حرية الصحافة: المغرب تقدم ب9 مراكز وصعد إلى المرتبة 120 عالميا بحلول عام 2025


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 22:57
المحور: الصحافة والاعلام     

بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، كشفت مؤخرا منظمة (مراسلون بلا حدود) عن تصنيفها العالمي لعام 2025. وقد أحرز المغرب تقدما كبيرا، حيث صعد تسعة مراكز ليصل إلى المرتبة 120 من بين 180 دولة، مقارنة بالمرتبة 129 في عام 2024. ويضع هذا التقدم الكبير المملكة في مرتبة متقدمة على العديد من الدول العربية، بما في ذلك الجزائر (المرتبة 126)، في سياق إقليمي يتسم بالتحديات المتزايدة التي تواجه وسائل الإعلام.
وبحسب المنظمة غير الحكومية، فإن هذا التحسن يأتي في بيئة لا تزال هشة بالنسبة للصحفيين في المغرب العربي، حيث تظل القدرة الاقتصادية لوسائل الإعلام مهددة إلى حد كبير بسبب الضغوط السياسية والمالية. ورغم أن المغرب يتقدم، إلا أنه يظل في الثلث السفلي من الترتيب، مثل ليبيا (المرتبة 137، +6)، حيث تظل الهجمات على الاستقلال التحريري متكررة.
يرسم تقرير منظمة (مراسلون بلا حدود) صورة مثيرة للقلق حول حرية الصحافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وسجلت تونس أكبر تراجع بـ11 مركزا (129) وانهيار في المؤشر الاقتصادي (-30 مركزا)، وهو نتيجة مباشرة للأزمة السياسية المستمرة التي تؤثر بشدة على الصحافة المستقلة.
وفي الجزائر، ورغم المناخ القمعي المستمر تجاه العاملين في مجال الإعلام، فقد لوحظ تحسن طفيف. وحققت البلاد تقدما طفيفا بفضل إطلاق سراح الصحافي إحسان القاضي، الذي حصل على عفو رئاسي بعد 22 شهرا من السجن. ومع ذلك، تؤكد منظمة (مراسلون بلا حدود) أن " القمع القضائي يظل أداة شائعة لإسكات الأصوات المعارضة ".
؛يصف تقرير 2025 الوضع المأساوي في فلسطين (المرتبة 163)، التي وصفها بأنها واحدة من أخطر المناطق في العالم بالنسبة للصحفيين. وسلطت (منظمة مراسلون بلا حدود) الضوء على "الانتهاكات المنهجية" التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، وخاصة في غزة، حيث استهدف القصف البنية التحتية للإعلام وتسبب في مقتل العديد من المراسلين. وفي الضفة الغربية، يقبع العديد من الصحافيين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مما ساهم في تراجع إسرائيل بـ11 مركزاً في التصنيف (المرتبة 112).
ويُفسَّر تراجع الأردن (المرتبة 147) باستخدام القوانين القمعية ضد الصحفيين الذين يغطون تداعيات الصراع في غزة. وتتحرك البلاد الآن بشكل خطير نحو اليمن (المرتبة 154)، حيث تم القضاء على الصحافة المستقلة تقريباً بسبب التدخل الأجنبي والانقسامات الداخلية.
أما مصر (المرتبة 170) في قاع التصنيف العالمي، فتبقى ضحية لسياسات قمعية مستمرة تهدف إلى إسكات الانتقادات للأزمة الاقتصادية. وعلى النقيض من ذلك، يظهر لبنان (المرتبة 132) تقدماً خجولاً، مدفوعاً بآمال التجديد السياسي، رغم أن ظروف عمل الصحافيين هناك لا تزال محفوفة بالمخاطر.
ورغم مؤشراتها الاقتصادية الإيجابية، لا تزال دول الخليج تسجل نتائج ضعيفة في ما يتعلق بحرية الصحافة. وتحتل المملكة العربية السعودية (المرتبة 162)، والكويت (المرتبة 128)، وعمان (المرتبة 134)، والإمارات العربية المتحدة (المرتبة 164) وجميعها تحتل مراكز في قاع الجدول. تعرب منظمة (مراسلون بلا حدود) عن أسفها لعدم وجود ضمانات مؤسسية لحرية وسائل الإعلام في الأنظمة القانونية شديدة التقييد.
والجدير بالذكر أن تقدم المغرب في تصنيف منظمة (مراسلون بلا حدود) لعام 2025 يشكل إشارة إيجابية، لكنها تظل غامضة. ورغم أن الوضع يبدو مستقرا، فإن التهديدات التي تواجه استقلال التحرير والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها وسائل الإعلام والضغوط المؤسسية تظل قضايا رئيسية.