|
الى اي حد سيدعم الشيوعين حكومة المالكي؟
أحمد الشيخ أحمد ربيعة
الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:52
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
شارك الشيوعيون في حكومة المالكي عبر تواجدهم في القائمة العراقية، ويظهر ان المشاركة حسمت في اللحظات الاخيرة من مارثون المحاصصة. وقد سبق للحزب الشيوعي ان قام باستفتاء داخلي لأوساط واسعة من قواعده حول المشاركة في الحكومة، وهي ظاهرة ايجابية لحزب سياسي يسعى للتمسك بنسغ الحياة وجاءت معظم التقديرات علي أهمية المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، هذا المفهوم الذي كان ومازال بحاجة الى صياغة واضحة من خلال تبني برنامج واضح. وكما هو معروف فان السعي لتشكيل حكومة المالكي دام عدة اشهر ويشاع انه رغم مشاركة العراقية في اللحظات الاخيرة والتي كانت اوساط عديدة بحاجة كبيرة اليها وحيث كان من المقرر ان تكون وزارة الشباب من حصة الشيوعين الا ان الأوساط القوية المشكلة للحكومة اعترضت على هذا الامر خوفا من أن يعزز هذا الموقع من نشاط الشيوعين الجماهيري بعيدا عن مدى قدرتهم على تقديم خدمات لابناء شعبنا، وتم الاتفاق على ان تكون وزارة العلوم والتكنولوجة من حصتهم رغم ان مرشحهم كان كتكنوقراطي وسياسي يمتلك مؤهلات كبيرة تؤهله لان يأخذ مواقع هامة وحساسة في الحكومة المشكلة. وبرزت حكومة المالكي التي لم يسمها الشيوعيون في اي من وثائقهم بأنّهاحكومة وحدة وطينة وانما جري التاكيد بانها حكومة واسعة التمثيل. اظهرت المسيرة الماضية لحكومة المالكي بانها لم تكن سوى حكومة محصصة طائفية – قومية وكل المؤشرات تشير بان الحكومة وبسب كون ان عصبها الاساسي هو المحاصصة فانها بالتالي غير قادرة على انجاز مها مها التي اعلنت عنها حتى من الناحية الشكلية. فقد فشلت في كل الملفات التي تواجهها سواء الموقف من اعادة السيادة او بناء الدولة او اعادة الأمن والأمان او في تحقيق الخدمات وباتت هذه الحكومة بسب نهجها الطائفي والحزبي مرهونة اكثر مما مضى الى الضغوط الامريكية علما بأن أطراف منها سعت وتسعى لترسيخ بقائها تحت الهيمنة الامريكية، حتى المتتبع للوضع السياسي العراقي يبقى يتساءل عن ماهية التنازلات الجديدة التي ستقدمها الحكومة العراقية للامريكان ولاطراف اخرى داخلية كانت او خارجية في مقابل اي نجاحات وقتية تحققها وبالذات في الملف الأمني. وتشهد الحكومة حاليا اشتداد وتعمق ازمتها الخانقة ولأسباب عديدة ومعروفة، بحيث باتت حتى الاطراف الداعمة لها والتي هي كانت وستبقي احد الجذور الاساسية لهذه الازمة الخانقة للحكومة متخوفة من دعم الحكومة بشكل علني كحد ادني ومثال على ذلك موقف الفضيلة والصدريين وما نشر مؤخرا عن موقف عادل عبد المهدي واستقالته من منصبه. وعن هذه التطورات الاخيرة عبر الشيوعيون عن مواقفهم برفضهم لموقف علاوي وتحركاته السابقة ضد حكومة المالكي بل الاشارة لأمكانية انسحابهم من العراقية اذا سارت الامور علي هذا النحو في العراقية والتي تشهد تصدع واضح ( انسحاب مهدي الحافظ ، انسحاب الحزب القاسمي)، وبتقديري فان موقف الشيوعين في هذا المجال كان سليما. من جهة اخرى، اعلن الشيوعيون دعمهم لحكومة المالكي والتصريحات بهذا المجال او بصدد العراقية كانت متواصلة الا اخرها، كان قد وضع النقاط على الحروف خاصة انها جاءت بعد المؤتمر الثامن علي لسان عضو اللجنة المركزية د. علي ابراهيم في لقاء قبل فترة قصيرة في كربلاء بمناسبة المؤتمر الثامن. ولكن هذا الدعم الذي يبدو غير مؤطر بحدود معينة هل سيخدم الشيوعيين وعموم القضية العراقية؟ ورغم اللوحة السياسة البالغة التعقيد في مسارات الوضع السياسي العراقي وفي تطوراته الانه هناك جملة من الامور من الضروري ملاحظتها فيما يخص تقيم الشيوعيين لموقفهم من حكومة المالكي او اي حكومة اخري في المدى القريب:
* اي حكومة تدعي او تسعي في تبني مسار وطني او مسار ديقراطي حقيقي ، لا يمكن لها من مواصلة طريقها هذا الا من خلال الموقف الايجابي تجاه الحزب الشيوعي العراقي وعموم القوي الديقراطية سواء بالتحالف او التعاون او التنسيق، وهذه حقيقة يؤكدها تاريخ الحركة السياسية العراقية منذ اربعنيات القرن الماضي، وشكل اقصاء الشيوعيين او ضربهم او تحجيمهم كارثة امتد لهيبها ليحرق عموم القوي الديمقراطية والوطنية وليمتد الخراب لنفس هذه القوي التي مارست هذه السياسية وبالتالي عموم الوطن ويظهر ان الموقف من الشيوعين مثل تفاحة ادم ما ان تأكلها حتى تهبط الى الحضيض. * أثبت الشيوعيون بانهم ليس( ظاهرة صغيرة عابرة) كما سماهم احد ابرز قادة الاسلام السياسي في العراق في احد لقاءاته التلفزيونية وليس هم جزء من التاريخ العابر، بل هم قوى حية وفعالة علي الساحة رغم ما يشار الى اخطائهم ونواقصهم ومحدودة امكانيتهم وغيرها. فخلال السنوات التي اعقبت سقوط النظام اصبحوا جزءا فعالا من الحياة العراقية بكل أشكالها، واحتفالات الحزب الاخيرة تعكس بشكل او اخر استعراضات قوى الحزب. ليس هناك ابرز من الامريكان الذين استبعدهم من قانون تحرير العراق،ثم عادوا فيما بعد امام حقائق الواقع ليغيروا موقفهم. * لا يختلف عقلان حول حقيقة وطبيعة المشروع الامريكي في العراق ولا يستطيع احد ان يزكيه، سوى من ترتبط مصالحه المختلفة مع هذا المشروع. وجزء من هذا المشروع مطلوبية راس الحزب الشيوعي العراقي فيما اذا سار على نهجه الوطني والديمقراطي ولأسباب عديدة خاصة بالامريكان سواء كانت ايدلوجية او سياسية ..الخ. وهذا المشروع الذي يبدو أن تعقد الظروف الحالية دعت الي التريث به الا انه يبقى قائما وتجربة اوربا الشرقية والموقف من الشيوعين واليساربعد انهيار الاتحاد السوفتي مازالت ماثلة للعيان. سيلجؤون الي كل الاساليب الدنيئة من شراء الذمم الى شراء قيادات حزبية متقدمة سعيا لخلق تيار يميني ،أو اللجوء الى الاغتيالات ان تطلب الامروحتى السحق للحزب وما اسهل ذلك في عراق المليشيات والعصابات. وهذه الحقيقة من الضروري ان تبقى ماثلة ليس امام الشيوعين وانما اما م عموم القوي التي تسعى من اجل خير العراق. * الموقف اللئيم للقوى السياسية العراقية والتي تتحكم في تطورات الوضع السياسي العراقي بضمنهم حلفاء الشيوعين والذين يسعون الى ان يكون للشيوعين خطا أحمر لايتجاوزونه في مخلتف أنشطتهم سواء في السنوات التي سبقت سقوط النظام او بعد ذلك. واذا استبعدنا القوى الموبوءة بالعداء حتى الان لكلمة الديقراطية ( الاستاذ الكريم جاسم المطير يذكر ان احد معارفه من الاسلاميين كان حاقدا علي سيارته واضطر لبيعها لكون لونها احمر، أخر شغل ولحد الان مواقع هامة جدا سواء في وقت الجعفري او المالكي كان ينادي وفي ندوة عامة بان تعاملهم القادم مع الشيوعين بعد اسقاط النظام سيكون باجبارهم على دفع الجزية مثل اهل الذمة، معروف عن صولاغ وفي احاديثه الشخصية وقسم من الاحاديث الرسمية وفي لقاءاته مع الشيوعين العراقين في دمشق ان كلمة الديمقراطية كانت تثير فيه ردود فعل غير طيبة). اذا استبعدنا هذه الكوارث فان معظم الباقين يسيرون علي نهج تحجيم الشيوعين، ويظهر انه تشكلت سيكولوجية كاملة في هذا الاطار للطبقة السياسية المؤثرة في الاوضاع العراقية، وما ساهم في تعزيز ذلك هو اخطاء الشيوعين والمرونة والتنازلات التي تقدم في ظل حسابات غير سليمة والامثلة في هذا الامر عديدة. هذا الامر يتطلب من الشيوعين العمل الجاد والفعال لتغيير هذه السيكولوجية عند اصدقائهم وحلفائهم قبل اعدائهم، واتمني ان يقف الحزب الشيوعي العراقي امام هذا الامر ويسعى لعلاجه بشكل جاد. * ان لاينظر الشيوعيون للعملية السياسية وكأنها تسير باتجاه واحد او ان القوي المتحكمة بزمام الامور ستبقيى هي نفسها وحتى بعض التنظيرات التي يطرحها البعض انه في زمن الاحتلال يمكن بناء الديمقراطية وما يذكرهذا الامر الا بتنظيرات سوسلوف الغريبة عن الواقع وما تشكل الا مقدمات لشطحات يمينة. وسبق لتصورات كهذه ان اوصلت الشيوعيين الى الخابوربدل ان تصل بهم الى الاشتراكية. ولا يبدو ان هذا الامر يجري معالجته بجدية كاملة، والا ما هذا الكشف لقيادتهم وكوادرهم وتنظماتهم وطرق عملهم وبدون ضرورات تستدعي ذلك وغيرها من التعاملات التي يهلل لها البعض بانها من روائع الشفافية. هذا حزب الدعوة سبق الشيوعيون بفترة قصيرة في عقد موتمره ورغم كونه يقود الحكومة الا انه لم يعلن لمن هب ودب عن قيادته الجديدة ولم يتحلقوا وراء المالكي بصوره للنشرالعام، ويظهر انه لم تؤخذ اجراءات ولو شبه جدية في عدم الكشف عن انتخابات القيادة الجديدة وكنت اتمنى على الشيوعين ان يكونوا في هذا الجانب او فيما يخص المؤتمر الاخير اقل استعراضا، علما اني مع كامل شفافية نشر مشاريع الوثائق وعلنية السياسة. * يطرح قادة الحزب الشيوعي عزمهم علي تحويل الحزب الي حزب انتخابي، وليس هناك اي اعتراضات علي هذا التوجه السليم ، ولكن اي حزب انتخابي ياخذ بالضرورة مصالحه الانتخابية عند مشاركته او مقاطعته لاية حكومة، ولنتعلم من الاحزاب اليمنية في اوربا او احزاب الوسط التي تقوم بحل حكومات، تقف هي علىرأسها وتدعو لأنتخابات جديدة عندما تشعر ان الاستمرار في تحالف الحكومة سوف ينعكس سلبا على مصالحها الانتخابية. فهل المصالح الانتخابية لاي جهة سياسية لا تضع عينها علي تزوير الانتخابات، من مصالحة في دعم هذه الحكومة التي ربما ينهيها الامريكان حال انجاز مهمتها الاساسية في اقرار قانون النفط. * ربما هناك من يجد الرد السريع على عنوان المقال اعلاه، في التقرير السياسي المقدم للمؤتمر الثامن في فقرة الحكومة الجديدة وخاصة في نصفه الاخير، واذا كان الامر كذلك فمن المفروض ان يجري ربط ذلك بسياسات وتكتيات يومية معلنة وصريحة امام الجماهير بدل التصريحات والتي يبدو منها وكان هذا الدعم لا يملك سوي حدوده الفضفافة. وهل يتناسب هذا الموقف المعلن مع الحدود التي اشرها التقرير السياسي للمؤتمر الثامن في فقرة الحكومة الجديدة. ولكن يبدو ان هناك ( مرونة سياسية) لا تعبر في حقيقتها الا عن ترهل سياسي ربما سيفضي في نهاية المطاف الي تهميش دور الشيوعين في مجمل العملية وربما الحياة السياسية وهنا اورد مثالين عن هذا الترهل السياسي، الاول يتعلق باستبادل حكومة المالكي للعيد الوطني العراقي المتمثل ب 14 تموز بالثالث من تشرين الاول، وبعيدا عن مناقشة اسباب ذلك، الا انه لم يصدر اي بيان للحزب ضد هذا القرار حتى ولو كان بيان خجول باسم ناطق من الاعلام المركزي، ولم يصدر اي قرار من الموتمر الثامن ضد هذا الامر. لقد كان الحزب وقيادته واعلامه صامتا اتجاه هذه الخطوة من الحكومة. المثل الثاني يمثل بالتصويت علي المفوضية العليا للانتخابات بتركيبتها الجديدة في البرلمان، وفي حدود مانشر يظهر انها خضعت للمحاصصة الطائفية والحزبية، بمعنى ان هناك شكوك جدية علي نزاهة وقابلية هذه المفوضية في ادارة اي انتخابات قادمة، ولكن التساؤل المطروح من من الشيوعين او من جماهيرهم او غيرهم يستطيع يخبرنا عن موقف ممثلي الشيوعين في البرلمان نحو هذا الامر الحساس؟. من الضروري ان لا يحصر الشيوعين موقفهم في ثنائية علاوي والذي يتهم بتآمره أو سمه ماشئت على حكومة المالكي، هذا التحرك الذي لم يحظ حتي بالدعم الامريكي والذي يوضع عليه عدة علامات استفهام إضافة الى كون الشيوعين يرفضون السلوك التآمري في العمل السياسي وكل سلوك يمكن ان يقوم بتدمير او الحاق الضرر البالغ بمجمل العملية السياسة وبين الوجهه الاخر لهذه الثنائية المتمثلة بدعم حكومة المالكي دون العمل على ممارسة وتطوير ضغوطهم على هذه الحكومة بحيث يكونون شركاء حقيقيين في الحكومة وليس شكليا . ان مواصلة المشاركة والدعم للعملية السياسية من اجل تصحيح مسارها اصبحت من ثوابت سياسية الحزب الشيوعي في المرحلة الراهنة ويمكن ان يبقى يدعم الايجابيات وينتقد السلبيات من خارج اطار المشاركة في هذه الحكومة الكسيحة. والا مالذي الذي يجعل الشيوعين يتحملون وزر نواقص هذه الحكومة واخطائها اما ان ان يسقط شعار( اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور). خلاصة الامر يتطالب من الشيوعين البحث الجاد واليومي عن اساليب تطوير دورهم في الحياة السياسية ومنها موقفهم من دعم حكومة المالكي والتي يبدو ان دعمها كمن ينفخ في كيس مثقوب.
#أحمد_الشيخ_أحمد_ربيعة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القراءة الخاطئة لبيان الحزب الشيوعي العراقي حول تضامنه مع ال
...
المزيد.....
-
مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب
...
-
نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
-
سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
-
الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق
...
-
المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
-
استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
-
المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و
...
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي
...
-
الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|