الأستاذة مجيدة نرايس رائدة مغربية في العمل الإنساني والاجتماعي والثقافي في فرنسا
أحمد رباص
الحوار المتمدن
-
العدد: 8377 - 2025 / 6 / 18 - 20:58
المحور:
المجتمع المدني
تعيش المغربية مجيدة نرايس، ابنة الحي المحمدي والأمازيغية المتحدرة من ثلاث الخصاص، في فرنسا منذ ثلاثة وثلاثين (33) عاما، حيث أسست جمعية قناة فرنسا-المغرب منذ سبعة (7) أعوام ونيف للمساهمة في حركة العمل الاجتماعي والإنساني بفرنسا، وكذلك لإقامة الجسور بين البلدين.
سمحت الظروف لمجيدة نرايس بالاقتراب من العمل الإنساني أكثر، حيث عملت بالقرب من عدد من المسنين، وكذا في مناسبات ثقافية كثيرة. واشتغلت في عدد من المؤسسات الفرنسية خاصة تلك المهتمة بإشكالية الهجرة، وساهمت في مبادرات شخصية تطوعية.
ولمجيدة نرايس اهتمامات بالجانب المسرحي والفني الذي أكسبها القدرة على التواصل والاقتراب من الناس. من هنا انطلقت للتعبير عن العمل الإنساني من خلال المسرح، حيث قامت بعدد من المبادرات الإنسانية مع الأطفال والتلاميذ والأسر المعوزة. ونظمت، باسم الجمعية، حملات التوعية بعدد من الأمراض و الأوبئة.
تقول مجيدة: “لو اعتنى كل منا بمحيطه الخاص لحلت مشاكل كثيرة وتحقق بذلك التضامن مع الشعوب على أوسع نطاق”. اكتسبت مجيدة عدة تجارب في دعم الطلبة بالخارج وفق إمكانياتها الخاصة.
في هذا الصدد تقول: “قمت بتحفيز الشباب، من خلال الجمعية، على المشاركة في العمل الإنساني لخلق جسور التواصل والمحبة وتعزيز التنمية داخل مجتمعاتنا”.
منجزات جمعية قناة فرنسا المغرب كثيرة نحتاج لتدوينها إلى مجلد ضخم، لكن حسبنا هنا الاقتصار على ذكر نماذج منها على سبيل المثال لا الحصر. نبدأ، إذن، بالإشارة إلى تنظيم جمعية قوام للثقافة والتضامن التي أسستها مجيدة نرايس، يوم ثالث شتنبر 2017، عملية توزيع المحافظ والادوات المدرسية على تلاميذ مدرسة ماء العينين بجماعة ثلاث الخصاص. والجدير بالذكر هنا أن الجمعية إياها استوحت اسمها من المرحوم الدكتور محمد قوام، المدير السابق لدار المغرب بباريس، تكريما لشخصيه وتقديرا لعمله. ومنذ مدة ليست باليسيرة أصبحت هذه الجمعية تعرف باسم جمعية قناة فرنسا-المغرب.
كذلك عملت جمعية مجيدة نرايس على تنظيم عملية أخرى لتوزيع المحافظ والأدوات المدرسية على تلاميذ مدرسة طارق بن زياد بالحي المحمدي؛ وذلك يوم عاشر (10) شتنبر 2018. استفاد التلاميذ، خلال هذا اليوم، من ورشة في الفن التشكيلي وشاهدوا مسرحية وشاركوا في حصة قرائية.
في مساء يوم 31 مارس 2021، نظمت جمعية قناة فرنسا-المغرب ندوة بمناسبة الذكرى الثالثة لتأسيسها تحت شعار “جمعيات مغربية بفرنسا: واقع وآفاق”. شاركت في هذه الندوة الفاعلة الجمعوية عائشة جبران والكتاب والناشط الجمعوي محمد مرزيقا. أدار الندوة الباحث عبد القادر أندلسي، فيما تكلفت مجيدة نرايس بتنسيق الفقرات.
في زمن كورونا، نظمت جمعية مجيدة نرايس ندوة عن بعد تحت شعار “الإعلام والهجرة قبل كورونا، في سياقها وما بعدها: تحديات وآفاق”. من المشاركين في هذه الندوة، إلى جانب رئيسة الجمعية المنظمة، هناك الدكتورة فاطمة حسيني والفاعل الإعلامي محمد واموسي والأعلامية سميرة بن عبد الوهاب والكاتب الفنان لحسن كريم والإعلامي الفنان محمد ريساني.
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظمت جمعية مجيدة نرايس، يوم 31 مارس 2031، ندوة افتراضية تحت شعار “المرأة المغربية بين الأمس واليوم: سوس نموذجا”. شارك في هذه الندوة، إلى جانب الفاعلة الجمعوية مجيدة نرايس، الأستاذة أمينة أوشلح والأستاذة فاطمة الشعبي والأستاذة نادية واكرار والأستاذة خديجة الغربي. أنجز الوصلة الفنية الموسيقية كل من الفنانة صوفيا باطمة والكاتب والفنان لحسن كريم. أما المرأة التي أنيطت بها إدارة الندوة فقد كانت هي الأستاذة فاطمة الحسيني.
وفي يوم 28 غشت 2022، نظمت جمعية قناة فرنسا-المغرب، بشراكة مع جمعية رائدات الأخصا” وجمعية أنامر للتنمية المستدامة والعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية، حملة تحسيسية لمحاربة الأمية تحت شعار “العلم نور والجهل عار”.
يحتوي ربرتوار مجيدة على سجل حافل بالأنشطة الثقافية والفنية والتضامنية، نذكر منها ندوات علمية وثقافية بباريس، مثل ندوة حول اللغتين العربية والأمازيغية في ظل الثقافة المغربية، وندوة المسن المغربي في ديار المهجر. كما نظمت بالدار البيضاء ندوة “الحي المحمدي: تاريخ ونضال”.
وفي جماعة ثلاث الأخصاص نظمت ندوة حول تاريخ البلدة ونضالها، وندوة تحسيسية للوقاية من لسعات العقارب، وندوة ثقافية كان مناطها توقيع كتاب لأمينة أوشلح حول الجد والحفيدة، وندوة “نساء الأخصاص: انتماء وتنمية”. كما نظمت، بدار المغرب بباريس، عروضا لفنانات تشكيلية مغربية وعرضا مسرحيا في إطار تكريم المخرج الراحل أنور الجندي.
وفي ما يخص الأنشطة الفنية، أشرفت رئيسة جمعية قناة فرنسا- المغرب على تنظيم حفل غنائي بعنوان “رحلة مع الطرب العربي” وهي أمسية غنائية اندرجت تحت شعار “نغنيوها مغربية”.
ختاما، ندرج شهادة زيري سعاد، القنصل العام للمملكة المغربية بمدينة كولمب، في حق رئيسة جمعية قناة فرنسا-المغرب. أدلت القنصل العام بهذه الشهادة بمناسبة حضور فرقة تافوكت المسرحية التي جاءت من المغرب بدعم من وزارة الجالية وشؤون الهجرة. قالت القنصل إن مدينتها حظيت بنزول هذه الفرقة بين ظهراني سكانها، مرجعة الفضل في ذلك إلى الأستاذة مجيدة نرايس التي تعتبرها من الناشطين الأكثر حضورا في الدائرة 92 بمدينة كولمب، التي يعرف عنها اهتمامها بالثقافة المغربية، وإشرافها على أنشطة مكثفة.
استطاعت مجيدة، تواصل القنصل، أن تنظم ثلاثة أنشطة في ظرف شهر ونصف. وختمت القنصل شهادتها بتقديم الشكر إلى الفرقة المسرحية المغربية نظير عرضها لمسرحية حول الهجرة، وكذا إلى مجيدة نرايس، رئيسة جمعية قناة فرنسا-المغرب.