الخط الزمني لتطور التاريخ الميلادي


صباح ابراهيم
الحوار المتمدن - العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 17:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات     

بمناسبة قرب انتهاء السنة الميلادية الحالية 2025 وبدء سنة جديدة حسب التقويم الميلادي ، نذكر
الناس بقصة تطور التاريخ الميلادي .
قبل ولادة التاريخ الميلادي، كانت كل حضارة تحسب الزمن بطريقتها:
التقويمات القديمة (قبل الميلاد بآلاف السنين)
4000–1000 ق.م : شعوب قديمةكانت تستخدم تقاويم مختلفة مثل شعب المايا والأنكا في البيرو والمكسيك .
1. المصريون القدماء: حسبوا السنين حسب زمن تنصيب كل ملك جديد (الفرعون) .
• الرومان: حسبوا السنين بالأحداث واللعاب الأولمبية و تسمية القناصل للخدمة العامة سنة واحدة في المستعمرات الرومانية .
لم يكن هناك تاريخ عالمي موحد.

2. التقويم الروماني الفوضوي (قبل 46 ق.م)
كان الرومان يستخدمون تقويمًا يعتمد على القمر، وكان غير دقيق وفوضوي.
من كثرة الأخطاء أصبح الفارق بين التقويم والفصول يصل إلى أشهر كاملة.

3. التقويم اليولياني ابتداء من سنة (46 قبل الميلاد)
الإمبراطور يوليوس قيصر أصلح التقويم سنة 46 ق.م.
أهم التغييرات:
• حسبت السنة 365= يومًا
• كل 4 سنوات تكون السنة الرابعة كبيسة = (366 يومًا)
• أصبح تقويمًا شمسيًا وليس قمريًا
هذا التقويم استمر لأكثر من 1500 سنة.

4. بداية العدّ الميلادي (السنة 1 ميلادية)
حتى بعد وضع التقويم اليولياني… لم يكن هناك عدّ للسنوات من ميلاد المسيح.
من هو واضع التاريخ الميلادي؟
راهب اسمه ديونيسيوس إكزيغوس (Dionysius Exiguus) سنة 525 ميلادية.
اختار أن تكون:
• السنة 1 = هي سنة ميلاد السيد المسيح
لكن تقديره لم يكن دقيقًا، لأن السيد المسيح وُلد غالبًا بين 4–6 قبل الميلاد.
مع ذلك أصبح هذا هو النظام المعتمد.رغم احتمالية الخطأ .

5. تراكم الأخطاء في التقويم اليولياني (القرن 16)
التقويم اليولياني افترض أن السنة الشمسية = 365.25 يوم.
لكن الحقيقة هي:
➤ 365.2422
فزاد الخطأ يومًا كل 128 سنة تقريبًا.
بعد 1500 سنة أصبح الفارق = 10 أيام.
هذا أثّر على:
• موعد الاعتدال الربيعي
• عيد الفصح
• الحسابات الفلكية

6. التقويم الغريغوري (1582) — التقويم الحديث الذي نستخدمه اليوم
البابا غريغوريوس الثالث عشر أصلح الخطأ سنة 1582.
ما الذي تغيّر؟
• حذفوا 10 أيام من السنة لتصحيح الفارق
• عدّلوا نظام السنوات الكبيسة:
النظام الجديد:
• كل 4 سنوات = تحل السنة كبيسة في السنة الرابعة .
- إلا إذا كانت السنة "قرنية" (مثل 1700 و1800 و1900) نهاية قرن كامل .
- إلا إذا تقبل القسمة على 400
مثل سنة 1600 و2000 تعتبر (كبيسة)
بهذه الطريقة أصبح التقويم دقيقًا جدًا.

7. انتشار التقويم الغريغوري
لم تعتمد كل الدول التقويم الجديد مباشرة:
✔ اعتمدته دول أوروبا الكاثوليكية في 1582
✔ اعتمدته الدول البروتستانتية بين 1700–1750
✔ روسيا اعتمدته في 1918 بعد الثورة البلشفية بقيادة لينين
✔ تركيا اعتمدته في 1926 بزمن كمال اتاتورك .
✔ الدول العربية اعتمدته في القرن 20 بعد ان كانت تعتمد على التاريخ الهجري الإسلامي .
✔ اليوم يستخدمه العالم كله . ولادة السيد المسيح اصبح هو الأساس لحساب الزمن الحديث .

خلاصة بسيطة
1. القدماء لم يكن لديهم تقويم موحد
2. يوليوس قيصر أنشأ التقويم اليولياني عام (46 ق.م)
3. راهب في 525 م حدّد سنة ميلاد المسيح لتكون السنة 1
4. تراكم خطأ في الحساب بعد 1500 سنة
5. غريغوريوس أصلحه عام 1582
6. هذا هو التقويم المستخدم اليوم
• بسنوات حكم الفرعون، اعتمدالمصريون على الشمس في حساب الزمن.
• البابليون اعتمدوا على القمر والدورات الفلكية
• . الإغريق والرومان: حسبوا الزمن بدورات الألعاب الأولمبية.
• لكن لم يكن هناك تاريخ عالمي موحد… حتى جاء حدث مهم في الإمبراطورية الرومانية.
لماذا اختلفت الكنائس في تحديد يوم عيد الميلاد؟
الكثير يلاحظ أن:
• الكنيسة الغربية (الكاثوليكية والبروتستانتية) تحتفل بـ 25 ديسمبر
• الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية تحتفل بـ 7 يناير
وهذا يثير سؤالًا مهمًا:
لماذا هذا الفرق؟
سأشرح الأمر بشكل منطقي وواضح جدًا:
________________________________________
1. الأصل: كان الجميع يحتفل في 25 ديسمبر
عندما اخترت الكنيسة الأولى تاريخًا للاحتفال بميلاد المسيح، اختارت:
25 ديسمبر من كل عام
وذلك لعدة أسباب أهمها:
• كان يوم الانقلاب الشتوي تقريبًا
• كان رمزًا لـ "الميلاد والنور"
• لا يوجد تاريخ دقيق عن ولادة المسيح في الكتب القديمة
إذن الأصل واحد.

2. ظهور التقويم الغريغوري عام (1582) سبب الانقسام
كما شرحت لك سابقًا، التقويم القديم (اليولياني) كان بطيئًا ويتأخر يومًا كل 128 سنة.
ولكي يُصلَح هذا الخطأ:
• أزال البابا غريغوريوس الثالث عشر، عشرة أيام من التقويم
• وعدّل نظام السنوات الكبيسة
النتيجة:
• حدث فرق بين التقويم اليولياني والحديث
• اليوم يصل الفرق إلى 13 يومًا
إذن 25 ديسمبر (اليولياني القديم) = 7 يناير (الغريغوري الحديث)

3. الكنائس الشرقية رفضت اعتماد التقويم الغريغوري
عندما ظهر التقويم الغريغوري في 1582، اعتمدته:
• إيطاليا، فرنسا، إسبانيا… ثم أوروبا كلها
لكن الكنائس الأرثوذكسية كانت تخشى:
• تغييرات سياسية وكنسية من روما
• التأثير الكاثوليكي
فاستمرت باستخدام التقويم اليولياني القديم.
النتيجة:
• عندما تعتمد الكنيسة الشرقية عيد الميلاد في "25 ديسمبر"،
هي تعني 25 ديسمبر حسب تقويمها القديم.
• وهو يساوي 7 يناير حسب التقويم الحديث المستخدم عالميًا.

4. هل يعني هذا أن المسيح وُلد في تاريخ مختلف؟
لا.
الاحتفال هو تاريخ تقويمي فقط ولا علاقة له بالتاريخ الحقيقي للولادة.
المؤرخون اليوم يعتقدون أن:
• ولادة المسيح حدثت غالبًا بين عامي4 و6 قبل الميلاد
• وليس في 25 ديسمبر ولا 7 يناير

الصورة بالكامل بطريقة بسيطة
• العالم كان يستخدم تقويمًا قديمًا (اليولياني)
• ظهر تقويم جديد أكثر دقة هو (الغريغوري)
• الكنائس الغربية اعتمدته
• الكنائس الشرقية لم تعتمده
• النتيجة = اصبح فرق 13 يومًا بين العيدين ولازالت الكنائس الشرقية والغربية غير متفقة على توحيده بعد . اما موعد عيد القيامة فقد تم توحيده مؤخرا .