أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عادل سالم موسى معايعه - التحديات والمستجدات العالمية المؤثرة في الجامعات















المزيد.....

التحديات والمستجدات العالمية المؤثرة في الجامعات


عادل سالم موسى معايعه

الحوار المتمدن-العدد: 1957 - 2007 / 6 / 25 - 11:05
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لقد شهد عالمنا المعاصر منذ الثمانينات من القرن الماضي وحتى الآن مجموعة من التحديات البيئية المتجددة والمتلاحقة في مختلف مجالات التنمية الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية، وبصفة خاصة مجالات الخصخصة وإعادة تأهيل وتطوير المنظمات العامة والخاصة، واستخدام تكنولوجيا الإدارة واللامركزية وتقليص حجم الإدارات الحكومية وإعادة النظر بأدوارها التقليدية، والدور المتعاظم لمؤسسات المجتمع المدني في التنمية، فإن أحداً لا يستطيع أن ينكر اتساع الفجوة الإدارية بين وطننا العربي وبين أجزاء أخرى من العالم المتقدم، وان هناك متغيرات عالمية وإقليمية لم يسبق لها وجود من قبل. مما يستلزم التعامل معها بمهارات إدارية وفكرية جديدة تتناسب مع أبعاد هذه المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية.

وهذا يعني انه من الضروري إعادة صياغة الوظائف التقليدية للجامعات الأردنية صياغة عصرية تقترب بها من المفهوم الذي ينبغي أن تكون عليه جامعة المستقبل، ويساعدها على مواجهة التحديات التي تواجهها، وهي تحديات متشعبة ومتعددة منها ما هو عالمي، ومنها ما هو عربي، ومنها ما هو محلي أردني ومنها ما هو جامعي.

لقد تعرض ويتعرض العالم لمجموعة من التحولات نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحادي والعشرين يمكن تسليط الضوء على بعضها فيما يلي:

1. التحولات الكبرى: ومنها التحول من المجتمع الصناعي إلى مجتمع ما بعد الصناعة(المعلومات)، والتحول من التكنولوجيا المحدودة والبسيطة إلى التكنولوجيا العالية High –techومن الاقتصاد الوطني المنغلق على نفسه إلى الاقتصاد العالمي Global، ومن اهتمامات المدى القصير إلى اهتمامات المدى البعيد، وهو يعني التأكيد على أهمية التخطيط الاستراتيجي Strategic Planningوكذلك التحول من النظم المركزية إلى النظم اللامركزية ومن التنظيمات الهرمية إلى التنظيمات الشبكية، ومن الاعتماد الكلي على إعانات المؤسسات الحكومية إلى الاعتماد على الإنتاج الذاتي.

2. الانطلاقة الكبيرة في الاقتصاد العالمي وظهور بوادر نظام اقتصادي جديد تسوده حرية التجارة وحرية تدفق أموال الشركات المتعددة الجنسيات والمنافسة الشديدة، وانهيار الموانع والحواجز التقليدية في وجه التجارة بفعل اتفاقية الجات وما صحب تلك الاجندة من استراتيجيات وعمليات تسارع العولمة الاقتصادية والنزعة الإقليمية والتحرر الاقتصادي

3. الصراع على اقتسام الأسواق العالمية استنادا إلى تطور تكنولوجي فائق وذلك بين ثلاث كتل عملاقة هي: الكتلة الآسيوية ( اليابان، الصين، دول جنوب شرق آسيا) والكتلة الأوروبية والولايات المتحدة. واشتداد حدة المنافسة العالمية ودخول السرعة كعنصر تنافسي.

4. انتشار وتعاظم الاتجاه نحو الخصخصة Privatization لكل من المجالات الإنتاجية والاجتماعية والسياسية باعتبارها الحل السحري لجميع المتاعب، بغض النظر عن السياق التاريخي أو الاجتماعي أو الثقافي للبلد وتنامي التوجه الهادف لتقليص أدوار الحكومة في الإنتاج والإدارة المباشرة لمؤسسات الإنتاج وقطاعات الخدمات، ومنح القطاع الخاص دوراً أكبر في التنمية بتفعيل آليات السوق والمنافسة، وتتم الخصخصة باتخاذ واحد من أساليب متعددة أهمها: تحويل المؤسسات الحكومية إلى مؤسسات عامة تعمل وفق اقتصاديات السوق، أو نقل ملكية هذه المؤسسات إلى القطاع الخاص سواء تم ذلك بتمليكها للعاملين بها، أو تأجيرها، أو بيعها للقطاع الخاص. إن هذه التوجهات أدت إلى تقليص حجم العمالة الحكومية بالتقاعد المبكر أحيانا، وسد المنافذ أمام التعيينات الجديدة أحيانا أخرى

5. الانطلاقة الهائلة للتكنولوجيا والثورة التي لا رجعة عنها في استخدام الكومبيوتر، وغير ذلك من جوانب تكنولوجيا المعلومات، التي تؤثر تأثيرا مباشرا على سياسات التعليم العام والعالي واستراتيجيات ( تكنولوجيا الحاسوب، تكنولوجيا الاتصالات) Information Technology، (تكنولوجيا إعادة الاستخدام)، Recycling (تكنولوجيا الهندسة الوراثية) Genetic Engineering (والاستنساخ، تكنولوجيا البيولوجيا الحيوية)Biotechnology (تكنولوجيا الموصلات الفائقة السرعة) super conductivity(تكنولوجيا الليزر)Laser (وتكنولوجيا الألياف الضوئية)Optic fibers (الذكاء الاصطناعي)Artificial Intelligence (الهندسة العكسية) Reverse Engineering (الهندسة المتوازية) Simultaneous Engineering، تكنولوجيا الفضاء والانطلاق نحو الفضاء الخارجي على متن مركبات حوت كل أشكال العلم والتكنولوجيا.

6. ظهور فلسفات إدارية جديدة كإدارة الجودة الشاملة Total Quality Management واعادة هندسة الإدارة Corporation Reengineering

7. الاهتمام العالمي بالبيئة ومحاولة الاتفاق على أسس حمايتها بعد انتشار ظاهرة التلوث وظهور ثقب الأوزون وانتشار ظاهرة إنتاج المخدرات والاتجار فيها وازدياد الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وظهور أمراض جديدة على المستوى العالمي مثل: (السارس) و(جنون البقر).

8. تزايد الطلب على التعليم بكافة مراحله المدرسية والجامعية وما بعد الجامعة.

ويلاحظ الباحثان إن معظم هذه التحديات هي علمية وتكنولوجية، فلا قوة اقتصادية، ولا نفاذ إلى الأسواق الخارجية، ولا قدرة على الصمود إلا من خلال التقدم العلمي والتكنولوجي القائم على بحث علمي قوي وجامعات مبدعة تواكب الإبداع والتطور. إن النهضة التكنولوجية الشاملة يجب أن تستهدف توطين التكنولوجيا وغرس جذورها في تربة الوطن، لتحويل الأردن إلى دولة منتجة لعناصرها المتطورة، وتجعل منها قاعدة للصناعات المتقدمة، بمعنى تسخير العلم وما ينتج عنه من معارف ومهارات ليمثل الركيزة الأساسية للتنمية التكنولوجية التي تحقق للاقتصاد الوطني انطلاقة جديدة عمادها الصناعة القائمة على استثمار العقول في الإبداع والابتكار.

إن تطور التقنيات الجديدة للمعلوماتية والاتصال ومجالات تطبيقها المتعددة في المجتمع المعاصر، ينبغي أن يكون اتجاهاً بارزاً في برامج التجديد التربوي، وخاصة في الجامعات نظراً لدورها في التهيئة لاتخاذ القرار، ولصلاتها القائمة في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ودور ذلك في تهيئة الأجيال لمواكبة القرن الحادي والعشرين والإسهام الفاعل فيها



تأثير التحولات العالمية على التعليم العالي:

ولقد كان لهذه التحديات والثورات انعكاسات طالت العديد من الجوانب المحورية والأساسية في مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي في الدول المتقدمة بشكل كبير ومن ابرز هذه التغيرات:

1. مجالات وفروع التخصص في الجامعات والمعارف والمهارات اللازم توافرها في الخريجين.

2. المراجعة الشاملة للكثير من السياسات والاستراتيجيات وغايات وأهداف الجامعات وربطها باحتياجات سوق العمل.

3. البرامج والخطط التعليمية، حيث اعتمدت الكثير من برامج التعليم العالي على تكنولوجيا المعلومات وخاصة تكنولوجيا الحاسب الآلي.

4. الموارد المادية والبشرية، واستثمار كل الطاقات الهائلة للتكنولوجيا الحديثة والقوى البشرية عالية المهارة والتحفيز.

5. تطوير الأساليب والطرق والأدوات والوسائل التعليمية، من حيث إعطاء وزن كبير للجانب التطبيقي والمهاري للتعليم بهدف إكساب الطلاب القدرات والمهارات اللازمة للتعامل مع تكنولوجيا المعلومات.

6. الهياكل التنظيمية وأنماط العلاقات السائدة، وإيجاد المناخ التنظيمي الذي يسمح بانطلاق أعمال الابتكار والإبداع، ومن ثم تحقيق التفوق والتميز(Excellency) للخريجين بما يحقق لهم ميزة تنافسية، وقد تطلب ذلك التحرر من القواعد والنظم والإجراءات التعليمية والإدارية السائدة، والقناعة بأهمية المبادأةinitiative أو الانقضاض على الفرص واستثمار الوقت باعتباره مورداً أساسياً ينبغي الإفادة منه إلى حد بعيد.

7. ارتفاع مستوى التعليم ونوعيته على اعتبار انه يمثل أساس التقدم الاجتماعي، وإتاحة الفرصة للطلبة لاستخدام طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية في الابتكار والتجديد

8. تزايد ارتباط الجامعات بالنظام الرأسمالي العالمي والمؤسسات الاقتصادية العالمية الضخمة، ومن ذلك ارتباط جامعة ولاية كاليفورنيا مع شركة مايكروسوفت وفوجيستو وهافس للإلكترونيات، وهذا التحالف يوفر للجامعات الدعم المالي الذي لا تستطيع الحصول عليه من الدولة أو الطلاب.

9. تغير حجم الكيان الجامعي وطبيعته ووظيفته، وانقسام الجامعات إلى نوعين: جامعات عالمية إلكترونية ضخمة تخدم جمهورا عالميا متناثرا، وجامعات محلية صغيرة تخدم الاحتياجات المحلية المحدودة.

10. غلبة الطابع التجاري الاقتصادي على الجامعة، بحيث تصبح اقرب إلى مكان لتبادل السلع وتقديم الخدمات.

إن هذه التغيرات والتطورات في مختلف الميادين كشفت عن العديد من المضامين ذات الأهمية بالنسبة للمؤسسات التعليمية ومنها الجامعة، وفي مقدمة هذه المضامين ضرورة الأخذ بمفهوم وحدة وتكامل المعارف الإنسانية، وتحطيم الحواجز المصطنعة بينها، والاهتمام بالعمل المشترك، وسرعة انتهاء صلاحيات الشهادة الجامعية.



التحديات التي تواجه الأمة العربية:

ونقصد بها تلك التحديات المرتبطة بالوطن العربي وترتبط ارتباطا مباشرا بمؤسساته التعليمية ومنها الجامعات ونخص بالذكر هنا:

1. التحديات التي تواجه ثوابت الأمة ويأتي في مقدمتها الدين الإسلامي والعروبة واللغة العربية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها التي تشن حربها على العرب والمسلمين بحجة محاربة الإرهاب الإسلامي.

2. التحديات التي تواجه القيم الثقافية والعربية الأصيلة المستمدة من تراثها واخلاقها، والتي عاشت معها عبر التاريخ،‏ ومن خلالها استطاعت إن تستمر وتبقى وتتميز وتتمايز على غيرها من الأمم وجوداً وحضارةً.

3. ‏تحديات تتعلق بالرؤية العلمية والمستقبلية وهما سمات العصر،‏ وأداة اللحاق بركب التقدم.‏ ومع ذلك فنحن نعيش لحظة التيه في النظرة إلى المستقبل وبالنسبة لمنهج العلم،‏ وما يزال يعيش بيننا من يؤمن بالخرافة والتفكير الخرافي،‏فغابت الرؤية العلمية،‏ وساد التخلف وتعثرت الخطا نحو التقدم، ولامفر من أن تبذل كل المؤسسات التعليمية والعلمية أقصى الجهود لتعميق الرؤية العلمية المستقبلية لدى الإنسان العربي حتى يستطيع المشاركة في إنجازات العصر.

4. تحديات تتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية،‏ فكل المؤشرات والإحصائيات والوقائع تؤكد على أننا نعاني بالنسبة لعمليات التنمية في كل هذه الميادين.

5. ‏ التحديات السكانية والبيئية بكل ما تحمله من تباينات وتناقضات وأخطار تهدد كل المحاولات التي نقوم بها في عمليات التنمية.

6. ‏ تحديات تعليمية تتمثل فيما نعانيه من فلسفة تعليمية مازالت تؤكد على قيم الطاعة والذاكرة والامتثال واهتمام واضح بالجوانب الفنية في العملية التعليمية على حساب النظرة إلى التعليم كنسق اجتماعي متفاعل مع البناء الكلي للمجتمع،‏ وغيرها من التحديات التي لا بد من مواجهتها للدخول إلى القرن القادم بفلسفة تعليمية واضحة تسهم في إنجازات القرن وتواجه تحدياته. ‏



#عادل_سالم_موسى_معايعه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. ارتفاع كبير بسعر الدولار
- -الاتحاد للطيران- تعلن عودة رحلاتها إلى العمل بصورة طبيعية
- مصر.. انخفاض كبير في أسعار السلع لأول مرة
- مصر تبني منطقة جديدة لتصنيع القوارب وتصديرها
- ستاندرد آند بورز تخفض تصنيف إسرائيل
- هل فشلت خطة بوتين لإزاحة الدولار من عرش التجارة الدولية؟
- -ستاندرد آند بورز- تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني
- البنك المركزي المصري يعلن القضاء على السوق السوداء للدولار
- أسعار النفط تقفز وسط تقارير عن ضربات إسرائيلية على إيران
- أسواق آسيا تلونت بالأحمر والذهب ارتفع.. كيف تفاعلت الأسواق م ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عادل سالم موسى معايعه - التحديات والمستجدات العالمية المؤثرة في الجامعات