراف دولي رفع جزء من الحصار عنها ، ووجود على الجهتين الاحتلال الاسرائيلي، يواجه الشعب الفلسطيني نصاعب وتعقيدات قل نظيرها . تفاقمت المشاكل المعيشية والظروف الصعبة في غزة، باشرت اسرائيل بقطع الامدادات عن قطاع غزة و فرض حصار صارم عليه و غلق كافة المعابر الحدودية، ان كل هذه تمثل معاقبة لمليون ونصف مليون انسان فلسطيني يعيش في قطاع غزة. ومن جهة اخرى، وجود حكومة ضعيفة بقيادة فياض في الضفة الغربية و تقسيم الاراضي الفلسطينية بين القوتين، ادت كلها الى نسيان حل مشاكل الناس ونسيان حل اساسي للقضية الفلسطينية .
سمعنا و قرانا راي كثير من المراقبين والسياسين و حتي مسؤولين من الطرفين ومن ساسة العديد من الدول الغربية والعربية عن احداث غزة ، لكن كل هذه التحليلات و التفسيرات بعيدة عن جذور المشكلة الاساسية. ان سؤال هنا يطرح نفسه: ما هو سبب كل ذلك و اين يكمن الحل؟
ان السبب الاساسي لوجود وبقاء القضية الفلسطينة في شكلها الحالي هو عناد اسرائيل و سيادة فكرة فاشية و شوفينة اسرائيلية بعدم الاعتراف بالحقوق الشرعية للفلسطينين واقامة دولة فلسطينية مستقلة و حرة ومتساوية الحقوق مع دولة اسرائيل. ان اسرائيل تلعب دائما علي الحبلين. ان اسرائيل ليس لها استعداد على تلبية مطاليب الشعب الفلسطيني وتديم الاحتلال و المجازر بحق الشعب الفلسطيني، و من جهة اخرى تخلق المشاكل الداخلية و الاقتصادية داخل الساحة السياسية الفلسطينية لفرض اكبر ما يمكن من شروطها على كل الطرفين.
في ظل غياب حركة يسارية وشيوعية مقتدرة في الساحة السياسية الفلسطينة و الاسرائيلية تطرح بديل اشتراكي امام المجتمع برمته، يوجد حل اخر اكثر ممكنا و واقعية الا وهو حل تشكيل دولتين متساويتين قي الحقوق في اسرائيل و فلسطين. ان هذا هو الحل الوحيد لقضية الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية . وان تشكيل دولة مستقلة وحرة في الاراضي الفلسطينة يعد بمثابة سحب البساط من تحت قدمي الحركة الناسيونالستية العربية والحركات الاسلامية وتدخلات دول المنطقة. يجب على الفلسطينيين ان يعرفوا جيدا ان الحل ليس بايدي حماس والحركات الرجعية الاخرى فحسب، و هي التي تعتاش على هذه القضية وليس لها اي ربط بحق الفلسطينيين بحياة حرة كريمة.
رعد سليم





#رعد_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الاشتراكية العربية...... فشل احزاب ام فشل ايديولوجي!ا
- الانتخابات العراقية،انتصار الديموقراطية ام انتصار السيناريو ...
- -الامتداد القومي العربي والاسلامي للعراق- ومخاطره على الجماه ...
- اية اهداف تقف وراء تصريحات حازم الشعلان؟
- قانون سلامة الوطنية ام قانون تقييد الحريات العامة؟
- جماهير العراق ليست على استعداد لدفع ضريبة الحرب الرجعية!
- لماذا غضبت طريق الشعب على وزارة الاوقاف؟!!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رعد سليم - هل ان حل القضية الفلسطينة امر بعيد المنال؟!