أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد السلام العطاري - دُقَتْ جدران الخزان ولم يسمعها احد!














المزيد.....

دُقَتْ جدران الخزان ولم يسمعها احد!


عبد السلام العطاري

الحوار المتمدن-العدد: 594 - 2003 / 9 / 17 - 03:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

بعد مرور خمسة وخمسين عاما على النكبة والتشريد والتهجير، وبعد ما يقارب الخمسون عاما من قراءتنا رواية "رجال في الشمس" وهي رائعة اديبنا غسان كنفاني بتّ مقتنعا بان جدران الخزان قد دقت وقرعت بكل قوة حتى اخر لحظة في شهقة الروح ولمسة اليد السائحة على جدرانه.
 ان "اللماذا" المبهمة لأبي الخيزران كانت الصرخة الأخيرة، التي لم يُسمع صداها حتى اللحظة.
كل الشواهد، التي تلت ابتلاع الصحراء لابي قيس ومروان واسعد واضف اليهم الكرامة العربية، التي رمى بها ابو الخيزران الى جانبهم، هناك في مكب النفايات في صحراء متسع للموت دون ان تتسع لحياة فلسطيني مشرد مبعد عن ارضه، وهذه حالة الفلسطيني، الذي سلم قدره ومصيره في ذلك الوقت لقيادة عربية مهزومة لا تبحث سوى عن جشعها وطمعها وعن ثرائها ، والفلسطيني ربما كان السطر والسفر الذي يعيق وجود الذات العربية الجشعة .
وها هي الصحراء، التي قذفت بهم الى اللاعودة تعود من جديد لتبتلع الفلسطيني مرة اخرى العام 1991، وكم من صحراء وكم من ابو الخيزران وكم من طرق لاهبة مميتة سلك دروبها الفلسطيني الباحث عن وطن وعن لقمة خبز من الرويشد الى شط العرب مرورا بالرمل العربي وعودة الى جدران الجفر وتَدمُر كل خزان ملتهب بحرارة الشمس العربية التي تم نفينا اليها دون ان نعي لحظتها نهاية الحياة بأنها ستكون رهينة رواية مثلها أبو الخيزران.
 وعلينا ان نضع لماذا نبحث عن الموت المحقق تحت سقف"شادر" أو لوح "زينكو" على ان لا نبحث عن الموت الجميل تحت دالية عنب أو  بيارة برتقال في يافا؟
غسان المبدع، اقفل روايته على هذه "اللماذا" و"اللماذا" لم تكن سوى رسالة لكل فلسطيني يبحث عن وطنه في المنافي جسّدتها حالة ابو الخيزران التي صدت عن سماع دقات الجدران، التي ترددت وانكرها، واعاد ذلك الى ضميره الغائب المستتر خلف قناع الزيف وراحة بال جشعه .

وها هي اليد الفلسطينية المضرجة بالدماء، تقرع وتدق، وما زالت، تدق كل الجدران وكل خزان وجدوا به وما زال هناك ابو الخيزران يقول لماذا لم تدقوا ؟!
والآن لماذا لا نقنع انفسنا، ونقلب الصورة على حقيقتها، لأن ثلاثتهم عشقوا الحياة حين ذهبوا يبحثون عن البقاء في الرمل على حساب الرملة وحيفا واللد، وأنهم قرعوا جدران خزان الصمت العربي المطبق، حيث ما زال مطبقاً حتى الآن.
لماذا لا نقول بأن ابو الخيزران يمثل الحالة العربية، التي تتمثل في حقيقتها بالرغبة  في الخلاص من الفلسطيني؟ والشواهد كثيرة، لماذا ننسى ليالي البلور الفلسطينية في الليل العربي الطويل، ليل "ايلول، وتل الزعتر، وبغداد، والصحراء الليبية، والقاهرة، وبيروت العزيزة، التي لم تعد تطيق دقات الفلسطيني اللاجئ في ضواحيها الجميلة" هذا هو الخزان الكبير في سفر الفلسطيني الطويل، يدق على جدران الوطن هذه المرة وليس فقط في صحراء ابي الخيزران، الم يحن الوقت لنؤمن بأنه قد سمع وتجاهل طرقاتهم؟ لماذا لا نتقتنع بأن قفل الرواية بـ" لماذا، لماذا، لماذا ؟" لم تكن كما قيل بأنهم  لم يدقوا وإنها  كانت صدى طرقات "لماذا" لم يسمع ابو الخيزران؟ لماذا لم تسمعون بعد؟
هذا ما أراده غسان حين دقت اشلاء جسده جدران بيروت، وكل جدران المدن العربية، وغادر دون ان يسمعه أحد.

****

عبد السلام العطاري
رام الله – فلسطين 




#عبد_السلام_العطاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد السلام العطاري - دُقَتْ جدران الخزان ولم يسمعها احد!