متى تنتهي مأساة الكرد في سوريا

أسد أصو

الحوار المتمدن-العدد: 599 - 2003 / 9 / 22 - 05:53
المحور: القضية الكردية
    

أن سورية مهما أوتيت من قوة ا وجبروت لن تستطيع أن تعاند التاريخ والعصر معا . وان تتجاهل الحقيقة الكردية وحقيقة استحقاقات المطلوبة من حيث الاعتراف بالحقوق القومية المشروعة لشعبنا الكردي في غربي كردستان  و إسقاط حالة التمييز العنصري الممارس ضده وإعادة الاعتبار للمجتمع السوري كمجتمع كامل الأهلية وليس  بحاجة إلى وصاية الجلادين  .
ان الشعب الكردي في سورية يريد التعايش مع الشعب العربي على أسا س العدالة والمساواة والشراكة في الوطن وفي الحقوق والواجبات وبهذا يستطيع الشعب العربي والكردي أن يكون أقوى وأكثر فعالية في تحقيق أحلامه المشروعة حين يتخلص من ظلم الظالمين . وان الحقوق المشروعة لشعبنا وللشعوب الأخرى المضطهدة  لابد أن ستحصل مهما  طال بها الزمن ومهما عمل الظالمون من إدامة  ظلمهم و جعله أمرا واقعا وحقا  مكتسبا . هناك مقولة تقول ....أن التاريخ لا يرحم العملاء والخونة والظالمين ونحن نقول لكل من اختصب حقوق شعبنا المظلوم بان التاريخ لا يرحمه  كما حصل لفرعون  العصر  الطاغية صدام حسين   بعد أن كان يحكم العراق بقوة السلاح وإهانة الشعب من شماله إلى جنوبه ها هو يعيش اليوم متخفيا هاربا من عدالة  العراقيين وبقي الشعب الكردي شامخا رافعا رأسه بين القوميات الأخرى في العراق .
 ومن العجيب بان حكومة  مثل الحكومة السورية التي تدعي الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية وتتوعد الشعب بالرفاه والازدهار؛ ويعيش الكرد في حالة بائسة منذ زمن بعيد فان الجماهير الكردية محرومة من ابسط الحقوق  كحقوق المواطنة والجنسية وامتلاك الأراضي أو غيرها من الحقوق التي لابد منها كي يستطيع الإنسان العيش بسلام وأمان .    
ومن الإجراءات التعسفية حيال الكرد إجبارهم قانونيا على تغيير قوميتهم وتثبيت عر وبيتهم في السجلات المدنية .وإجلائهم  من مناطقهم إلى مناطق أخرى وإسكان العرب في مناطقهم  محاولة منهم لتعريب المنطقة والحزام العربي خير شاهد على ما نقول . وقد تعرض الكرد منذ عقود وحتى اليوم للاضطهاد القومي وإجراءات التمييز العنصري المستمرة وللقوانين الاستثنائية التعسفية وسياسة التعريب والتبعيث والصهر القومي المتواصلة . ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية والثالثة في وطنهم الذي طالما اعتزوا بالانتماء إليه . وهم يعيشون حالة اغتراب مؤلمة في بلدهم سوريا , أدى ذلك كله إلى عرقلة تطورهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وهم يعانون بقسوة من الآثار السلبية والمدمرة لإجراءات تنفيذ أبشع  مشروعين  عنصرين ,هما الإحصاء الاستثنائي الذي جرى في محافظة حسكة عام 1962 م استهدف إلى تجريد عشرات الآلاف
من المواطنين الكرد من جنسيتهم السورية  والعبث بمصير وثائق عشرات الآلاف من الآخرين ,الذين يصل تعدادهم ألان إلى  أكثر من ربع مليون نسمة وهم مجردون من حق الانتماء للوطن الذي ولدو فيه  أبا عن جد , قدموا  ويقدمون أغلى ا لتضحيات في سبيل استقلاله وتطويره وسيادته. ومشروع ا لحزام ا لعربي الذي أدى إلى حرمان عشرات الآلاف من الأسر  الفلاحية الكردية من أراضيهم الزراعية التي استولت عليها السلطات وأعطتها لأبناء العشائر العربية التي جيئة بهم من محافظتي حلب والرقة  واستوطنتهم في المنطقة الكردية في سياق خطة تعريب مناطق الكرد . وقد فشل عشرات من الأطفال الكرد للوصول إلى مكتب الأمم المتحدة للطفولة  بعد أن منعت القوات السورية وصولهم , وكان بعض من هؤلاء  الأطفال يرتدون الزى الفلكلوري  الكردي  ويرفعون الشعارات التي تطالب بحق تعلم اللغة الكردية ومراعاة  الخصوصية القومية وإعادة الجنسية إلى الكرد المجردون منها ,ومطالبتهم بحياة سعيدة خالية من ا لتمييز والاضطهاد  وبعد  وصول  بشارالاسد   إلى سدة الحكم كان الشعب الكردي يتأمل الخير الكثير من وصوله إلى الحكم بعد أن  قطع على نفسه العهود  والمواثيق في الانفتاح على  الشعب وإعطائهم فرص أكثر من ذي قبل ,ولكننا وبعد مرور هذه السنين لم نرى شيئا من كل هذه الوعود .        
 وإننا  إذ  نناشد  الحكومة  والمثقفين  السوريين  للوقوف جنب إلى جنب  مع حقوق الشعب الكردي  وإعادة المياه إلى مجاريها  وحل هذه القضية التي  طالما حلمنا   بحلها ضمن  إطار الإخوة  واحترام  حقوق الشعوب وإعطاء كل ذي حق  حقه .
 إننا الشعب الكردي لن نكون أعداء  للشعوب  الأخرى  ونطالب  بالسلام والوئام  والمطالبة  بالعيش  المشترك  تحت ظل الأخوة التي تجمعنا جميعا  

 

أسد أصو
ألمانيا

 

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل