أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وئام ملا سلمان - في أي زمن آت سنتعلم من هؤلاء!














المزيد.....

في أي زمن آت سنتعلم من هؤلاء!


وئام ملا سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 1958 - 2007 / 6 / 26 - 10:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


خبر كما باقي الأخبار التي نسمع ونرى، والتي ما لنا سوى متابعتها عبر شاشة التلفزيون ، كالعادة نترقب ونرقب مشاهد الدمار والخراب ،إذ لا يخلو منها العراق ليوم واحد ، ومن ضمن هذه الأخبار كان خبرا يحمل نكهة أخرى وطعما لابد من التلذذ به في زمن المرارة الشاملة ، كانت تغطية إخبارية عن جامع في الريف الإنكليزي ، لم يتم تشييده فوق ارض فارغة ، بل هي كنيسة ، نعم كنيسة تم تحويلها إلى جامع وبموافقة بلدية المدينة التي هي جزء من بريطانيا التي يعتنق سكانها الديانة المسيحية ،بعد تقديم طلبات لها من عدد من المسلمين بالحصول على مكان عبادة لهم وقد تم عرض لقاء مع أفراد من أهل المنطقة التي ستتحول به الكنيسة إلى جامع وكانوا يتكلمون بكل عقلانية وهدوء ، تعالوا نتصور الأمر معكوسا في العراق أو في أي دولة من دول العالم الإسلامي فما الذي سيؤول له الأمر وما هي النتائج وكم من التنديدات التي ستختلف بأساليبها ! ربما هو خبر لا يـأخذ حيزا من الانشغال بحيثياته لدى البعض وهناك من يعتبره نتيجة لقصور في الرؤيا لديه ، يعتبره فوزا وانتصاراً لأمة الإسلام التي وصلت واجتاحت الريف الإنكليزي الذي كان أهله ينتظرون ساعي البريد في العربة الناعسة على بعد ميلين ينتظرونه مستبقين لقاءه ، حاملا لهم جديد شارل ديكنز في القرن التاسع عشر ، ويفرح من يفرح بالجامع الجديد ناسيا العقل والتفكير الذي وصل له الريفي الإنكليزي والذي لم تعد الكنيسة له شيئا مقدسا كهيكل وبناء ، بينما هناك ممن يعيش في قلب لندن من المسلمين المثقفين وأهل الفكر تراه يناضل بل يستقتل من اجل الدفاع عن مذهبه ، وفي العراق قائمة ٌ حرب القباب والمساجد ،يحاصرها دخان الله من نار المذاهب حين تشتعل .

تصورت الأمر مقلوبا وان هناك مسيحيين عراقيين وفي الريف العراقي المسلم ويرغب هؤلاء المسيحيون في ممارسة طقوس عبادتهم تحت سقف كنيسة هم من يقوم ببنائها ، كيف سيكون الموقف وما ستكون ردود الأفعال ، هي تساؤلات ليس إلا واعرف مسبقا إنها محض خيال ولكن موضوع الكنيسة التي ستغدو جامعا بالريف البريطاني وفي زمن يـُهدَد به مسيحيو العراق بالموت إن لم يشهروا إسلامهم أو يدفعوا الجزية وكذلك يتعرض كل من يعتنق ديانة أخرى لذات الوجع ، وتمارس عليهم مختلف الضغوطات مما اضطر الكثير منهم اللجوء إلى مغادرة العراق وهم أهل العراق قبل دخول الإسلام له ،لا بسبب القتل المشترك والذي يتعرض له الإنسان العراقي بالتفخيخ والأحزمة الناسفة ، ولكن جراء اعتداءات تحمل خصوصيتها عليهم مستهدفة وإياهم تحديدا .

في بلادنا تقوم الدنيا ولا تقعد إذا تم مساس أي صرح ديني رغم احترامي لكل الصروح الدينية ، ولكن أن تـُنتهك الطفولة و يـُقتل الإنسان وان تتعرض قدسيته التي لا تضاهيها قدسية فوق الأرض متمثلة بمصادرة حرية الرأي والفكر والعقيدة ، حتى لاحقت هذه الانتهاكات حرية العمل فصار الحلاق معرضا للموت لان اللحى لابد لها أن تـُطلق وان تكون الوجوه واجمة مكفهرة ، وكل من يعترض على ما يدور يكون تكفيره سهلا ، إنهم لا يريدون لنا أن نفكر لأنهم لا يفكرون ولا يريدون لنا أن نعيش لأنهم موتى يمشون على الأرض ، لا يحبون الجمال لأنهم يحملون قبحا في سرائرهم .

كنت أتمنى أن يرى الكنيسة التي أضحت جامعا كل واحد من هؤلاء ، عسى أن يكون بينهم من يرعوي ويخجل مما يرى .ويترك أهل كنائس العراق آمنين ويكفيهم شره.



#وئام_ملا_سلمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتظاراتي لها ..
- عند بوابة البرلمان


المزيد.....




- -الأمر يتجاوز الخيال-.. المفوض العام للأونروا يصف حال غزة جر ...
- الجيش الإسرائيلي يشن غارات على لبنان ويستهدف -مهرب أسلحة- مع ...
- إسرائيل تستهدف شخصا ينشط في -تهريب أسلحة- بغارة جنوب بيروت
- أطباء بلا حدود تحذر من فظائع عرقية في دارفور
- المكاديميا أكثر المكسرات المنسيّة رغم فوائدها المذهلة
- بعد إنهاء الخدمة العسكرية.. -بي تي إس- يعودون بألبوم جديد
- النصيرات 274.. وثائقي يكشف تفاصيل جديدة لمجزرة ارتكبت بوضح ا ...
- إلى أين وصلت حرائق تركيا؟ وماذا بعد موجة الإجلاء؟
- حزب بالائتلاف الحاكم في جنوب أفريقيا يتهم وزيرة بالفساد
- أبجد تحتفل مع قرائها بعيد ميلادها الثالث عشر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وئام ملا سلمان - في أي زمن آت سنتعلم من هؤلاء!