الزمان والمكان في فلسفة انشتاين


صباح ابراهيم
الحوار المتمدن - العدد: 8544 - 2025 / 12 / 2 - 01:07
المحور: الطب , والعلوم     

ألبرت أينشتاين أحد العباقرة واشهر علماء القرن العشرين ، ترك بصماته في علم الفيزياء النظرية ، وتدرس نظريته في النسبية الخاصة والعامة في كل جامعات العالم العلمية .
اعتبر اينشتاين ان كل شئ في الكون هو نسبي ولا وجود لشيء مطلق ما عدا سرعة الضوء فهي ثابتة ولا يوجد شئ ساكن أو ثابت في الكون وكل شئ فيه متغير ومتحرك.ولهذا أطلق على نظريته اسم النسبية .
كانت أفكار أينشتاين غير محدودة ايضا ، فكانت نظرته وفلسفته تبدأ من أصغر الجسيمات في الكون مثل الفوتون والالكترون ، وتمتد الى الكواكب والنجوم والمجرات والضوء واتساع وتمدد الكون . فلم تكن لأفكاره حدود كما هو الكون الفسيح بلا حدود .
استنبط اينشتاين اشهر معادلة عرفها علم الفيزياء الحديث ألا وهي معادلة احتساب كمية الطاقة E = MC² الناتجة من كتلة المادة
الطاقة والمادة متلازمتان كوجهي عملة واحدة ، ويمكن تحويل احداهما الى الاخرى . استطاع العلماء فيما بعد من احتساب كمية الطاقة الحرارية والإشعاعية التي تطلقها كتلة محددة من اليورانيوم أو البلوتونيوم المشع إذا ما تم قذف ذراتها بالنيوترونات وإنتاج التفاعل المتسلسل لتحويل هذه الكتلة من المادة المشعة إلى حرارة وضوء و إشعاع كهرومغناطيسي .
وبذلك كانت هذه المعادلة هي المفتاح لإنتاج القنبلة الذرية والهيدروجينية .
اما افكار البرت اينشتاين في الزمان والمكان ، فقد احتلت النظرية النسبية فيها حيزا كبيرا .
فقد اعتبر اينشتاين الزمان والمكان وجهان لعلمة واحدة ، وأطلق عليها اسم الزمكان ، فها متلازمان لا يفترقان ابدا، فلا يوجد مكان بلا زمان والعكس صحيح ايضا.
الزمن المعروف بالساعة واليوم والشهر والسنة ما هو الا مصطلحات ترمز إلى دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس ، أو بشكل آخر ، الزمن هو مصطلح انتقال الأرض في الكون في المكان .
حتى الساعة المستعملة لقياس الوقت ، هي عبارة عن انتقالات عقارب الساعة في المكان أو حول ميناء دائري من رقم الى رقم آخر .
الزمان والمكان متصلان في حقيقة واحدة .
يقول أينشتاين في شرح الزمكان :
الساعات الأرضية مضبوطة على النظام الشمسي ، والساعة على الأرض لا تساوي الساعة على كوكب عطارد أو المريخ ، لأن كل كوكب له يوم خاص به لدورانه حول محوره ، وعدد ساعاته تعتمد على طول يومه أي مدة دوران الكوكب حول نفسه وحول الشمس .
عطارد يدور حول نفسه في 88 يوم أرضي ، وهي نفس المدة التي يدور بها حول الشمس ، اي طول يوم عطارد تعادل سنة واحدة . وهذا يختلف عن التقويم الأرض وزمنه . فالزمن نسبي غير مطلق ويقاس حسب المكان الذي يقاس فيه .
علاقة المكان بسرعة الضوء
يقول آينشتاين : المسطرة التي تتحرك في الفضاء داخل صاروخ منطلق بسرعة تقترب من سرعة الضوء ، لابد ان يتغير طولها تبعا لسرعة حركتها . وتنكمش طوليا في اتجاه حركة الصاروخ كلما زادت السرعة ، ومتى وصلت سرعة المسطرة مع الصاروخ مساوية لسرعة الضوء يتقلص الصاروخ والمسطرة في الطول حتى يصبح الطول صفرا. هذا بالنسبة للمكان .
اما تفسير علاقة الزمن بسرعة الضوء فهو كما يلي :
لو وضعنا ساعة في صاروخ منطلق في الفضاء بسرعة تقترب من سرعة الضوء ، فان الزمن الذي تسجله يتباطئ كلما زادت سرعة الصاروخ ، وعندما تصل السرعة الى سرعة الضوء يتوقف الزمن تماما ويصبح صفرا . والشخص المنطلق في نفس الصاروخ مصاحبا الساعة لا يدرك هذه التغييرات ، وإنما يدركها شخص آخر مراقبا للأحداث خارج الصاروخ .
وقد أثبتت التجربة العلمية نجاح هذه النظرية عندما وضعت ساعة ذرية داخل طائرة سريعة جدا ، نقص تسجيلها للزمن الذي سجل بساعة ذرية اخرى كانت على الأرض .
ملاحظة : يسير شعاع الضوء في الفضاء بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية . ويصل الضوء من الشمس الى الأرض في ثمان دقائق .
التقدير المطلق لوضع أي جسم ثابتا في المكان مستحيلا. اي جسم يقّدر وضعه بالنسبة الى متغير آخر بجواره . اعتبر اينشتاين إدراك الحركة المطلقة لجسم يتحرك بانتظام أمرا مستحيلا وكذلك استحالة ادراك سكونه المطلق . ولا يمكن اكتشاف الحالة الحقيقية لجسم ما من حيث الحركة والسكون المطلقين طالما ان هذا الجسم في حالة حركة منتظمة . أي بمعنى آخر ، كل جسم يتحرك حركة نسبية معينة بالنسبة الى جسم آخر .
وأفضل تعريف قاله اينشتاين عن الزمن هو :
الزمن هو انتقال من لحظة حاضرة الى لحظة حاضرة أخرى . ولا ننتقل من ماضي الحاضر الى المستقبل ، بل ننتقل من آن الى آن آخر ، أي نعيش في حضور مستمر .