أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي جلال - الحقيقة والأسطورة في اللص والكلاب














المزيد.....

الحقيقة والأسطورة في اللص والكلاب


رامي جلال

الحوار المتمدن-العدد: 598 - 2003 / 9 / 21 - 06:39
المحور: الادب والفن
    


 

كانت وجبة كباب هي حصيلة أول سرقة سرقها "محمود أمين سليمان" أي أن "اللص والكباب" كان مقدمة لأسطورة "اللص والكلاب" الذي طبقت شهرتها الآفاق بعد أن أفاضت الصحف في الحديث عن السفاح ثم خلد قصته كما هو معروف نجيب محفوظ في رائعته "اللص والكلاب" ثم جسد شخصيته شكري سرحان في الفيلم الشهير... و"محمود أمين" أول من أطلق عليه لقب سفاح عمومي على المستوي القومي فالسفاحون كانوا محليين مثل "سعد إسكندر" (سفاح كرموز) و(سفاح البدرشين) وغيرهم... في القصة الحقيقة "لمحمود أمين سليمان" اختلطت الشهامة بالخيانة بالسياسة بالصحافة... انتقل محمود مع والدية من عروس الصعيد "المنيا" حيث ولد إلى عروس البحر الأبيض "الإسكندرية" في بداية الخمسينيات حيث كانت البلاد في حاله مد ثوري وتغيير جذري... ترك محمود كل هذا وسافر إلى لبنان حيث أستقر في بيروت لعده سنوات أستطاع خلالها أن يكسب بعض المال ومعه اللهجة اللبنانية التي كان يتحدث بها أحياناً... كان فنان الشعب "زكريا الحجاوي" دائماً يقول: "الإنسان ابن قدره... فليس في أيدينا شئ يا نهر البنفسج" وهذا ما حدث مع محمود إذ كان فور عودته من لبنان على موعد مع قدره "بطه" فتاه جميلة بمقاييس هذا الزمان, بيضاء وممتلئة, بطه بصحيح... اسمها الحقيقي فاطمة... تعلق بها محمود وخطبها ثم استطاع أن يؤجر شقه في حي محرم بك تزوجها فيها ومضت بهما الحياة... تسربت النقود من يديه ولم يكن قد أكمل تعليمه أو تعلم حرفه... كان في داخله يشعر بالظلم والإحباط ويري أن الحياة والظروف والناس قد ظلموه... وأن من ظلموه يعيشون في بذخ بينما يعاني هو في الحصول على القوت الضروري... تحول محمود إلى لص مساكن محترف, رأى أنها الوسيلة التي تحقق له الثروة وفي نفس الوقت توفر له سبيل الانتقام ممن حرموه... لم يكن يقتحم سوى أفخر الشقق في أرقي أحياء الإسكندرية والقاهرة, كان يقتحمها وحده مستعيناً فقط "بناضورجي" يراقب لـه الطريق ولم يكن هذا "الناضورجي" سوي شقيق "بطة" زوجته... تعددت بلاغات السطو عند البوليس, سبعه وعشرون بلاغاً من عليه القوم, قام محمود بالسطو على شققهم وفيلاتهم مما سبب حيرة وارتباكاً للبوليس لأنه لم يكن مسجلاً لديهم... في أحد الأيام عاد محمود إلى منزله ليجد شقيق زوجته يجلس في الصالة مع بعض الخطرين يلعبون القمار... شتمه محمود وطرده مع رفاقه وأمر زوجته ألا تفتح الباب في غيابه لشقيقها... وهنا بدأت مأساة محمود إذ توجه الشقيق إلى البوليس حيث ابلغ عن محمود للقبض عليه فأعترف محمود بأن شقيق زوجته هو شريكه فتم حبسهما... فيما بعد قال محمود لقد ورطته معي ليس غدراً ولكن لأحمى زوجتي منه ومن رفاق السوء... كان طبيعياً أن يُرحل إلى القاهرة فهناك وقعت أغلب جرائمه ليحاكم هناك... وفي سجن الاستئناف جمعته زنزانة واحدة مع فنان الشعب أحمد فؤاد نجم بل انه استعان به ليرفعه إلى النافذة ليحادث "بطه" التي أتت لزيارته... كان يحدثها عن المصارى (النقود) وعن تحديد جلسة لمحاكمته... ومرت عليه أياماً كثيرة مريرة دون تحديد جلسة لـه ثم أخبره أولاد الحلال وما أكثرهم في كل زمان أن المحامى يتعمد التأجيل بحجج واهية حتى تطول أيام سجنه لأنه بصراحة على علاقة "ببطه"... كله إلا بطه... كان يشعر إنه لم يخرج من دنياه إلا بها, عوضته عن الفقر والظلم والغربة... لهذا لم يطق البقاء في السجن طويلاً وهرب ليبحث عن "بطه" وينتقم من عشيقها... لم يجدها في المنزل ولا عند أمها كان يطاردها والبوليس يطارده... وصنعت منه الصحف كالعادة أسطورة في الإفلات من البوليس... بل وتحقيق العدل الغائب بأنه يسرق الغني ليعطى الفقير على طريقة "روبين هود" و "أرسين لوبين"... قيل أنه سرق فنانين كبار ومنهم أم كلثوم... بل تطوع البعض وردد أنه عرض على عبد الناصر في مكالمة تليفونية إحضار رأس عبد الكريم قاسم رئيس العراق وقتها الذي كان في خلاف مع مصر... واستهوت قصته الناس وأصبحت حديثهم في المقاهي وكلهم يضيف إليها ما يعجبه ويحذف ما لا يعجبه حتى صار أسطورة... فتحول من مطلوب قانوناً إلى مطلوب سياسياً حتى لا تهتز هيبة الدولة, فكثف البوليس الحصار... في أحد الأيام كان محمود الهارب يمر بجوار إحدى المستشفيات عندما تعرف عليه كمين من الشرطة فقفز محمود من فوق سور المستشفي إلى داخلها ثم أعتلي السور من الجانب الآخر وخرج إلى شارع جانبي ومضي بينما امتلأت المستشفي برجال البوليس يحدقون في وجوه المرضي... في نفس اليوم هرب إلى حلوان حيث كانت كمائن البوليس تحاصر المكان فقابل بائع لبن أجبره محمود على تغيير ملابسه معه إذ كثيراً ما هرب من حصار البوليس بالتنكر أو ارتداء ملابس النساء... لكن في هذا اليوم كانت ملابسه هي مقتله ونهايته... إذ وضعها الضباط أمام الكلاب لتشمها فقادتهم إلى مغارة كان يختبأ فيها محمود, تبادل البوليس معه إطلاق النار من داخل المغارة ثم شعر أنها النهاية فآثر أن تكون بيديه فأطلق على نفسه الرصاصة المتبقية في مسدسه ومات... أقتحم البوليس المغارة وهم يطلقون وابلاً من الرصاص جعلت صوره محمود التي نشرت في الصفحات الأولى من جرائد اليوم التالي تبدو مشوهة ... كان الرئيس عبد الناصر في زيارة في هذا الوقت لباكستان فخرجت صحيفة الأخبار لتزف إلى الناس الخبرين, خبر مصرع السفاح وخبر زيارة الرئيس, ويبدو أن الذهول أو فقدان الحساسية أنسي من أخرج الصفحة الأولي أن يضع خطاً يفصل بين الخبرين فجاء المانشيت ليقول:
"مصرع السفاح عبد الناصر في باكستان"
وكانت مشكله بالطبع ولكن هذه حكاية أخري.

                                            

 






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي جلال - الحقيقة والأسطورة في اللص والكلاب