انتم المهزومون..المكسورون ... لن يكون شعبكم إلا منتصرا عليكم

طلعت جمال الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 11:32
المحور: القضية الفلسطينية
    

أنتم المهزومون .. المكسورون ... لن يكون شعبكم إلا منتصرا عليكم !!!

"الصمت موت
قلها ومت
فأنت إن نطقت مت
وأنت إن سكت مت
قلها ومت "
الشاعر الثوري الأممى معين بسيسو

تخطيط في الظلام ، وانقلاب في وضح النهار ، وانقضاض على الوطن ، وسرقة الشعب والهوية وسلب حلم الدولة والعودة ... موت بالجملة .. قتل ودمار .. وملاحقة الجرحى وهم أمام الموت وتنحرونهم بالسكين والرصاص .. نهب وسلب .. تفتيش وسرقة .. حرق واقتحام لبيوت العباد ، ورصاص طائش يصيب الأبرياء ، تبحثون عن ماذا ؟ عن خريطة رسمها طفل بالدم ، عن شهادة ميلاد فلسطينية ، عن صورة معتقل منذ عشرين عاما ، عن مفتاح العودة للوطن، عن قصيدة شعر لمعين بسيسو أو محمود درويش ، عن رسالة معتقل لأمه التي لم تراه منذ النكبة الأولى والثانية والثالثة ، عن مناضلين ومواطنين لتصفيتهم وإعدامهم أمام زوجاتهم وأبنائهم بلا رحمة الإسلام ولا شفقة الإنسان ؟ هل أنتم طالبان أم المغول ؟ الظلاميون ، ومعهم قتلة الأنبياء والمرسلين ، لا يلتزمون بتعاليم الإسلام ونواهيه ، لا ينصاعون لتعاليم الأنبياء ، قتلة الإنسان قادمون ، قتلة الحياة قادمون ، فهل يلعنهم التاريخ ..هل تلفظهم الجغرافيا ، بحر غزة متجذر في الجذور ، وناسه لن ترهبهم عواصف ورعود ، وغيلان العصر الظلامية لن ينتصروا، فغفلة الزمن لن تدوم .
. هل أنتم ورثة الحجاج أبو الإرهاب في الإسلام قائد القمع الدموى ضد الخصوم والمعارضين ؟ هل أنتم ورثة زياد بن أبيه الذي شرع عمليات التصفية والقتل الجماعي ومنع التجول والقتل على التهمة أو الظن ، وقتل البريء لإخافة المذنب ؟ هل انتم ورثة الحقبة التاريخية الظلامية في الإسلام ؟ هل نموذجكم الصحابي سمرة بن جندب وكيل زياد على البصرة الذي اعدم ثمانية ألاف من أهلها تطبيقا لمبدأ زياد في القتل على التهمة كما اخبرنا الطبري بذلك ؟ هل انتم ورثة هشام بن عبد الملك في الشام الذي مارس التعذيب والقتل بقطع الايدى والأرجل والحرق ؟ هل انتم ورثة أبو مسلم الخراساني الذي بلغ عدد من أعدمهم في المشرق ستمائة ألف بين رجل وامرأة وغلام ؟ هل انتم ورثة المنصور الذي قتل بعض العلويين بدفنهم إحياء ؟ هل انتم ورثة التعذيب وتقطيع الأوصال إلى قطع صغيرة ؟ نعم فلنعترف إنكم تجيدون فن التعذيب والإرهاب وتقطيع الرؤوس ، والتآمر على الحليف ، تظهرون ما لا تبطنون ... ثم تتبجحون بصوت اسود ، ولا تستحون ، وتعلنون نصركم المزعوم والمهزوز على من ؟ !! على شعبكم ووطنكم وشهدائكم ومعتقليكم وجرحاكم ، فأنتم القاتل والقتيل .
هل انتم ورثة هولاكو ، هل انتم ورثة هتلر المجنون بثقافة العنف ، فهل تعلمتم القتل من بني صهيون وقتلة الأبرياء في دير ياسين وقبية وخان يونس وجنين ، في بحر البقر وعيون قانا ، في سجن أبو غريب وسجن جوانتانامو، وسجون السى أى إيه ؟ لن ترعبوا شعبكم ، .. لن يخافكم شعبكم .. شعبكم مقهور منكم .. ومن أخطاء خصومكم ، وفشلهم في تحقيق المصير ، وعجزهم عن مواجهة الفساد والمفسدين ، وألهاهم التكاثر وجمع المال الكثير ، وفقدت قيادتهم البوصلة التي تشير الى دور الجماهير ، المحرك الأول والأخير ، وتعاملوا معها باستخفاف وتحقير ، ووضعوا البيض كله في سلة بوش ودعاة الترنسفير . الطفل والمرأة والرجل المسن لن يصمت ، ولن يستسلم للقتلة .. لن يتنازل عن العودة ، وحق تقرير المصير .
الجحيم هو مصيركم كقاتلين ومعادين للإنسانية والبشرية ، ومغامرتكم العسكرية لن تجلب لكم سوى العار والدمار ؟ رغم أنكم للأسف أولادنا ، أهلنا ، بني جلدتنا ، قوميتنا ، عروبتنا !! فهل لم نحسن تربيتكم ؟؟ هل لم نرعاكم وشغلتنا الحياة عن الاهتمام بكم !! ومع هذا لن تجلبوا لشعبكم النصر ؟ الشعب لا يهزم ولا ينكسر ، هو القادر على كنس أولئك الذين يجلبون له الدمار والخراب ، فالشعوب لا تهزم أو تستكين ، أنتم المهزومون ، وأنتم المكسورون .. حتى في عنفوان حسمكم العسكري ، اعترفوا بفشلكم في إحداث التغيير والإصلاح ... وشعبكم الذي اكتشف أخيرا حقيقتكم المخادعة والانقلابية ، وشعاراتكم الزائفة .. هو من سينتصر عليكم أخيرا!!
طلعت الصفدى

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات