أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ستار البياتي - نكون او لانكون















المزيد.....

نكون او لانكون


كاظم ستار البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 06:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما لذي يحصل في العراق إذا طبق قانون الأقاليم:
إن الخوض في مثل هذا الموضوع أو مناقشة مثل هذا السؤال الذي تداولته بعض الأقلام بالتحليل والإفاضة بغية الوصول إلى الرأي الأقرب من اجل خلق القناعات اللازمة وإيجاد القواسم المشتركة بين مختلف التيارات السياسية على الساحة العراقية . إن تاريخ العراق الحديث لم يشهد مثل هذا الحراك السياسي والاجتماعي والمذهبي وبهذا الشكل من قبل ,إذن وإزاء مايحصل من مستجدات غير ما لوفة افرز هذا المنعطف الخطير , بدأت الضرورة تفرض علينا أن نقرْا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا بوعي ومسؤولية ترتقي إلى مستوى المرحلة التي نعيشها اليوم.
قد يتذكر البعض معي العبارة التي قالها الملك فيصل الأول ملك العراق آنذاك – إن من الصعب ان يتحول العراق إلى امة_ ذلك في بداية عشرينات القرن الماضي وفي تلك الفترة التاريخية التي لم يتبين فيها شكل المسار السياسي والطبيعة القوى التي يمكن أن تأخذ على عاتقها مسؤولية قيادة السفينة إلى برا لامان نجد تثبيت الأسس اللازمة لبناء كيان الدولة أو المملكة لم يكن بلامر السهل , حيث أخذت الأمواج تتقاذفه في أول خطواته حتى استقر الرأي على بناء نظام ملكي دستوري يأخذ على عاتقه إدارة شؤون البلاد والدفاع عن مصالحها . هذه التجربة لو أتيح لها أن تأخذ مداها وتترسخ أكثر لما حصل الذي حصل لاحقا , لكن التجربة الدستورية الوليدة أجهضت في مهدها وظلت الملكية تتقاذفها الأمواج حتى قيام الجمهورية وماتلاها منحكم شمولي وديكتاتورية ظلامية.
إن هذا التاريخ الحافل بالهزات العنيفة لابد من قراءته قراءة جديدة وغير تقليدية . إن من يستعرض الفترات البعيدة والقريبة يجد إن اللا استقرار هو أسمة التي تحكم واقع الدولة العراقية على مختلف فتراتها . فإذا استثنينا الهيمنة العثمانية وما تميزت به من صراعات لامجال للخوض فيها , نجد إن قوات الحلفاء وبعد دخولها العراق أبان الحرب العلمية الأولى أطلقت على هذه المنطقة أول الأمر – بلاد مابين النهرين- وحين شعرت إن هذه البلاد عصية بشكل غير متوقع طلعت بنتيجة إن الخروج من بيت العنكبوت وتركه للعناكب هو الأسلم والأضمن لمصالحهم . وهكذا سارت الأمور على النحو الذي عاشه من عاش وسمع عنه من سمع.يبدو إننا اليوم أحوج مانكون لقراءة تاريخنا الحديث قراءة واعية وبتجرد حتى نستطيع إن نعي واقعنا ونعيد النظر بالبعض من الحسابات التي خذلت أصحابها ونبدأ رحلة الألف ميل بخطوة واثقة لا إننا اليوم أمام مسؤولية تاريخية كبيرة- نكون اولانكون – في خضم هذا الصراع المستعر حيث تصطرع المصالح وتتقاطع النوايا ولكن لاحل يلوح في الأفق لحد هذه اللحظة . وهذا على مايبدو ونتيجة من نتائج الخطوات المتعثرة بعد سقوط النظام ومار افقها من أخطاء اعترفت بها أطراف مهمة وتقع عليها اليوم المسؤولية كاملة أمام الشعب العراقي بكل أطيافه . من هذه الزاوية يبدو المشهد مثيرا وغير واضح ويحتاج لجهد استثنائي قد لاتجد الرموز التي تتولى المسؤولية اليوم نفسها قادرة على النهوض به في هذا المفصل التاريخي الحاسم . فإذا نظرنا اليوم إلى مكونات الشعب العراقي من القوميات والمذاهب المختلفة نجد هذا الوعاء اللامتجانس من العرب الشيعة والعرب السنة والكورد والتركمان والفرس والأرمن والأشوريين والكلدان والإغريق الارثودكس واليهود والازيديون والصابئة والبهائيون , حقا ان هذه الفسيفساء تحتاج إلى قدرة وموهبة عالية واحترافية في إدارة شؤونها , والادون ذلك تنتكس التجربة وتضيع كل الجهود أدراج الرياح فلو أمعنا النظر من الناحية الديمغرافية للواقع العراقي قبل سقوط الدكتاتورية وبعدها تبين لنا ان ماحصل بعد التغيير ماهو الاهزة عنيفة وحراك غير مألوف يحتاج منا إلى وقفة تأمل وتضافر الجهود لدفع عملية التغيير بالاتجاه الايجابي وفرز الظواهر الشائبة التي تخللتها.
إذ يتعين ان نعن النظر بدقة في الخارطة السياسية والاجتماعية اليوم , حيث ان ذلك يساعد على الوصول ولو بشكل نسبي للرأي الأقرب للصواب , فإذا قارنا مابين الحالة التي كنا عليها قبل التغيير وذاك الكبت الطويل , وماحصل بعد سقوط النظام وقرانا خطوط هذه الخارطة بوضوح أكثر فماذا نجد , هنا لابد للمتتبع ان يستعرض ما هو موجود على الساحة السياسية اليوم . فمن قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي تتكون من سبعة عشر كيانا وحزبا إلى القائمة العراقية الموحدة التي تتكون من لربعة عشر حزبا وقائمة المؤتمر الوطني العراقي وتشمل تسعة كيانات ثم قائمة التحالف الكردستاني والتي تتألف من سبعة كيانات تليها جبهة التوافق العراقية وتتألف من ثلاثة كيانات إضافة إلى جبهة الحوار الوطني ولاتحاد الإسلامي الكردستاني وتكتل المصالحة والتحرير وحركة الرافدين الوطنية والتجمع الديمقراطي وتجمع الضباط والمدنيين الأحرار وتجمع عراق المستقبل وقائمة السلام الوطني وقائمة الأمة العراقية وائتلاف الوعد والإتلاف ألوطنيي العراقي وتجمع القوميين فضلا عن سبعة كيانات متشددة ترفع السلاح وعلى رأسها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ناهيك عن الأكثرية الصامتة والمستقلين والمهمشين
قد يظن البعض إنها غابة متشابكة صعبة المسالك لكن هذا الظن ينبغي ان لا يحجب عنا وضوح الرؤية وتلمس المحصلة النهائية بعد ان ينتهي المخاض وتهدا العاصفة. إذن ومن خلال كل هذا لابد ان نرجع للسؤال الهام , مالذي يحصل في العراق إذا طبق قانون الأقاليم؟ لاشك ان الآراء تختلف إزاء هذا لسؤال وكل يتناول هذا لموضوع من زاوية مصالحه الخاصة , وليس من زاوية مصالح الشعب العراقي ومستقبل العراق ككل. هناك أطراف دينية معروفة رفعت شعار الفدرالية حديثا ظنا منها على مايبدو انه اقرب للمحاصصة منه إلى أي شيء أخر على مايبدو وبإيعاز من دول إقليمية مجاورة وبذلك أخضعت هذا الأمر إلى لعبة مصالح ضيقة , ومن الزاوية الأخرى نجد ان منطقة إقليم كردستان وبدل الخطوات المتأنية لنيل الحقوق وبدل التحلي بالصبر لمعالجة استجد من إشكالات , نجد ان الاندفاعات الغير محسوبة والتي قد تضر بمستقبل الأمة الكردية ومصلحة كردستان ضمن الدولة العراقية في الوقت الحاضر , رغم إيماننا بحق تقرير لمصير للشعب الكردي وأي شعب أخر شرط ان تكون الخطوات واثقة وفي مسارها الصحيح ومن صميم عملية التحول في مرحلتها الراهنة , وعدم القفز في الفراغ , لان ذلك يضر بقضية المصير ضررا بالغا.
قبل فترة دعت الكتلة العروبية إلى إضافة عبارة تؤكد موقع العراق ضمن الدول العربية , وهذا المطلب يعترض عليه العديد من الأكراد وهم ليس عربا. لاشك ان المرحلة يشوبها الكثير من الغموض والمعضلات , كما نرى إذن لابد لنا ان نخرج من هذه الشرنقة وبأسرع وقت ممكن . لان الوقت ليس لصالحنا ولا لصالح أي طرف من أطراف العملية السياسية اليوم. ان مايطرح من حلول وأراء وربما مشاريع مختلفة لم تلامس ولا تتفاعل مع رغبات وتطلعات المواطن الذي طحنته الأزمات وتاه في خضم هذه التجاذبات الذي لايفقه عنها شيئا .من الضروري ان نرجع إلى أحضان شعبنا الصادقة ونشده إلى العملية السياسية البناءة ولكن كيف؟
تقول الناشطة السياسية هناء أدور : إذا لم يحس المواطن ويشعر بتحسن ملموس بالوضع الأمني وفي مستوى الخدمات وتوفير فرص عمل وتوفير مفردات صحية للبطاقة التموينية فلن نستطيع شده للعملية السياسية.- كيف يمكن لإنسان يعيش بلا كهرباء تقريبا ويعاني من البطالة ومن تهديد الأمراض والماء الملوث غير الصالح للشرب وبؤس مفردات الحصة التموينية ان يفكر بضرورة ان يبقى على اتصال ووصال بالعملية السياسية , ترى أين تقف الأطراف السياسية جميعها إزاء ماتطرحه حياة المواطن العراقي مايعانيه في الوقت الحاضر؟ وأين يقف قانون الأقاليم إزاء هذه المشكلات؟ ان المحنة التي تعيشها الغالبية التي خذلتها الكيانات السياسية اثر ذلك المهرجان الانتخابي ذات اللون البنفسجي لابد ان تنتهي , لأننا نقف اليوم جميعا أمام مفترق طرق وسؤال كبير , نكون اولانكون.



#كاظم_ستار_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ستار البياتي - نكون او لانكون