أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر عوض الله - المربع الذهبي














المزيد.....

المربع الذهبي


حيدر عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 04:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجتهد بعض أطراف الحركة الوطنية هذه الأيام في البحث عن المربع الذهبي الذي فقدته إثر الانقلاب الحمساوي في غزة. هذا المربع الذي أمن لها فيما سبق مساحة كافية للمناورة واللعب في المساحة الوسط بين قطبي الصراع، وأعفاها بهذا القدر أو ذاك من حسم اصطفافها الاستراتيجي بسبب ما وفرته مرحلة التحرر الوطني من مرونة وصلت إلى حد الميوعة في وضعنا الفلسطيني، وكرد فعل على سلوك حركة فتح في السلطة وأدائها التحالفي.
لقد جرى خلط بين أسس التحالف الاستراتيجي ومقوماته وقواعده، وبين الاختلاف والصراع في إطار هذا التحالف. واندفعت بعض أطراف الحركة الوطنية إلى الانشداد بالمطلق صوب الاختلافات المرحلية، بطريقة شوّهت فيه، وأضاعت أساس التحالف الاستراتيجي، محرك الاصطفافات وضابط إيقاعها، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج السياسي وطبيعة الدولة المنشودة. هذا السلوك السياسي الذي تحول للأسف إلى سمة لدى مكونات الحركة الوطنية ذات الطابع العلماني، والتي تصر على تكرار تجربتها ، رغم عقم هذا السلوك ومخاطره المباشرة على برنامجها السياسي والاجتماعي بالذات.
مناسبة هذا الحديث محاولة التمييز بين لاشرعية الانقلاب و"شرعية" حركة حماس كقوة سياسية، بين الحكومة المقالة والحركة التي شكلتها. هذه المخاتلة على براعة حبكتها اللغوية لاتفعل في الجوهر سوى التعايش مع الوضع الشاذ الناشئ، وهضم نتائجه، وهي حين تفعل ذلك تستمر في تثبيت مقصلتها الوجودية، من خلال المساهمة في تعزيز نتائج انقلاب خصمها السياسي والاجتماعي. فالانقلاب الذي قادته حركة حماس هو، دون تلعثم، انقلاب على النظام السياسي وآلياته الديمقراطية والشرعية، وتصفية مباشرة لإرث وتراث الحركة الوطنية برمتها، ولا يجوز والحال كذلك أن تتعامى الحركة الوطنية من جديد عن معطيات الواقع الجديد، وما يتطلبه من شجاعة سياسية في التصدي لحركة حماس كحركة خارجة بقوة الانقلاب عن الشرعية السياسية والدستورية للنظام السياسي الفلسطيني.
لقد ثبت بالملموس أن التنظير الأيديولوجي عن مخاطر سلوك حماس على الحركة الوطنية وبرنامجها السياسي والاجتماعي لم يجد تعبيراته السياسية العملية، ليس هذا فحسب، بل سمح لحماس أن تتمدد في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية دون مقاومة من قبل الحركة السياسية والمجتمع المدني، وليس هناك حاجة لسرد عشرات الوقائع التي راكمتها حماس منذ تأسيسها حتى اليوم، والتي هدفت وبشكل معلن وتراكمي إلى تصفية الحركة الوطنية وأطرها السياسية والاجتماعية، لصالح قيام نموذجها الديني، والذي يسبق فيه الديني التحرري، بسبب عدائها العقائدي لمفهوم الدولة الوطنية.
إن التحول الدراماتيكي الذي جرى على عقيدة حماس "الجهادية" – أي الانتقال من الدعوة الدينية ومحاربة الديمقراطية والعلمانية الوطنية وتكفيرهما إلى الانخراط في الصراع الوطني مع الاحتلال- مرده استحالة تطور نفوذ وشعبية هذه الحركة من دون المساهمة في النضال الوطني ضمن أدواتها وفلسفتها التي كانت في معظم الأوقات تتصادم مع الخط الرئيس للحركة الوطنية الفلسطينية.
إن معادلة الصراع والوحدة داخل الحركة الوطنية يجب أن تقف مجدداً على قدميها من خلال الموازنة الدقيقة بين ما هو استراتيجي وما هو مرحلي، وعلى هذا الأساس تصاغ معادلة اصطراع القوى الجديد. فالصراع الطبيعي للحركة الوطنية مع السلطة وحركة فتح على نموذج إدارة الصراع الوطني مع الاحتلال من جهة، والإدارة الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية للمجتمع الفلسطيني، من جهة أخرى، يجب ألا يغّيب عنا التحالف ذا الطبيعة المستقبلية معهما. هذا هو فقط المربع الذهبي الذي يستثمر في المستقبل، ويمكّن البرنامج الوطني من الانتصار.



#حيدر_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام قي اوانه
- لعبة جديدة
- اغتراب النص في الخطاب الديني
- ايران في مرمى النيران
- اوهام متجددة
- انهيار التنظير القومي للوحدة
- العولمة
- انتحار معلن
- فتح- استنفذت قدرتها على هضم تناقضاتها الداخلية على مفترق طرق ...
- الدمقراطية المتوحشة


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر عوض الله - المربع الذهبي