كيف سيتعامل المغرب مع ثلاثة ملايين كلب ضال قبل نهائيات كأس العالم 2030 ؟
أحمد رباص
الحوار المتمدن
-
العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 02:47
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة المغربية موارد ضخمة لمكافحة انتشار الكلاب الضالة، عقب اتهامات بأن المغرب يفكر في إبادة ثلاثة ملايين كلب ضال قبل نهائيات كأس العالم 2030، تواجه عقبة رئيسية: الأطباء البياطرة غير راغبين في “تعقيم” هذه الكلاب.
وقال محمد الروداني، رئيس قسم النظافة والمساحات الخضراء بوزارة الداخلية المغربية، لوكالة المغرب العربي للأنباء في فبراير الماضي: “لا توجد حملة للقضاء على الكلاب الضالة”.
جاء هذا الادعاء بعد أن حذرت عالمة الرئيسيات والناشطة في مجال حقوق الحيوان، جين جودال، الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من المذبحة المقبلة التي ستطال 3 ملايين كلبا ضالا قبل كأس العالم 2030.
وصرح المسؤول المغربي نفسه لميكروفون إذاعة فرنسا الدولية أن “بلادنا ملتزمة منذ عام 2019 بتطبيق الطريقة التي تتمثل في القبض على الكلاب الضالة وتعقيمها لمنعها من التكاثر وتطعيمها ضد داء الكلب وإزالة الديدان منها وتحديد هويتها من خلال علامات الأذن وإطلاق سراحها. اليوم، هذا هو الحل الوحيد لإدارة مشكلة الكلاب الضالة وتجنب الإزعاج”.
ويرى الروداني أن قتل الكلاب الضالة ليس هو الخيار الأفضل. “إذا قمت بإفراغ منطقة ما من كلابك بوحشية، فسوف تصل كلاب أخرى بسرعة كبيرة وفي الأيام التالية لتستولي على منطقتها”، كما يوضح. وأبدت الحكومة المغربية قلقها إزاء هذا الوضع، حيث استثمرت بالفعل ما يقرب من 80 مليون درهم (7.7 مليون يورو).
هذا، وكشف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، في رده على سؤال كتابي من النائب البرلماني عن الفريق البرلماني الحركي، مطلع ماي الجاري، أنه “تم خلال السنوات الخمس الماضية تخصيص مبلغ إجمالي قدره 80 مليون درهم لاقتناء مركبات ومعدات مخصصة لجمع الحيوانات الضالة ومراقبتها ومقابلتها”.
وفي عام 2019، وقعت الحكومة أيضا اتفاقية إطارية للشراكة والتعاون تجمع بين العديد من أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك وزارة الداخلية عبر المديرية العامة للجماعات المحلية، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والمكتب الوطني للسلامة الغذائية (ONSSA)، والهيئة الوطنية البيطرية. وهناك إجراء رئيسي آخر: إعداد مشروع مرسوم يتعلق بالقانون رقم 56.12، الذي يهدف إلى الحماية من مخاطر الكلاب والذي يتضمن مقاربة تحترم الحيوانات.
وتعتزم الحكومة المغربية مواصلة جهودها، ولكنها تواجه عقبة كبيرة. وتقول سليمة القضاوي، رئيسة جمعية محمية طنجة للحياة البرية: “المشكلة الكبرى هي أن الأطباء البياطرة غير مهتمين بإجراء عمليات التعقيم”. إذا تمكنا من تغيير القانون والسماح للمنظمات الدولية بالقيام بعمليات تعقيم جماعية، فسوف نتمكن حقًا من محاربة وتقليص أعداد الكلاب والقطط بسرعة قياسية”.