بوب أفاكيان – الثورة عدد 128 : تسيفان أ. سميث : لغز محيّر بغيض يبثّ تضليلا إعلاميّا و يلحس أحذية الفاشيّين
شادي الشماوي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 20:13
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
بوب أفاكيان ، 11 جويلية 2025 ؛ جريدة " الثورة " عدد 914 ، 14 جويلية 2025
www.revcom.us
هذا بوب أفاكيان – الثورة عدد 128 .
الكثير من الناس أطفأ حماسهم التشدّق البغيض لستيفان أ. سميث عن كرة السلّة و رياضات أخرى – تعليقات عاد " خارج الموضوع " و على أيّ حال " أخطأ الهدف " . ( مرّة أخرى ، يمكن أن أتعمّق في ما هو خاطئ أساسا في تعليقات سميث عن الأن بى أي ) .
لعدم إستدعاء NAACP لكن ما هو أسوأ هو الطريقة التي كان سميث ، رجل أسود ، يلحس بها أحذية الفاشيّين . فقد نقد
لمؤتمرها السنويّ – كما لو أنّ منظّمة حدّدت هدفها في معارضة العنصريّة و القتال من أجل الحقوق المدنيّة يتعيّن أن توفّر أرضيّة لفاشيّ مثل ترامب ، الذى جعل على رأس أولويّاته الترويج للعنصريّة و الإلتفاف بعدوانيّة على المكاسب التي نجمت عن القتال ضد الميز الوحشيّ . ( إن لم يكن ستيفان أ. سميث يعرف أنّ هذا صحيح بشأن ترامب ، ثمّ يحتاج إلى تعلّم بعض الوقائع الأساسيّة . و إن لم يهتمّ ، فهذا أسوأ حتّى ).
و هذا ليس " الخطأ الوحيد " بشأن لحس شميث لأحذية الفاشيّين – هناك نهائيّا أمثلة أخرى لقيامه بذلك بصفة متكرّرة . ففي المدّة الأخيرة ، مدح كنداس أوانس ، فاشيّة ذات بشرة سوداء شهيرة ( أو سيئة السمعة ) لقولها إنّه إن كان هتلر مجرّد " قومي "- إن كان" يرغب فقط في جعل ألمانيا عظيمة و جعل الأمور تسير على أحسن وجه " ، كان ذلك سيكون أمرا " جيّدا ". و لاحقا حاولت أوانس أن " تتنصّل من هذا " بإضافة أنّ هتلر في نهاية المطاف كان " قاتلا للبشر و مجنونا مريضا نفسيّا " و " مجرما كبيرا " في حقّ اليهود و غيرهم . ( في أعمال متوفّرة من خلال موقع أنترنت revcom.us ، هناك تحليل مفصّل لأهداف هتلر و أعماله عامة ، و الإطار الأشمل الذى حدثت فيه ، بما في ذلك النزاعات بين القوى الإمبرياليّة ). لكن الواقع الأساسيّ هو التالي : الإبادة الجماعيّة التي إقترفها هتلر في حقّ اليهود ، و كذلك القمع الإجرامي للشيوعيّين و المثليّين جنسيّا و ال Roma و غيرهم لا يمكن أن ينفصل عن – و في الواقع كان جزءا حيويّا من – التي إرتكبها . لذا ، رغم محاولات أوانس البائسة ل " التنصّل من " تعليقاتها بصدد هتلر ، فإنّ هذه التعليقات ليست مجرّد مسألة جهل مدقع و إنّما هي شيء أفظع بكثير . و شنيع هو الآخر المديح الذى يكيله ستيفان سميث للأوانس .
و إلى جانب هذا ، وبّخ سميث عمليّا سيناتور الولايات المتّحدة آلاكس باديلا للطريقة التي تعرّض بها إلى عدم الإحترام بفجاجة – و الهجوم عليه و تقييده – من قبل وكلاء النظام خلال ندوة صحفيّة نظّمها سكرتيرة الأمن الوطني الفاشيّة كريستى نوام في لوس أنجلاس . و زعم سميث أن باديلا كان مخطأ لأنّه لم ينتظر أن تنهي نوام " ملاحظاتها " قبل أن " يقاطعها ". حتّى و إن كان ذلك جوهر المسألة ، لا مبرّر لأيّ كان في مثل هذه الظروف أن يقوم بالتجاوزات التي تعرّض لها باديلا . و كما أشار إلى ذلك ، إن كانت هكذا تجرى معاملة سيناتور في الولايات المتّحدة ، تصوّروا كيف يتعامل نظام ترامب " الناس العاديّين " . و علاوة على ذلك ، هناك إطار هام لكلّ هذا : عندما " قاطع " باديلا نوام ، كانت تصرّح بسفور بأنّ نظام ترامب الفاشيّ كان يستخدم الحرس الوطني و قوّات المارينز ل " تحرير " كاليفرنيا من مسؤوليها المنتخبين - ما يعادل إعلان إنقلاب . و كون باديلا إعتبر أنّ تعليقات نوام هذه تجاوزت الحدود و شعُر بأنّه مضطرّ ل " مقاطعة " ذلك ليطرح سؤالا على نوام ، أمر مبرّر تماما . و أن يدافع ستيفان أ. سميث بالفعل عن نوام و يدين باديلا ليس فقط غير مبرّر تماما و إنّما ينمّ عن شيء سيّء جدّا بشأن الموقع الذى يأتي منه سميث و ما يدعمه و ما يروّج له .
هنا ، سأتحدّث مباشرة عن ما يمكن أن يثيره البعض : لماذا أنقذ رجلا أسود بارزا في حين يوجد الكثير من الناس الآخرين ، لا سيما من البيض ، الذين يقومون بأشياء رهيبة ؟ الواقع هو أنّ في رسائلي على وسائل التواصل الإحتماعي و في كتاباتي و خطاباتى ، و في أعمالى طوال حياتي عامة ، منذ ستّينات القرن العشرين ، عارضت بنشاط و فضحت بحدّة و حلّلت بعمق الأسباب الجوهريّة لإضطهاد السود و أناس آخرين يقع إخضاعهم و قمعهم بشكل منهجي في ظلّ هذا النظام- مبيّنا كيف أنّ كلّ هذا متجذّر في ذات طبيعة هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي و تطوّره التاريخي في هذه البلاد ، و كيف أنّ كلّ هذا يمكن في نهاية المطاف أن يتمّ إجتثاثه بواسطة ثورة تقضى على كامل هذا النظام و تعوّضه بنظام أفضل بكثير.
و في الوقت نفسه ، ينبغي قول إنّ هناك شيء مقرف بصفة خاصة بشأن شخص من السود يلحس أحذية مضطهِدِين عنصريّين فاشيّين بسفور – بالضبط مثلما كان سيكون أمرا مقرفا بصفة خاصة بشأن شخص يهودي يبرّر و يجمّل النازيّين الذين إقترفوا إبادة جماعيّة كبرى ضد اليهود . و أنا سأفضح ما يحتاج أن أفضحه ، حتّى و إن لم يعجب قولي الحقيقة شخصا ما.
ستفان أ. سميث ليس الشخص الأسود الوحيد الذى لديه أرضيّة بارزة و يروّج لسمّ ترامب الفاشيّ . " Charlamagne tha God " عبّر في المدّة الأخيرة عن الإتّفاق مع تصريح ترامب بأنّه يسعى إلى ترحيل مواطنين ينعتون ب " ناس سيّئين": و قد أكّد " شرلمانيو " على أنّه لو إقترفت جرائم مروّعة ، حتّى و إن كنت مواطنا ، لا يهمّه إلى أين يرحّلونك . ألا يعترف " شرلمانيو " حقّا بـأنّ ترحيل الناس ليقع تعذيبهم في بلدان أخرى ، في دوس للقانون و الدستور ، كما قد فعل بعدُ ترامب ، لا يمكن أن يبرّر ، مهما كان ما فعله أولئك الناس ، أو إتّهموا بأنّهم فعلوه ؟ ألا يفهم أنّ التعذيب أخلاقيّا و سياسيّا يُفسد و يحطّ من قيمة المجتمع بأسره التي تسمح به ؟ ألا يعرف حقّا أنّ عديد الناس ، لا سيما السود ، يجرى التنديد بهم على أنّهم " مجرمون وحوش " ؟ ألا يعترف " شرلمانيو " بأنّه بالنسبة إلى ترامب " الناس السيّئون " هم كلّ شخص يعارضه ، كلّ من يختاره هو ليندّد به على أنّه " عدوّ " – مرّة أخرى دون إعتبار للدستور و القانون و السيرورة القانونية ؟ ألم يلاحظ " شرلمانيو " أنّ ترامب قد صرّح بأنّه سيوقف و يرحّل " أسوأ المجرمين " لكن عصاباته المقنّ‘ة و المسلّحة قد هاجمت عمليّا و سحبت بعيدا الناس السمر " العاديّين " – بعضهم يحمل وثائق ، و بعضهم مواطنون عمليّا – كانوا لا يفعلون سوى عيش حياتهم العاديّة ، و ليسوا بصدد إقتراف جرائم ؟ هل أنّ " شرلمانيو " لم يفهم أنّ تجاوزات القانون و الدستور تهدّد حقوق كلّ من يمكن أن يعارض – أو يُتّهم بمعارضة – النظام في السلطة ؟
تتحدّد فاشيّة ترامب / الماغا بحكمها الإستبدادي الشامل ، و عنصريّتها السافرة و كرهها للنساء و المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا و إضطهادها غير القانوني للمهاجرين ( بمن فيهم المهاجرين الذين يملكون وثائقا ) و تأكيدها العدواني على التفوّق الأمريكي و جنونها المخبول و الوحشيّ و الخطر الكبير الذى تمثّله ليس بالنسبة إلى الشعب في هذه البلاد و حسب و إنّما بالنسبة إلى الإنسانيّة ككلّ .
لا يمكن التسامح مع أيّ ترويج لهذه الفاشيّة مهما كان من يقوم بذلك .