أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مها العراقية - صورة من واقع الحال














المزيد.....

صورة من واقع الحال


مها العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:37
المحور: حقوق الانسان
    


قالت لي الموظفة بعصبية واضحة:
- ضعي معاملتك على الطاولة ,وتعالي بعد أسبوع لتريها جاهزة !
خرجت من الدائرة بفيض من مشاعر السعادة والفرح ... فقد آن الأوان لانجاز المعاملات بشكل سريع ودون الحاجة لإضاعة الوقت والمال... والكرامة !
عدت في الوقت المحدد, وقلت للموظفة بابتسامة مفعمة بالتفاؤل والثقة:
* أريد معاملتي !
- فتشي في هذا الملف .
كانت أكداس الملفات تشغل حيزا كبيرا من طاولة الموظفة التي تشاطرها فيها موظفة أخرى .
* في أي ملف أفتش؟
لم أتلق أي جواب ..فواصلت البحث بدأب وصبر حتى عثرت على معاملة أفراد عائلتي .. أما معاملتي ,فلم أجد لها أثر!
سألتها :
* لكن أين معاملتي ؟!لم أجدها .
- وماذا أفعل لك؟هيا أجلبي صورا أخر ,واملئي استمارة جديدة ,وادفعي الرسوم الخاصة....ثم تعالي بعد أسبوع..انه حظك !
إذ عنت للأمر ,...وما كدت أهم بالخروج,حتى تعالت صيحات موظفة أخرى نحو عجوز تؤكد فيها ضياع معاملتها ,وهي تقول :
* وكيف تضيع ؟ألست أنت التي تشترين مني القيمر كل يوم جمعة ؟
- نعم ..وهذا لا شأن له بالمعاملة .
- هل أذهب ؟!
- أجل,وتعالي بعد أسبوع ...
لاذت العجوز بالصمت ...وخرجت معي ...
لم أنبس ببنت شفة ,فليس من المعقول أن أتفوه بما سأندم عليه لاحقا ...ولا بد لي من التحلي بالصبر .فالموظفة تكاد تختفي تحت أكداس المعاملات ,وفي حجرة صغيرة تخلو من الكهرباء في شهر أيار القائظ .
وبعد أسبوع , عدت ..وقلت للموظفة بذات الابتسامة المفعمة ثقة وتفاؤلا:
* أريد معاملتي !
حدقت بوجهي وقالت
- أية معاملة ؟ها...لقد نسيتها في حقيبتي الأخرى !انه حظك !تعالي غدا!
* بكل بساطة ؟
- أجل ,وان لم يعجبك الأمر , سأضطر للاستعانة بمن سيخرجك من الغرفة .
علا صدى صياحها ,تقدم مني الساعي وأمرني أن أغادر الغرفة المكتظة بنساء غير محظوظات مثلي !
حسن ،سأشتكي إلى المديرة !
- اذهبي حيث ما تشائين !
أطلت النظر بوجهها ,وفي الساعي الذي كان يرمقني بنظرات تتطاير شررا ... ثم استدرت صوب النساء , ووجدت بينهن بائعة القيمر, فقلت لهن:
* من منكن لديها قطعة من الكارتون؟أريد أن أخط شيئا عليها ...
لم أتلق أي جواب ...
خرجت وأنا أردد بصوت عال :
* أيها المراجعون :لقد تعرقلت معاملتي ,لأنني لم أعطي للموظفة ما يرضيها !
تقدم مني الساعي لإسكاتي , لكنني مضيت قائلة :
* وهاهو الساعي , يتقدم لمساومتي ... نحن في زمن الديمقراطية ,وقد ان الاوان لننزع الأكمام عن أفواهنا .
تعالت صيحات النساء خلفي مؤيدات ...فتقدمت أكثر وأكثر , وهن يتبعنني,ومعهن العجوز بائعة القيمر .
* لا خوف بعد اليوم !
هتفن خلفي
- أخل ,لا خوف بعد اليوم .
ازدادت أعداد الملتحقات بي حتى أصبحن مظاهرة وما كدت أتقدم صوب الشارع حتى أسرعت المديرة ومعها الموظفة إياها لتمسكا بي قائلتين :
- تفضلي عزيزتي هذه هي معاملتك ,ومعها بقية المعاملات المفقودات !لقد عثرنا عليها بمشقة !
بعد الظهر ,احتفلت مع أفراد عائلتي بانجاز المعاملة بعد إضاعة قدر كبير من الوقت والجهد واسترداد شيء من الكرامة... بطريقة ديمقراطية!



#مها_العراقية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية: العفو الدولية تطالب بالإفراج عن مواطنة محكوم عليها ...
- اليونسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- اليونسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- لاوغاي.. معسكرات الاعتقال في الصين (الجزء الثاني)
- قانون تجريم المثلية الجنسية.. التمييز ومطالبات الإلغاء
- اليونيسكو تمنح جائزة حرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين في غ ...
- حرب غزة: قصف متواصل على القطاع واعتقال مشتبه به حاول مهاجمة ...
- -اليونيسكو- تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين ...
- لاوغاي.. معسكرات الاعتقال في الصين (الجزء الأول)
- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: الدمار في غزة هو الأسوأ منذ ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مها العراقية - صورة من واقع الحال