أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صبحي سعيد - ردا على مقالة لو كانت السيدة عائشة














المزيد.....

ردا على مقالة لو كانت السيدة عائشة


صبحي سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 05:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


رداً على مقالة( ماذا لو كانت السيدة عائشة ( الحميراء) اسبانية، للسيدة ( الآنسة) ماغي خوري، المنشور في 15/6/2007

أنا من المتابعين لموقعكم، انطلاقاً من احترامي للرأي الآخر، الذي يتيح لي التعرف إلى وجهات نظر عديدة، تقدم لي الحقائق، نزيهة بعيدة عن التعليب والأحكام المسبقة التي تشوه الحقائق، وتبعد الناس عن بعضهم بعضاً، في الوقت الذي نأمل فيه أن يتكاتفوا ويتعاونوا لرفع راية الحقيقة عالياً خفاقةً، رمزاً للمحبة، التي أوقد المسيح شعلتها المقدسة في قلوب البشر. وأؤكد هنا على كلمة البشر الذين يجب أن يتميزوا بالمحبة والاحترام عن بقية الكائنات الحية. وأقدم نفسي أولاً للسيدة ( الآنسة) ماغي: أنا علماني وأفخر بذلك، لكنني أقدس الأديان وأجلها وأحترمها، وأدافع عن مبادئها بكل ما من قوة، وأحترم الطقوس الدينية، لأنها تدخل في إطار الحرية الشخصية، على الرغم من أنني لا أمارس هذه الطقوس. وأفاخر بأنني مسلم وأحب محمد بن عبد الله(ص)، الذي أسس لأعظم دولة عربية، وأنا أيضاً مسيحي وأعشق المسيح عشقاً جنونياً لا يحده حدود, وأؤكد بأنني علماني، أي أنني معني بالأفكار والمبادئ السامية، التي طرحتها الأديان ـ الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية. وأعتبر الإسلام والمسيحية كنوز ومبادئ هذه المنطقة، التي ولدتُ وترعرعتُ فيها. أي أن الإسلام والمسيحية واليهودية هي إرثي الذي أفخر به وأدافع عنه بكل ما أملك من قوة فكرية وروحية ومادية. وأملي أن تكون منطقة الشرق الأوسط، من أرقى المناطق وأسماها في حرية العبادة، واحترام الأديان والأفكار، التي تؤكد على وحدة الأسرة البشري، مهما اختلفت الآراء، ومهما، تنوعت أو تناقضت التوجهات. وعلى الرغم من أنني لست من المتدينين، إلا أنني لا أستاء من المتدين إذا كان يحترم الآخر. وفي احترامنا للآخر، تكمن قيمة الإنسان وفكره، لأن هدف الفكر، والمبادئ، هو خدمة الإنسان، أولاً وأخيراً، واحترام مشاعره، وقيمه التي يؤمن بها، إذا لم تكن هذه الأفكار مضرة بالناس. فما الذي تريده السيدة ماغي خوري من طرحها لمواضيع تثير النعرات الطائفية والدينية؟ فمآخذ (المسيحي) المتعصب، لا تحصى على الدين الإسلامي، ومآخذ المسلم المتعصب، لا تحصى على الدين المسيحي. والتعصب مهما كان، وفي أي مكان كان، يخنق المبادئ، ويشوه القيم، ويفجر الأحقاد والضغائن. والمتعصب هو شجرة ميتة، لا تصلح إلاَّ للحرق. إننا نحلم بمسلم يعتز بأخيه المسيحي، ونحلم بمسيحي يعتز بأخيه المسلم، و لك إنسان حرية اختيار الدين والمبادئ التي يرتاح إليها، ويعتقد بأنها تؤمِّن له الراحة والاطمئنان الروحيين. فلماذا يسعى بعضنا ومنهم السيدة( الآنسة) ماغي إلى البحث عما يراه عيوباً لدى الآخر، ليشهِّر به، ويتبجح بأنه (أرخميدس) عصره وعبقري زمانه. فالدين، لا تشوبه شائبة، في عيون المؤمن. والدين في عيون الملحد عيوب في عيوب، إلى أن قيل على لسان ماركس : الدين أفيون الشعوب. وهذا الحكم لا ينطبق من وجهة نظر ماركس على دين واحد، ولم يكن ذلك الحكم على مبادئ الدين، بل كان الحكم على الممارسات الخاطئة للدين. وآمل أن تجد السيدة ماغي وقتاً لتقرأ أعمال لكاتب اليوناني العظيم، الذي كرَّس جهوده الأدبية، لتسليط الضوء على الممارسات الخاطئة للدين، التي تحولت إلى أمراض اجتماعية مزمنة، في المجتمع المسيحي. وهذه الأمراض نفسها، موجودة في المجتمع الإسلامي. ومشكلتنا ليست مع الدين، الذي ينظر إليه كلٌّ منا، من منظاره الخاص، بل المشكلة الأكبر هي مع مَنْ حرَّف المبادئ السامية للدين، وشوَّه مضامينها السامية. فلماذا تنظر ماغي إلى الدين من خلال زواج ليس هناك اتفاق على حول تاريخه. فهناك روايات مختلفة عن زمن زواج محمد (ص)بعائشة. وأيّاً كان زمن هذا الزواج، فقد وضع هذا الزواجُ عائشةَ في مقدمة نساء قريش، وأسَّس لها مكانة رفيعة في المجتمع الإسلامي آنذاك. و قد مكنتها هذه المكانة إلى أن تكون أول امرأة، تقود حركة معارضة واسعة في المجتمع الإسلامي، وفي مواجهة خليفة منتخب، حسب القواعد المتبعة في ذلك الزمن، هو عليٌّ بن أبي طالب. أليس من السذاجة والغباء أن ننظر إلى الماضي بعيون ومقاييس الحاضر؟ فللمجتمعات القديمة قواعدها في الزواج، ولنا نحن، في زماننا، قواعدنا في الزواج. وليس من المنطق أن نأخذ حادثة واحدة بمعزل عن الواقع الاجتماعي ككل. أتمنى على السيدة ماغي أن تنظر إلى الإسلام من خلال المبادئ السامية التي طرحها، أي تلك المبادئ التي لا تختلف من حيث الجوهر عن المبادئ التي طرحها السيد المسيح، الذي أرى فيه نبع المحبة، التي لو قدرها البشر حق قدرها، لعم السلامُ الأرضَ وغمر الكونَ كلَّهُ. وقد أكد الإسلام على أهمية هذه المحبة، حين قال محمد بن عبد الله: ..والله لن تؤمنوا حتى تحابوا. أين أن الإسلام فد ربط الإيمان بالمحبة، وبذلك يؤكد الإسلامُ مبادئ السيد المسيح. وأنا بدوري أدعو السيدة ماغي إلى حقول المحبة، وأنصحها بالابتعاد عن ازدراء واحتقار الآخر، مهما اختلفنا معه. وأقول ثانية: إن التعصب لغة البوط العسكري، ولغة الرصاص. فالمتعصب يسعى إلى تدمير كلِّ شيء، ليبقى هو الوحيد في هذا الكون، الذي لا يزداد جمالاً إلاَّ بتعدد الألوان، واختلاف المعادن. وقد دمرنا التعصب، في أي مجال من المجالات، وليس الدين، الذي أرى أنه يدخل في إطار الحرية الشخصية، شريطة ألاَّ يتعرض لداء التعصب السرطاني الملوث. وأود أن أخبر السيدة ماغي بأنني أدافع عن المبادئ المسيحية كما أدافع عن المبادئ في الإسلام. ولست معنياً ببعض الأمور التي لا أتفق معها هنا، وهناك، في هذا الدين أو ذاك الدين، أو في هذا الفكر أو ذاك. أتوجه بنداء من القلب إلى كل إنسان يهمه مصير كرتنا الأرضية، أدعوه إلى محاربة التعصب في نفسه، فهو أخطر داء عرفه المجتمع على مر العصور، ولن يدمر كرتنا الأرضية إلا التعصب الأعمى، وتلك الأحكام المسبقة المغلفة المحنطة الغبية، التي ورثناها، ولم ننتبه بعد إلى خطورتها الفتَّاكة. ولا شك أن للحديث صلة، إذا التقينا على مروج المحبة، التي دعانا السيد المسيح إلى زراعتها والاهتمام بها، بكل ما نملك من قوة.



#صبحي_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة من وحي الحرب العراقية


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صبحي سعيد - ردا على مقالة لو كانت السيدة عائشة